Friday, June 26, 2009

حتمية اللا اختيار





استهبال على سبيل الاستهلال:

كنت قد نشرت هذا البوست بطريق الخطا واصلحت الخطا باخفائه فى الدرافت كما كان مقررا له منذ كتبته
الا ان صديقا عزيزا علق بان البوست كان غير مفهوم و من الجيد اننى حذفته
ولهذا
اعيد نشر البوست
:p
---------------------------------
بطبعى اكره الثبات " جملة مقيتة ومتعالية يبدا بها المرأ نوتا او بوست "

هع انا اصرف الممنوع من الصرف بصفاقة شديدة .......... ربما اعطاكم هذا انطباعا عن مشكلتى مع القواعد اى قواعد خاصة ان كانت فارغة وعبيطة وغير مقنعة
بل وغير موسيقية ايضا

لكنى فعلا اكره الثبات
وكراهيتى للثبات تجعلنى انسانة طبيعية تماما
لا ترضى عن شئ وصلت اليه
او علم حصلته
او خبرات اكتسبتها
بل تسعى بنهم وطمع دوما وابدا لاكتساب وابتلاع المزيد والمزيد

اغلب الظن انه اثناء تخليقى فى رحم امى ربما كانت تكثر من تنشق الاسفنج
لم اسالها يوما عن ذاك الشئ الذى رغبت فى اكله او شربه بشدة اثناء حملها بى
وان كنت اعتقد بغرور تام ان امى لم تسع لارضاء حاسة التذوق كما تفعل اى ام اثناء حملها فى اى مولود طبيعى
اعتقد اننى بشكل ما فرضت على امى المُغًايرَة - دفعتها دفعا لتنشق الاسفنج

صدقونى لا سبيل اخر - حتى وان كان مماثلا فى لا منطقيته - يجعل منى هذه الاسفنجة البشرية التى انا عليها

هذه الحالة الاسفنجية الشرهة
واحدة من اسباب قوية تجعلنى كارهة للثبات " رغم كون الاسفنج كائن كسول يحسبه البعض جمادا من فرط ثباته " الا انى كالعادة ... كعادتى انا ..اخالف حتى تلك الطبيعة

كراهيتى للثبات تجعلنى كائنا قلقا
عصبيا
لا ينال الرضا ابدا


-------------------------------------------------
فقرة اعتراضية

- كم تكون الحياة قاسية عندما توهمك بانها تتيح لك اختيار التراجع
عندما تكون مؤمنا بقوة فعل الاختيار
وتجده متاحا فى حيز ضيق
اما ان تحفر فى موضعك او ان تتقهقر للخلف
فان الحياة تخاتلك باتاحة حلم الاختيار
الا انها - تلك الملعونة - تحتم عليك اللا اختيار-
--------------------------
------------------------


وهذه الحقيقة التى اسهبت فى الحديث عنها دون ارادة واعية " كعادتى عند ممارسة الكتابة بعيدا عن عملى " تقودنى الى ضرورة ذكر حقيقة اخرى تعرفونها ونتفق عليها جميعا

الحياة ليست عادلة دوما


وعندما تكون كائنا قلقا .. ملولا .. تكره الثبات فى موضعك دون حركة
فقد تضن الحياة عليك بسبيل للتقدم
لتجد نفسك عالقا فى نفس الموقع .. مرتكنا الى ذات الجدر الحامية - التى تتوق للتعلق بها اكثر سعيا لمزيد من الحماية والامان .. فى الوقت الذى لا تكاد تنتظر فيه للابتعاد عنها

او ربما يخطر لتلك الحياة ان تلعب دور الكرم الزائف
فتعطيك خيارات للتقدم لا ترضى عنها وترى انها لا تناسب ما تؤمن به
فلا يبقى لك من حل سوى التنازل عن عقلك
او الثبات فى موضعك
فتختار انت ما تتصوره اهون الشرين
نظرا لان الله قدخلقنا وكل واحد عاجباه دماغه

وعندما تجد نفسك يدركك الصدأ ويعلوك التراب
وانت ثابت فى موضعك .. تدور حول نفسك
تدور وتدور
لتبتلعك هوة لم يصنعها لك سواك

ستجد فى لحظة ما انه عليك انك تتوقف وتجد سبيلا ما
اى سبيل
يبتعد بك ولو للحظات عن الهوة

لكنك قد تفاجا بان السبيل الوحيد المتاح
هو العودة الى الخلف

تتقهقر قليلا فى ذلك الطريق الضيق الذى لا يتيح لك امكانية الاستدارة
تتراجع بظهرك غير قادر على رؤية ما فى طريق تراجعك
معتمدا على خبراتك السابقة

