وجدت الخلافات والصراعات بين الكتاب والتى تثار عادة على مقاهى وسط البلد او الصفحات الادبية فى الصحف طريقها الى المدونة الجديدة التى انشأها بعض الكتاب الشبان للحديث حول السرد الجديد فى مصر انطلاقا من الدعوة التى وجهها اليهم مؤتمر ادباء مصر الذى تقيمه الهيئة العامة لقصور الثقافة وتستضيفه محافظة مطروح بدءا من الاثنين المقبل.
فضمن الانشطة الجديدة التى تصاحب مؤتمر هذا العام اختيار المدون طه عبد المنعم ليكون مشرفا على التغطية الالكترونية للمؤتمر عبر مدونة تسمى بالسرد الجديد جمع فيها عدد من الادباء والكتاب الشباب المدعوين للمشاركة فى نشاط المائدة المستديرة المقامة على هامش المؤتمر المنعقد بمحافظة مرسى مطروح واخرين مهتمين بالكتابة الجديدة ومنهم " زين عبد الهادى ونهى محمود وطارق امام ومحمد عبد النبى وسهى زكى ومحمد رفيع واخرين.

طه عبد المنعم
ومنذ انطلاقها صادف المدونة عدد من الانتقادات بين رفض بعض الكتاب المدعوين الاشتراك بالكتابة فيها ثم ترشيحها لجائزة ساخرة تنظمها مدونة شهيرة " خيال الظل " لمنح جائزة لاسوأ مدونة ووصفها من رشحها بانها ذات محتوى فظيع وقاسى وينصح اصحاب القلوب الضعيفة بعدم التعرض له ، وان المدونة ذاتها تمثل كارثة للزائر البرئ الذى لا يفهم قواعد السرد الجديد ولن يذهب لمطروح فى الشتاء ، مشيرا الى كون هذه المدونة تكشف عن حقيقة الواقع الثقافى القائم على الشللية ومتهما اياها وبالتالى المؤتمر فى حصر الحياة الادبية فى مصر بمجموعة من الكتاب الشبان ممن يجمعهم مقهى واحد.
وهو الاتهام الذى انتقل الى صفحات المدونة نفسها من خلال تعليق للروائى محسن يونس تعليقا على اول التدوينات المنشورة لطه عبد المنعم " فاوست " المعنونة بــ" مؤتمر اسئلة السرد الجديد"معلقا على اختيار مجموعة من الاصدقاء ليكونوا ضيوفا على المائدة المستديرة رغم وجود ادباء اخرين من ذات الجيل قدموا اضاءات هامة فى السرد الجديد وادان يونس ما حوته التدوينة من تصنيف للابداع حسب سن المبدع قائلا : "إلى متى نطلق الشعارات والرؤى والمواقف التى تكرس للقطيعة مثل التعامل على أساس سن المبدع أو جيله ؟ أليس صاحب البجعة وقد أعطى الكثير من الجوائز قد تقدم بسرد جديد ؟ ألا يقدم صنع الله إبراهيم جديدا فى السرد المصرى والعربى وقد تخطى السبعين ؟"
كما علق محسن يونس على ما المح اليه طه عبد المنعم بتنحية المؤتمر لقضاياه التى تطرح كل عام كالهوية والعولمة مشيرا الى كونها قضايا كونية كبرى لا تتعلق بهموم الادباء مما سينحو بالمؤتمر الى مناقشة قضايا السرد والابداع وحده باعتباره هو الهم الشاغل
تحول تعليق محسن يونس سريعا الى سجال على المدونة عن علاقة المجايلة بالسرد الجديد ونفت هويدا صالح " احد المدعوين للمشاركة " ان يكون مكاوى سعيد او كتابات صنع الله ابراهيم تنتمى الى الكتابة الجديدة او طرائق السرد المختلفة التى يمكن وصفها بالجديدة وان نال صاحباها نوبل او الجونكور. فى الوقت الذى نفت فيه ان كل شباب الكتاب يقدمون كتابة تنتمى للسرد الجديد وحددت هويدا صالح محاور المائدة المستديرة التى لم تعلن عنها امانة المؤتمر بعد فى الادب التفاعلى والكتابة للمدونات ذاكرة ان بعض المدعوين كزين عبد الهادى وهويدا صالح لا ينتمون الى نفس الفئة العمرية لباقى المدعوين ، وفى مداخلته للرد على محسن يونس اشار الاديب سيد الوكيل الى ان المؤتمر غير مقصور على الشباب كما قالت هويدا صالح وان كل من لديه ابتكار ما فى السرد مدعو اليه ، مضيفا ان المؤتمر ليس قاصرا على السرد فقط بل هو معنى بالشعر كذلك .
