Wednesday, June 18, 2008

Taking things for granted

منذ فترة اكتشفت ان بطانيتى الزرقاء التى احبها كثيرا والتى ارفض ان تبعدها والدتى عن سريري حتى فى الصيف رغم انى لا استخدمها بها نجمة داوود واضحة كوحدة زخرفية

كانت دهشتى للاكتشاف كبيرة ، دهشت لاننى يومها رايت بطانيتى التى امتلكها منذ سبع سنوات وارفض التخلى عنها لصالح اى بطانية جديدة ، رايتها لاول مرة .

سبع سنوات انظر فيها لشئ احبه وارتبط به وجدانيا رغم انه ليس كائنا حيا على انه امر مسلم به ، اكتفى بالنظر اليه دون رؤيته لانه بالنسبة لى ، شئ مسلم به وموجود وخلاص رغم ضرورة هذا الوجود بالنسبة لى

منذ اسابيع كنت احدث شخص اعرفه على الماسنجر ، كان منطلق الحديث من اغنية قديمة لعفاف راضى ، احدى اغانى الاطفال الجميلة التى عرفتها ويعرفها كل الثمانينيون امثالى .

ومع تداعيات حديث الذكريات تذكرت عم زهدى .. الجد العجوز صاحب متجر مستلزمات الاطفال الذى كنت احج اليه بصحبة والدتى لشراء الشيكولاتة والايس كريم ذو الاشكال المنوعة من كرات وافيال والتى كونت منها مجموعة مختلفة الالوان فقدتها جميعا خلال انتقالنا الى الشقة الحالية ، الى جانب الالعاب من مكعبات وميكانو وتوك الشعر وشرائط الكاسيت العامرة باغنيات الاطفال وافلام الكارتون على شرائط الفيديو ذات العلب الملونة

كل ما كنت احلم به كان ينتظرنى هناك حتى تلتقطه يداى من عند عمو زهدى

تذكرت كل هذا ولكنى لم اتذكر معه ملامح عمو زهدى ... حاولت فلم استطع .. حاولت اكثر فتذكرت شكل شعره الابيض الذى يستطيل قليلا وجسده النحيف الذى اذكره الان قصيرا ، لم اتذكر هل كان يرتدى النظارات ام لا ، لم اتذكر ملامح وجهه الذى لابد وانه كان طيبا وباسما ، نعم لابد انه كان كذلك

سالتها : ماما .. احنا معندناش صورة يكون فيها عم زهدى ؟

- عم زهدى مين ؟

- عمو زهدى اللى كنتى بتجيبيلى من عنده اللعب والتوك وكده

- اااااااااه .. " ثم قالت فى حيرة " طب واحنا ليه يكون عندنا صورة لعم زهدى ؟

انسحبت الى غرفتى فى محاولة اخرى لم تفلح للتذكر ، ارتديت ملابسى وخرجت ، مشيت حتى المكان الذى كانت تملاه اللعب والالوان ويقابلك ما ان تدلف اليه الببغاء المعلق الذى كان يضحك ويلقى النكات ما ان يصفق اسفله طفل من زوار المتجر وكنت احبه واخافه واحرص على الوقوف بعيدة عنه

ذلك المكان الذى لم يكن له باب تجذبه او تدفعه ، كان مفتوحا على الشارع مباشرة مفتوح على الدوام لا ينغلق ابدا دون احد

مشيت لاجد مكانه متجرا يبيع اجهزة الموبايل ، متجر لا تخرج منه اصوات عبد المنعم مدبولى يغنى الشمس البرتقانى عليها ليا سنة ، ولا صوت عفاف راضى تغنى بكفوفك دقدق دقدق ، بل يخرج منه اصوات زاعقة تغنى للحبيب الهاجر الغادر ، ابتعدت الى الرصيف المقابل ووقفت تبعدنى اصوات السيارات الداخلة والخارجة من محطة البنزين التى اقف امامها ثم خفت ان تغيب عنى اذا ما اطلت النظر اخر ما تبقى لى من ذكرى جميلة لهذا المكان

ابتعدت وانا بعد لم اتذكر ملامح عم زهدى ، ابتعدت ولم اوفق فى تذكر شكل غرفتى القديمة دون صور ، او شكل شارعنا القديم ، لم افلح فى تذكر العديد من الملامح البصرية لطفولتى ، فطنت الى اننى تعاملت مع كل الاشياء والاشخاص دون وعى باهميتها او اهميتهم

تعاملت معها جميعا كامور مسلم بها ، كنت اظنها وقتها باقية ابدا ، ان لم تكن بذاتها فستبقى باثرها فى ذاكرتى ونفسى لقد اخذتها واخذتهم جميعا for granted

4 comments:

Anonymous said...

عود احمد يا عزة
بقالي كتير مستنية البوست الجديد
عارفة ان البوست ده خلاني اسرح فى حاجات كتير كانت جوايا ومرتبطة باشياء كتير
قلبت فى صندوق ذكرياتى
فاكرة زمان واحنا فى المدرسة كنا دايما نجيب كروتونكتب عليها لاصحابنا لقيت عندي كروت كتير من ايام ابتدائى لحد الجامعة بس قعدت اقراها كلها بس زعلت جدا لانى فى كتير من زمايلى ما فتكرتش حتى شكلهم كان ايه


يعنى باختصار قلبتي عليا المواجع

على فكرة المدونة ظاهرة عندي لونها ازرق انتى غيرتي اللون والا ده
preview

Anonymous said...

اسود تاني
ليه بس كده
رغم انى كنت عارفة لكن اتفاجأت
بس عارفة دلوقتى حاسة انك رحعتى عزة اللى انا عارفاها كويس
بحبك جدا يا صديقتى الوحيدة
رغم غيرة الاخرين

بنت القمر said...

مررت لاقرأ واقرأ... وسأعود لاكمل الان فقط القي التحيه

Azza Moghazy said...

اسماء *2
الحقيقة انا مبحبش احمد بس مقبولة منك
الحقيقة ان هناك كثيرين بالنسبة لى لا اريد ان اتذكر شكلهم
ولكن تبقى دومات مشكلة انى لا اتذكر من انات بحاجة الى تذكرهم والعكس صحيح
كان ذاكرتى الانتقائية تلك اللعينة تابى الا ان تعذبنى بكل سئ
اما عن تقليب المواجع على سيادتكم فده اقل واجب
ادينا غيرنا اللون عشان عيون سيادتك متتلخبطش يا باشا
والحقيقة برضه هو اسود تانى لانى كنت متضايقة من المدونة ومش طايقاها ولا طايقة ادخلها بسبب اللون الفحلقى الغريب اللى كنت عاملاه ده
اهى مرحلة وعدت
يا اهلا بيك يا جميل اما عن الاخرين الغيورين فانت عارفة رايى كويس
******************************
بنت القمر
اهلا اهلا واهلانات كتير
سعيدة بمرورك واسعد بتحيتك وانتظر تشريفك لى
*********************************
بعيدا عن اى ردود ورغم انى لست معتادة على هذا ولكن اوضح انا لم اقصد من هذه التدوينة سرد ذكريات وليس الامر محض نوستالجيا
انا اتحدث بالاساس عن التسليم بامور لا ينبغى التسليم بها على التعامل مع كل شئ وكل لحظة باعتبارها مرحلة وهتعدى
اتحدث عن تحويل العمر الى مراحل عدة بانتظار الانتهاء ايمر العمر دون تحقيق شئ او الاستمتاع بشئ
وعلى الرغم من قناعتى بهذا الا اننى امارس هذا الخطا باصرار الخراتيت
كائن عجيب انا