فى المترو الاخير
ركنت راسى وجذعى على العامود ،قدامى الست بتكلم الست اللى جنبها عن بناتها التلاتة اللى متجوزين واجوازهم فى السجن
اصغرهم عندها 18 سنة ، جوزها محكوم عليه ب23 سنة سجن
بس مظلوم بطاقته الورق زمان اتسرقت وحد عمل بيها مصايب ولبسها المسكين
وهى المسكينة بتصرف على بنت 18 وبنتها اللى مستنيين زوج واب هيرجع البيت بعد كمان 20 سنة اصله محبوس بقالة تلات سنين ، والعروسة بنت 15 بقت زوجة مركونة بنت 18
يمكن شاخت زيى
لا اكتر منى
بس الجدة لسة صبية
لسة بتصرف على تلات امهات وعيالهم عشان اجوازهم محبوسين
وانا على العمود قاعدة افتكر كلامنا احنا التلاتة فى الشارع السخيف
وافتكر كل العنف المجانى اللى اتعرضتله وانا مش فاهمة ليه
واسمع حكاية بنت 18 من الجدة اللى ماسكة فايدها بللونة حمرا و مستغلية الخمسين قرش اللى جابتها بيها
بتحكى باريحية ومش هاممها باصين ليها ازاى
ولا نظرة العجب فى عينى لحماسها فى الحكى لواحدة غريبة عن حاجة هى لاى حد مخجلة
ماسكة البللونة بتحركها وتاخد نصيبها منها قبل ما ترجع بيها للاحفاد اللى هيتخانقوا عليها
وهى فآخر مترو وبتفكر فى اى حاجة غير اللى بفكر فيها
وهى رغم الهم لسة بتضحك ضحكة صبية
ضحكة هتضيع منى بعد شوية
"عايز اخليكى اجرأ"
" وفيها ايه لما تبقى مختلفة .. دى مش حاجة وحشة"
" انا اول ما قريت مدونتك كنت عايز اشوفك عشان انقذ حياتك ، حسيت ان ده حد موشك على الانتحار"
" انتى محتاجة تعلى السيلف استيم"
"you are way too simple"
"you are complicated "
" ثقتك بتوصل للغرور واحيانا مببقاش شايف مبرر لده"
" انتى مبقتيش مركزة فشغلك"
"مشكلتك انك مركزة فشغلك زيادة عن اللزوم يا زيزو الدنيا فيها حاجات تانية "
" انتى يا بنت انتى هبلة ، كل الناس عندك كويسين ، كل الناس شايفاهم احسن منك واعرف منك ، انتى هتبطلى عبط امتى "
بين اللى بيقولى خليكى زى ما انتى
واللى بيقولى زى منتى مش عاجبنى
واللى بتقولى انتى هبلة بزيادة
واللى بينصحنى بتربية عضلات السيلف استيم
واللى بتقولى جتك نيلة انتى محتاجة دروس
واللى شايفنى غلطانة على طول الخط
مبقتش شايفة نفسى
انا المفروض ابقى اجرأ؟
المفروض ابقى اجبن ؟
المفروض ابقى ايه ؟
طب هو انا زمان كنت عاملة ازاى ؟
لا يوجد سوى حقيقة ثابتة واحدة : عبد الباسط حمودة دوما ما كان على حق