كما حوت المدونة تدوينات للرد على ينشر حول المؤتمر بالصحف فعندما ذكر الزميل طارق الطاهر فى حوار له منشور على صفحات اخبار الادب مع امين عام المؤتمر " سيد الوكيل " ان المؤتمر للمتخصصين فقط نشرت المدونة ردا تحت عنوان بل مؤتمر للمبدعين اولا .

سيد الوكيل
وفى تدوينة تالية شنت الكاتبة هويدا صالح هجوما حادا على الصحافة الادبية الورقية فى مصر معتبرة اياها تدار بالمخدرات والعلاقات الشخصية وانها صانعة للاكاذيب.
النقاشات امتدت بعد ذلك الى الواقع النقدى فى مصر قبل ان يقفز النقاش ثانية الى المعنى بمصطلح الكتابة الجديدة
قائلا ان جيل التسعينات الذى تنتمى اليه الموجى وميرال الطحاوى لم يات بجديد وانما جدد على القديم متهما اياه بانه جيل غير محدد الملامح وقد تسلط عليه كثيرون ممن لا ينتمون اليه بشكل فعلى مشيرا من جديد الى انه يرى ان كل كتاب الثمانينات والتسعينات لم يجددوا الا بقدر ولا يمكن وصف ما قدموه من ابداع بانه كتابة جديدة قاصرا الكتابة الجديدة على الكتاب الشبان الذين تخلصت لغتهم وطرائق سردهم من تراث السرد القديم المحمل بالبلاغة والمجاز مشيرا الى ان المؤسسات الثقافية الرسمية لعبت دورا فى تلميع جيل التسعينات وتصديره للخارج باعتباره ممثلا للثقافة فى مصر .
ميرال الطحاوى
اشترك بعد ذلك عدد من الكتاب الشبان فى تنظير حول اى جيل يكتب الرواية الجديدة ومحاولات التاريخ لها بدءا من رواية ان تكون عباس العبد لاحمد العايدى مما دعا الروائى سيد الوكيل للتدخل والمطالبة بعدم قصر الكتابة على جيل بعينه مشيرا الى المصطلح يتسع لاحتواء كل مجدد فى تدوينة حملت عنوان كلام الناس الكبار جدا متهما الشبان بانهم جيل جديد يحمل التفكير القديم
وكانت اخر التدوينات التى حملتها المدونة حتى الان هى تدوينة لسيد الوكيل حملت عنوان الى متى تستمر خناقات الاجيال مطالبا الجميع بالتوقف عن نفى الاهمية عن انتاج ما سبقهم او تلاهم من الجيال وتوجيه طاقاتهم الى الابداع بدلا من الخلافات والمشاجرات
على الهامش
نشر هذا التقرير بجريدة الموقف العربى تحت عنوان في مدونة مؤتمر الأدباء.... صراعــــــات الوســـــط الأدبــــــي تنتقــــــل إلــــي ساحـــــة الإنترنـــــت
جدير بالذكر انه عقب تسليم هذا التقرير للنشر شهدت مدونة السرد الجديد نشر عدة تدوينات اخرى ربما كان اهمها تلك التى حوت رد الروائى سيد الوكيل امين عام المؤتمر فى دورته الحالية على التدوينة التى نشرها الروائى والزميل نائل الطوخى فى مدونته واعلن من خلالها انسحابه من المشاركة فى المائدة المستديرة المقامة على هامش المؤتمر
وتنفرد مدونة نثار لا مؤاخذة بالاشارة الى ان جدول المؤتمر قد تمت طباعته بالفعل ويحوى تحت عنوان المائدة المستديرة اسم الروائى نائل الطوخى كمشارك بورقة عمل تحمل عنوان " السرد الجديد فى مدونات الانترنت " رغم تاكيده الانسحاب عبر مدونته وفى رده على الروائى سيد الوكيل على مدونة السرد الجديد