متمنيا على الله وانت تعلم كذب مُنَاك

الا تكون معالم الطريق قد تغيرت
آملا انك عندما تصل لنقطة معينة
ربما يتاح لك ان ترتد ثانية للامام
وربما
ربما

تتجاوز تلك الهوة
الى نقطة تالية ابعد
فى طريقك للتقدم

Saturday, June 13, 2009

فى وداع البديل

قامت ادارة البديل باخلاء المقر من اجهزة الكمبيوتر
فى اشارة واضحة لا تقبل الجدل او المزيد من خداع الذات بان الجريدة قد تعاود الصدور

انتهى البديل الى غير رجعة
وفى الثامن من يوليو المقبل
يسقط ترخيص البديل ويصير من المستحيل معاودة اصدار الجريدة الا اذا تقدم مالكوها بطلب ترخيص جديد

وبما ان ذلك كذلك
ففى وداع البديل
انشر الان وهنا نص اخر حوار اجريته لصالح صفحة المجتمع بالجريدة حيث عملت كمحررة
الحوار اجريته فى مقر البديل
مع العزيز فاروق عادل
صاحب مدونة يوميات طالب ثانوى
لن اطيل عليكم
اليكم الحوار


عمره ستة عشر عاما ويرى ان مصر لن تتغير

فاروق سلامة ..لم اتعلم فى مدرستى سوى الخوف والنفاق

كتبت : عزة مغازى


بين عناوين عديدة قد تنتقد نظام الحكم او تؤيده .. تتحدث عن مآثر حبيبة باقية او نكران حبيب هاجر ، وبين بوستات لعانس غاضبة او فتاة تبحث عن زوج او شاب يعرب عن رغبته فى "التظبيط" قد تتعلق عيناك بعنوان يبدو غريبا ومغايرا "روبابيكيا سكول ".. لا تتردد اضغط على الوصلة فورا لتنقلك الى عالم اخر يسكن المدونات المصرية هو عالم فاروق عادل سلامة صاحب مدونة " يوميات طالب ثانوى" .


فاروق طالب فى الصف الثالث الثانوى ..عمره لم يتخط السادسة عشرة ورغم كونه من اصغر المدونين المصرين وبدأ التدوين منذ سبعة اشهر فقط ... الا ان الاراء المنشورة على مدونته ومشاركاته الواسعة فى التعليقات لدى المدونات الاخرى،جعلت البعض يتكهن بكونه رجل ثلاثينى يتخفى فى شخصية طالب مراهق ..وهو ما كان مثار تعليقات عديدة بين اصدقائه من مرتادى هذه المواقع.


فى الشرفة الخارجية للبديل التى يسميها بعض المحررين " بلطيم " وقف فاروق يراقب الزملاء وهم يتصايحون فى مناقشات عالية حول العمل والمزاح يتطاير فى حركتهم بين صالات الاقسام المختلفة.. ليقول " انا كنت عايز ابقى مهندس دلوقت عايز ابقى مهندس او صحفى" يبتسم ويسحب كرسيا من تلك الكراسى المميزة التى تشبه كثيرا اقفاص الخبز الذى يروى فاروق حكايته معه فيقول : فى حاجات كتير لازم تتغير فى مصر..عندما اذهب لشراء الخبز اجد نفسى واقفا فى الطابور طوال النهار حتى لا ينتظر كبار السن مثلا ، حتى شراء الخبز صار بالواسطة عامل المخبز يرفض ان يبيع لى الخبز باكثر من جنيه واحد فيما يعطى لاخرين بما يتجاوز ذلك بخمس اضعاف.


وليست القواعد الاجتماعية الخاصة باصول طوابير الخبز فقط هى ما يعيد فاروق طرحه للمساءلة فحول المساواة بين الرجل والمراة يقول : الستات عايزين المسالة "ون واىone way " فقط فما دمن يطالبن بالمساواة فلماذا يطالبن بحقوق اكثر من الرجال؟!!.


وحول اسباب انشائه للمدونة يقول فاروق: انشأت المدونة لاكتب ما يدور بعقلى من افكار الا ان اختيار اسم يوميات طالب ثانوى يعود الى كون الدراسة قد ابتلعت حياتى كلها الان.

اساله ان كانت دراسته قد اثرت على حريته فى طرح ما يريد فى مدونته فيقول : طبعا انا لا اقول كل ما ابغى قوله فاساتذتى وزملائى قد يغضبون لو قلت ما اريد بصراحة ولكنى حريص على الا يعرف سوى واحد فقط من زملائى بالمدرسة بامر ممارستى للتدوين ولكن رغم ذلك مازلت غير قادر على الكتابة عن ممارسة مدرسين باعينهم للضرب او اهتمامهم "بالفلوس" على حساب التعليم.


