Friday, March 20, 2009

السمات السوسيوثقافية لحركة التدوين المصرية - ورقة عمل



ليس من السهل على ان اختار موضوعا شاقا - وان كان شائقا - كهذا فى ورقة العمل الاولى بالنسبة لى وربما ظل من الصعب على حتى وقت قريب ان اجد مدخلا مناسبا لدراستى هذه.
الا ان الظروف قد ساقت لى المدخل بشكل ما عندما تابعت ردود افعال زملائى من المدونين ردا على الدعوة التى ارسلتها الى عدد منا المؤسسة المصرية لابحاث التدوين " ايبر" للمشاركة فى اعمال سيمنارها الاول المعنون بــ " التدوين والمعرفة- قطيعة ام تواصل " والمقام بمناسبة مرور خمس سنوات على انطلاق حركة التدوين المصرية

وهى الردود التى عكست كثير من السمات السوسيوثقافية التى صارت طابعا لمجتمع التدوين المصرى.

وبداية اجد لزاما على ان اوضح ابعاد المصطلح الذى ووجه بكثير من الاستهجان من خلال ردود الافعال المذكورة اعلاه

سوسيوثقافى

طبقا لقاموس الاخت ميريام ويبستر فمصطلح سوسيوثقافى يشير لحالة من التواشج بين عناصر ثقافية ومجتمعية
وربما يبدو هذا غامضا لذا على ان اتدخل فاقول ان سوسيوثقافى تعنى هنا فى هذه الورقة الخصائص الثقافية او الفكرية التى تميز تجمع بشرى ما وهو هنا مجتمع المدونين المصريين مما ينقلنى " مصطلح مجتمع المدونين المصريين " الى الخصيصة الاولى وهى الميل للتوحد فى قطيع

التدوين المصرى حركة مجتمعية ام مجتمع متحرك ؟

تثير دهشتى منذ ولوجى الى البلوج سفير كلمة حركة التدوين المصرية ففى قراءاتى الاولى لاباء التدوين الذين ارتقوا ليصيروا الهة سبع له .
وجدت هؤلاء الالهة يؤكدون على فردية التدوين حتى مع انخراط بعض منهم فى الحراك السياسى.
الا انهم فى الان ذاته كانوا يتداولون مصطلح " حركة التدوين " التى تشى بوجود تجمع ما يمارس فعلا مشتركا يتخطى مجرد الكتابة على المدونات بعدها بقى زاطت الزيطة وصار هناك حركة التدوين الاخوانية وتلك اليسارية والثالثة الساداتية ومدونين من اجل الحقوق ومدونين من اجل زراعة المشمش شتاءا بل وكادت التعليقات على تدوينة ما ان تنذر بميلاد حركة مدونين من اجل الاخصاء.

لهذا اجدنى اتساءل هل هناك مجتمع من المدونين لهم سمات وخصائص واهداف مشتركة يقومون بالتحرك من اجل تحقيقها ، ام ان هناك افراد لا يجمعهم مشتركات سوى ممارسة الفعل ذاته يتحركون فى اتجاهات متفرقة ام ان هناك احتمال ثالث لم اتمكن من التوصل اليه فيفتينى به احدكم ؟

لماذا يميل افراد التجأوا الى ممارسة فعل ما لتوكيد فرديتهم الى تنسيق انفسهم فى قطيع ينتمون فيه الى كيان اكبر يتصل بهذا الفعل المفرط فى الفردية ؟!!!


الشعبوية :

منذ تلك الجايكوهاية اللوذعية ما زالت هناك حيرة بين جموع المدونين " نعم انا اقع فى الفخ ذاته " للوقوف على معنى الشعبوية
ولما كان كل واحد دماغه عاجباه لهذا فيروق لى ان اقول ان تعريفى للشعبوية وسط جموع المدونين هو الميل لرفض الثقافة وكل ما يتصل بها كفعل تمرد يرفض فيه المدونون التصنيفات التقليدية التى تضفى وجاهة اجتماعية ما ، ليس رفضا لتلك الوجاهة الاجتماعية فى ذاتها بل رفضا لتقليدية هذه التصنيفات وخلق وجاهة اخرى تتصل بالتمرد الذى يرفعه المدونون شعارا لهم ومنهج حياة " جئنا الدنيا جميعا كى نعترض" . اها فعلا ، هذا يتصل بالشعبوية وفقا لتعريف عمرو غربية لها فالمدون الجامد هو من يتنطط على المثقفين جزاءا وفاقا لتنطيطهم على خلق الله فيُرضى هؤلاء الخلق

يتبنى المدون هنا خطابا يرضى
الحشد ليصير مقربا منهم باعتباره يتبنى ذات ما يتبنونه من افكار ويحمل بغضا لذات الفئات التى يحمل الحشد بغضا تجاهها.

وهو ما اتضح بشدة خلال ردود الافعال على دعوة ايبر حيث سخر المدونون من المصطلحات المستخدمة فى الدعوة وظهر جليا كراهيتهم لحالة التنطيط الثقافى الموجود بالدعوة وتعمد من صاغها لاستخدام مصطلحات بدت مغرقة فى الغموض او هكذا عدها المدونون حتى العارفون منهم بها وبمعانيها " ولكم فى التفسير الرامزاوى للانطولوجيا عبرة يا اولى المدونات ".

