هذه الأيام ترد بذهني كلمات متراصة، كالأيام البعيدة التي كنت قادرة فيها على التعبير عما يدور بنفسي ورأسي من أفكار ومشاعر أصبها هنا أو على الورق.
ترافق هذا مع عودة الأحلام الكثيفة التي أستيقظ منها منتبهة للمعنى. لكني لا أهتم بتدوين تلك الأحلام كما اعتدت كسلاً وربما خشية ان تخوني الكلمات فلا أصدق نفسي الحكي.
اتخذت قرارًا بمحاولة العودة للكتابة، واجاهد للتغلب على كسلي الذي يمنعني من إتمام أي شيء يدفعني للتعبير أو التفكير او التذكر. لكن التفكير لا ينقضي.
الامور تغيرت كثيرًا لم يعد تفكيري في أمور العمل والجدوى والسفر والعائلة يمضي في ذات المسارات القديمة، حتى تفكيري في علاقتي بالشخص الذي انتهت علاقتي به أخيرًا بعد سنوات من الشد والجذب والجهد المبذول رغبة في السعادة والقرب والذي لم أجن من وراءه سوى مراكمة الألم والفشل.. حتى تفكيري في علاقتي بهذا الشخص قد تغيرت.
لا زلت أتألم، ولا زلت أفكر بكثرة، ولا زلت أجتر الذكريات؛ لكن لا حنينًا وشوقًا وحبًا، بل غيظًا وغضبًا
لا زلت أكسل وربما اجبن من أن أصب كل تلك الافكار التي تراودني بشأنه كتابة حتى لا تشكل وثيقة تؤلمني إذا ما طالعتها لا حقًا
ما اردت ان أسجله الآن أني لم اعد أشعر بالعار من ألمي، ولا عدت ارى في معاناتي بسبب التورط في حب أحدهم أمرًا لا يستحق الالتفات لأن هناك من يحيون مع مشاكل "حقيقية" كالمرض المزمن والفقر المدقع وفقد المأوى والعائلة وربما هناك من المصائب ما هو أكبر
ألمي يستحق الاحترام، وانا كذلك أستحق الاحترام والحب، ولن أدع احدًا يجعلني أرى أني أقل من أن أستحق ذلك ثانية. ربما ألتزم بقراري الحالي بعدم التورط عاطفيًا مرة اخرى وربما لا ألتزم. لكني أعترف لنفسي أني بحاجة لحب ناضج مبني على التفهم والرحمة. لا أريد أن أتورط في محبة أهوج أناني لا يرى في إلا فرصة سانحة وإن كانت صعبة للجنس.
أعرف أني سأتخطى كل هذا بكثير من الصعوبة. ولكني سأتخطاه.. ربما كنت هشة لكني لست ضعيفة.
هذه الأيام ستمضي، مهما طالت ستمضي وسأكون بخير، وسأجد حبًا أستحقه
وسأكتب هنا ما أخشى الآن أن أقوله لنفسي، سأكتبه وأنا أبتسم