ومن ابرز الموضوعات فى مدونته بوست مصور بعنوان " روبابيكيا سكول " قام خلالها فاروق بتصوير لقطات لمدرسته المتداعية بكاميرا الموبايل ليرصد واقع تعانى فيه المدارس الحكومية المصرية من القذارة وتداعى المرافق وتحطم مقاعد الدراسة وعن هذا البوست يقول فاروق " لم اتعرض لمضايقات اثناء التصوير لان احدا بالمدرسة لم يعرف انى التقط هذه الصور للنشر بل لمجرد الذكرى باعتبارى طالب فى الصف الثالث الثانوى وساغادر المدرسة قريبا الا ان هناك اشياء لم اتمكن من تصويرها كتصوير مقاطع الفيديو لمدرسين يقومون بضرب الطلاب او غيرها.


يقول فاروق : انا مش واخد حقى ، بالمقارنة بالمدارس الاجنبية او المدارس الخاصة هناك حقوق عديدة تخصم منى كطالب بمدرسة حكومية فلا حق لى بمروحة داخل الفصل الدراسى فى حين يحصل زملائى على تكييف بكل فصل ولا حق لى بمقعد سليم ولا بشرح جيد فى الفصل ولا حتى بطرق تدريس للمناهج تحترم عقلى ، انا اذاكر للنجاح فقط وانسى ما درسته بمجرد النجاح انا لا اتعلم شيئا فى المدرسة حتى المعامل العلمية لا ندخلها واذا دخلناها فالمدرس وحده المسموح له باستخدام الادوات واجراء التجارب ونحن مجرد مشاهدين.


ويضيف بعد تردد انا متعلمتش فى المدرسة غير انى اسكت وميبقاليش راى .. تعلمت فى المدرسة النفاق والمدح فى الحكومة والدولة فى كل موضوعات التعبير هذا ما نتعلمه. حتى عائلتى تحظر على ان اعرض لاى حديث فى السياسة سواء كان رايى بالسلب ام الايجاب .


اساله عن المستقبل فيشرد قليلا ثم يقول: مثل زملائى احلم بالهجرة خارج مصر بمجرد التخرج ويضيف:" انا معنديش واسطة عشان اشتغل ومش قلقان وسايبها على ربنا" لكنى ارغب حقا فى السفر بعد انتهائى من الدراسة فربما اتعلم ما لم اتعلمه هنا..يصمت قليلا ثم يضيف : ما تعلمناه هنا لا قيمة له بالخارج ، انا هسافر لان مصر مش هتتغير هتفضل زى ما هى كدة.



كان من المقرر نشر الحوار ضمن باب جديد يحمل مسمى " وجوه " كان من المفترض انه سيهتم بابراز الاصوات المغايرة والمختلفة فى مجالات الحياة المختلفة
لا يفوتنى ان اقر بان من طرح اسم فاروق لاجراء الحوار معه ليكون فاتحة البا - كما كان مقررا - هو الزميل العزيز احمد الفخرانى

وطبعا نشر الحوار الان من باب التحية لفاروق ولكل طالب ثانوية عامة لم يجد مقعد محترم يجلس ليمتحن عليه عندما ذهب للجنته اليوم

شكرا لفاروق
وشكرا للفخرانى
ولكل الايام الجميلة التى قضيتها مع رفاقى فى بيتى الثانى
فى البديل

Monday, June 8, 2009

ملتهمى الطاقات النفسية



بداية انا واثقة ان هذا البوست سيساء فهمه .. الا ان بى رغبة حقيقية لكتابته، ربما يكون بوستا انتحاريا على حد تعبير احد الاصدقاء

منذ ايام توفى عمى وعدت لحالة الانغلاق على الذات
لم ارد على الهاتف
لم اتحدث الى احد عبر اى وسيلة اتصال الا من العزيزة سمر التى اتصلت بى لتطمئن على بالاضافة لمكالمتين اخريين من زميل وزميلة مقربين


اختبرت حالة الاكتفاء الذاتى التى لم ابتعد عنها طويلا - لم اخرج منها سوى ليوم واحد فقط قبل وفاة عمى - والتى انوى الاستمرار فيها لبعض الوقت عقب الانتهاء من نشر هذا البوست

رغم ان حالة الانغلاق على الذات هذه ليست جديدة على ..الا انى فى تاملاتى الوجودية -التى لا داعى للخوض فيها الان - هذه المرة، انتبهت الى فعل ظل يمارس على لسنوات طوال

فعل التهام طاقتى النفسى
فى حالة ابتعادى الاختيارى عن التواصل مع الناس وجدتنى ابتعد -ضمن من ابتعد عنهم- عن اناس يمارسون التهام طاقتى النفسية بضراوة وعرفت لماذا يمكننى دوما التعافى كلما انغلقت على نفسى