احتراف ما لا يحترف

ليس بخاف على اى من الحضور ان التدوين ليس مهنة وليس منهج حياة اصلا الا ان حركة التدوين المصرية نجحت فى افراز من يقدم نفسه بفلان الفلانى - مدون صار هناك من يقضون حياتهم على الانترنت متنقلين بين الفيس بوك ومدوناتهم الخاصة ومواقع المينى بلوجينج امثال جايكو وتويتر ، ليس بغية متابعة ما يدور بها فحسب بل واستمدادا للاكسجين منها

ثار بعض المدونين ذات مرة عندما وضعهم علاء فى مجمع العمرانية تحت تصنيف اسهال ولا ادرى ماذا يطلق على نشر 40 تدوينة فى اليوم اذن .

ربما لاتبدو هذه سمة خاصة بالمدونين. فالمصريون عموما محترفين فى اضاعة الوقت والاختصار من وقت العمل لصالح اى شئ اخر ، الا انه فى التدوين ياتى احساس المدون بانه يمارس فعل مفيد وانه قادر على احداث اثر يذكر من خلال الاسراف فى التدوين بالاضافة لاعتبار التدوين لدى البعض حرفة افرز ظواهر اخر ترتبط بنفى صفة التدوين عن الاخرين فكما نقول نحن معشر الصحفيين فلان هذا مش صحفى اصلا ومينفعش وكما يقول احمد عبمعطى حجازى ان بتوع النثر دول عيال بتلعب فى الطين صار من الوارد ان تجد من يقول ان حركة التدوين قد لمت وانها باظت بدخول الكثير من العيال السيس

ولا نستبعد ان تظهر قريبا دعوات لتطهير البلوج سفير من مدعى التدوين خاصة بعدما ظهرت نداءات عدة لوضع ميثاق شرف للتدوين او انشاء نقابة للمدونين او حتى ضمهم لنقابة الصحفيين

وما زال رحم حركة التدوين المصرية يمور بالعديد من الظواهر السوسيوثقافية التى قد تتمخض تلك الحركة عنها قريبا لتفرز اشكالا جديدة من الحراك المجتمعى وتؤسس لتيار جديد من الشباب القادر على تغيير البنية المجتمعية والثقافية للمجتمع المصرى
ولكنى اكتفى بهذا القدر فى ورقة العمل هذه آملة ان تفتح ابوابا جديدة للنقاش حول السمات الثقافية التى تميز مجتمع التدوين المصرى واتطلع الى ان يستكمل الاخرون المسيرة التى بدأناها

تحياتى لكم


أبحاث اخرى مشاركة :
اركولوجيا المعرفة التدوينية
اضطراب الشخصية المتعددة التدوينى

Thursday, March 12, 2009

نظرة





يمكنك ان تبنى عن نفسك لنفسك ما شئت من تصورات

تفترض لذاتك اهمية ما ، او تفترض انعدام اهميتها
ولكن هل تعتقد يا صديقى ان العبرة بما تراه عيناك انت فى المرآة؟
------------------------------

كلما حدثنى احدهم عن مدى صدمته فى الاخرين ممن هم غير قادرين على فهمه او يمارسون الزيف والتلفيق طوال الوقت رثيت لحاله
كما ارثو لحال كل مسكين يرى الاخرين ... وتخونه عيناه عند النظر لنفسه
-----------------------------------

يقول من سبقونا - نعم هو فعل مضارع ما استخدمت - :"انظر خلفك بغضب"ولكن الم يقل اى منهم..من هؤلاء العديدين الذين سبقونا انظر الى نفسك بغضب؟
------------------------------

يخطر لى احيانا انه لا يمكن الجزم بما هو الطبيعى او ما هو الصحيح
صرت الان لا اومن باى مطلقات الا من حقيقة مطلقة واحدة وحيدة تتصل بوجود الخالق جل وعلا
اما ما عدا هذا فلا يقين لدى
لا صحيح مطلق ولا خطا مطلق

لا يوجد شخص سوى
ولا يوجد شخص شائه
كل منا شائه بدرجة ما
مزيف بدرجة ما
مدعى بدرجة ما

فقط هناك من يمثلون امام غيرهم
وتلعنهم شياطينهم حين يخلون الى انفسهم

وهناك من صار الادعاء لديه راحة وارتكان
فاذا خلا الى ذاته لم يعرفها ولم تعرفه
------------------------------

اقترب هذه الايام من سادستى والعشرين

كان عامى حافلا بالمتناقضات
ظننت اننى اكتسب اصدقاء فابتعد عنى الواحد الحقيقي
جاءت اغلب اختياراتى خاطئة كالمعتاد فى البشر والاشياء

الوقت ياكلنى كما ياكل شيطان جويا ولده


فى عامى الماضى حادثنى ذاك الشخص الذى لا اعرفه فى حلمى قائلا
dare to dream
ولقد جرؤت وحلمت ونجحت واخفقت

مع اقتراب عامى الجديد لست نادمة على اخفاقاتى ولا انا فخورة او سعيدة بها بطبيعة الحال
يقول البعض انه يسعد باخطائه اذ يتعلم منها
اما انا
فلا تخوننى عيناى اذ انظر الى نفسى بغضب
فاعرف انى اعانى من صعوبات التعلم
لا اتعلم من اخطائى
بل انا من الخطائين
اولئك الذين هم لا يتوبون
واذا ودعتهم وشأنهم فانهم الى الخطأ ذاته يعودون

فى عامى الجديد اعرف انى ساستمر فى اختياراتى الخاطئة
ساراجع بعض العلاقات
ساجلس امام كمبيوتر عقلى لاعيد تصنيف الاشياء والاشخاص فى فولدرات جديدة وستمتد يدى كى تضغط شيفت ديليت لاشياء واشخاص أُخر من حياتى

فى عامى الجديد
ساستمر فى جرأتى على الحلم
وساستمر فى النظر الى نفسى بكل غضب وبكل حب يحمله غاضب لذاته