Friday, January 27, 2012

أعزائي المواطنين الشرفاء

عدت الآن إلى مقر الجريدة من مسيرة المعادى التى بدأت عند مسجد الفتح الاسلامى.
عدد المشاركين أقل من المتوقع (المتوقع من قبل المنظمين لا منى أنا طبعا) ولأننى محتفظة بدورى كمتشائم تاريخى لم أنتظر أكثر.
 لكن المعادى أعطتنى ما هو أكثر ..أعطتنى دعوات عديدة بالتوفيق والنصر، من آباء وأمهات متناثرين على جوانب طريق مرور المسيرة، لم يشاركونا السير لكن الزغاريط المشجعة والهتافات المتجاوبة كانت مطمئنة.
كانت حركتى غريبة.. أنا فى منتصف المسيرة، أهتف وأوزع المنشورات الحاملة للمطالب، فى الوقت الذى أهاتف صحيفتي من وقت لآخر، لأقول بمنتهى الحياد الأعداد قليلة، ومن ينضم للمسيرة هم بضع أفراد من المارة لا يمكن وصفهم بالعشرات أو المئات.. المسيرة لا يتخطى عد المشاركين فيها ثلاثة آلاف على الأكثر.
أغلق الهاتف فيتلاشى حيادى المهنى وأعود للهتاف " يسقط يسقط حكم العسكر"، ثم أخرج هاتف الجريدة لأسرع إلى مكان مرتفع لالتقاط صورة أو بضع دقائق من لقطات الفيديو.
مازلت لا انتظر الكثير ، منذ رأيت لحم الناس مهروسا على الأسفلت فى التاسع من أكتوبر الماضى يوم مذبحة ماسبيرو التى دهست فيها المدرعات التابعة لجيش المصري الوطني مواطنين مصريين، فقط لأنهم رفعوا أصواتهم للمطالبة بتطبيق القانون، من يومها قررت أنى لن أنتظر شيئا أبعد مما أنا فيه.
قراءاتى فى التصوف قليلة، لكنى تعلمت منها أن الطريق إلى الغاية غاية، لاستحالة بلوغ الغاية.
فاعلموا أعزكم الله أن مصر التى أهتف لها غير موجودة ، مصر التى أهتف لها مُتَوَهَمَة.. هى فى رأسى أنا فقط، والثورة هى طريقى إليها، طريقى نحو تحويلها من صورة متوهمة فى الرأس لوطن.. إلى حقيقة
قد لا توجد مصر التى أهتف لها أبدا، لكنى اتخذ الآن من الطريق إليها غاية ، ثورتى غايتى ولا أبغى الآن سواها.
انا لا احب مصركم الفاسدة هذه، ليس هذا وطنى وليس ما أنتم فيه غايتى.
انا أحب الثورة وأحب كل ما هو منها ، حتى ما نالنى فى ليالها من خوف.. حتى ما نالنى فى نهاراتها من تعب.. حتى ما نالنى فى سيرها من ألم، حتى ما مر بى خلالها من خسارات.
لقد اخترت الطريق
ولا ادرى إلام سيقودنى .. لكنى عازمة على مواصلة السير