هناك من ينتظر ان تبدو بادرة سعادة ما عليك او دعنى اقل ارتياحا - فانا لا اعرف كيف تكون السعادة هذه بدقة- كى يقول فى نفسه " ولماذا ادعه لراحته " لينطلق فى بث شكاواه والامه ملتقطا خيطا من حديثك ليشعرك كم انت احمق
كيف لا تشعر بكل هذه الماسى من حولك
كيف لا تتنبه الى هذه الازمة او تلك
كيف بالله عليك ايها الحمار تشعر بالارتياح ما المبرر ؟ ان حولك من الاسباب ما يدفع للانتحار عدة مرات

هذا احد نماذج التهام الطاقة النفسية " وهو نموذج يتعرض له الصديق الذى تحدثت عنه فى بداية البوست بشكل منهجى ومنتظم حتى كدت اشك ان هناك مؤامرة ما لاحباطه ودفعه للانتحار"0


ولا اقصد بهذا انصات الاصدقاء لبعضهم البعض على الاطلاق حتى لا يساء فهم هذا البوست
فالصديق عليه ن يتحول وفورا الى اذن كبيرة اذا ما شعر ان صديقه بحاجة لذلك
الا ان هناك من الناس من يستمرئ الشكوى
يستمرئ عن عمد افساد راحة الاخرين
يلتهم طاقتهم النفسية ويضعف قدرتهم على مقاومة المشاعر السلبية التى تنتابهم
امثال هؤلاء لابد من ان تضغط معهم فورا زرى شيفت ودليت فوجودهم يهدد بانهيار نظام التشغيل باكمله
يهدد بانهيار روحك انت

نموذج اخر لالتهام الطاقة النفسية هو ما ظللت اتعرض له لسنوات
اتعرف تلك الصديقة الرقيقة التى تلحظ انك تحمل هما ما
فتظل تسالك وتستجوبك
حتى تبدا فى ان تحكى لها عما يثير ضيقك
وبعدما تقترب من انهاء جملتك الثانية
تلتقط خيطا وتبدا فى الحديث عن ماساتها وتبدا فى تفسير معاناتك وفقا لرؤيتها ووفقا لما تعرضت هى له لتتحول انت الى مستمع بعد ان كنت ؛او دعنى اقل كدت ان تكون متحدثا.

هذا شكل اخر من اشكال التهام الطاقة النفسية

هناك زميل او زميلة العمل غير المقربة
التى تصر على استدعاءك كلما حانت الفرصة لتورطك فى مشاكلها لتخرج هى منها بسلام مستغلة ميلك لمساعدة الاخرين كى تتورط انت فى مهامه او مهامها
او تجد نفسك تحمل التزاما انسانيا ما " تحمله انت لنفسك فى الواقع " بحل المشكلة ولو على حساب وقتك وصحتك ومصالحك الخاصة
انا لست ملاكا
اعترف باننى اشعر بالتحقق وارضى غرورى الشخصى عندما اساعد احدهم على تجاوز امر ما
الا انى احيانا ما اشعر انه يتم استغلالى
انه يتم التهام طاقتى

حتى اننى ضبطت نفسى منذ اسابيع اقوم بالتهام الطاقة النفسية لاحدهم

كانت فرحة تدعونى لحضور ندوة لمناقشة مجموعتها القصصية الاولى
تمنيت على الله ان يبارك لها خطواتها
واتخذ الحديث بيننا مسارات عدة انتهت بالحديث حول عملى واذ بى اتحدث عن ضيقى منه واحساسى بعدم جدوى ما اقوم به هذه الايام
ورغم انى سارعت بانهاء الحديث عندما وجدته يتخذ مسارا قد يثير ضيقها
الا انى لم اتمالك نفسى من الشعور بالذنب لاقدامى على التهام طاقتها النفسية
واطفاء فرحتها او اخمادها ولو قليلا للحديث عن معاناتى الخاصة

نفس الشئ اجدنى امارسه بانتظام عند حديثى مع صديق عزيز كلما تحدثنا على الماسنجر
هو طيب القلب جدا
لهذا يصر على ان احدثه عما يثير ضيقى واستجيب له فى احايين عدة
لاشعر بعدها انى التهم طاقته النفسية

الى كل من مارست معهم تلك الممارسة البشعة
اعتذر
والى كل من يمارس التهام طاقتى الخاصة
لا املك لكم دفعا
واحب ثقتكم فى
وساعمل على الاستمتاع بها بشكل سادى

بس الله يخليكم
اما ابقى خلصانة
بس لما ابقى خلصانة بس
خفوا عليا شوية
--------------------------------------
العزيز انج لم انس وعدى بتدوينة مخصوص عشان حضرتك لكنى ساستأذنك فى تأجيلها لحين امتلاك الطاقة الكافية لكتابتها