مغامرة ليلية

يبدو ان المرء تسيطر عليه افكار غريبة بالفعل عندما يعانى الارق ، الان اصدق يا اطفال ان قلة النوم حتما تقود الى الجنون بالبطئ

قضيت اربعة ايام بلا نوم تقريبا ولا ادرى لذلك سببا الا اننى اول امس نمت لسبع ساعات متواصلة دون تقطع وهذا لعمرى حدث يؤرخ به وله ، الا ان الارق عاودنى ثانية الليلة الفائتة

كانت ليلة غريبة جدا ، عدت من الخارج لامارس طقوسى المسائية

واذ يغرق الشامبو شعرى ويحرق عينى انسالت المياه فجأة باردة

وعلمت لصدمتى ان الكهرباء كانت قد انقطعت لفترة طويلة مما دعا لاغلاق الاجهزة الكهربائية فى البيت خشية حدوث اعطال غير محمودة بها ان عادت الكهرباء زائدة عن معدلها مما استتبع اغلاق السخان الكهربى الذى لا ينغلق فى بيتنا صيفا ولا شتاءا

اخذت ارتعد من البرد وكمنت تحت بطانيتى الزرقاء الجميلة طلبا لبعض من الدفء

ظننت اننى سانام بمجرد ان استدفئ قليلا الا ان كثير من الظن اثم

مر الوقت طويلا بطيئا حتى بدأ موجز انباء الرابعة باذاعة البرنامج العام واذ تسرد المذيعة اللطيفة انباء ما وقع بالمحادثة الهاتفية بين الرئيس مبارك والعماد ميشال سليمان كما تصر على نطق اسمه ساورنى فجأة هاجس السلطة .......

نعم اذ انا استدفئ تحت بطانيتى واطنان من اشياء اخرى وضعتها فوقها طلبا لمزيد من الدفئ سيطرت على رغبة عارمة فى تناول طبق من السلطة

ولما كان الهاجس قويا ورغم شدة البرودة وعيناى شبه المغلقتان من فرط الارهاق والرغبة فى النوم نفضت عنى بطانيتى وذهبت الى اكثر اماكن البيت كابة وسخافة بالنسبة لى

ذهبت الى المطبخ
فتحت الثلاجة
ولسعادتى الجمة وجدت كيسا يجمع خضروات السلطة التى يبدو ان امى القتها بالثلاجة على عجل قبل غسلها

واذ وقفت اغسل خضروات السلطة للمرة الاولى فى حياتى تمهيدا لاعدادها للمرة الاولى فى حياتى ايضا ، اخذت افكر فى اشياء غريبة مستمتعة بشلال المياه الساخنة الذى ينهمر على يدى وانا اغسل الخضروات
بعد التاكد من اننى لازلت احفظ جيدا مادة السرد المنطوق لاعلان ريرى بالخضروات المشكلة " لسة هتدورى وتشترى وتقشرى ......." وتسميعه عدة مرات بصوت عال متبوعا باغنية اجرى بسرعة يا واد يا حسين هاتلنا منه باكو واتنين

شردت فى ضرورة جمع تبرعات لانشاء خزان ضخم للمياه الساخنة
سخان يسخر لخدمتى وحدى و اخذت اخطط لمكان بناء هذا الخزان الكونى وطرق تامينه وضمان الا تبرد مياهه او تنفذ ابدا ابدا ومصادر الطاقة التى من الممكن ان تضمن ذلك

يبدو اننى ساحتفظ بخطتى لتدوينة مستقلة عندما تبدا حملة جمع التبرعات

ثم ساورنى القلق ، ماذا لو حاول اعداء الانسانية واعداء الوطن وهم كثر ان يقتحموا خزانى او يستولوا على مياهه او ان يخنقوا على بقطع مصادر الطاقة فتصير المياه باردة

وماذا لو حاول احدهم ان يستخدم كل تلك المياه الساخنة الرائعة ويحرمنى ملكيتى الاكسكلوزف لها ؟

شعرت بكدر هائل
كدر غير انسانى بالمرة واغلقت المياه لابدا فى تقطيع السلطة

اثناء التقطيع اخذت تراودنى افكار اخرى تتعلق بمستقبلى المهنى .. ماذا لو لم اكن صحفية ، وتذكرت حلما قديما
يتلخص فى امتلاك مصنع للمسدسات
ماذا لو كان قد تحقق

يا الله كم كنت ساكون ثرية وكنت لازكى عن اموالى بارسال بعض من انتاج مصنعى دون مقابل يذكر لاخوتنا فى الكويت وقطر اذ ربما اسهم فى تنشيط رياضة صيد البشر هناك سيما وان العبيد المصريين تتزايد اعداد الفارين منهم الى هناك عاما بعد عام

كم ستكون هذه خدمة عظيمة على كافة الاصعدة اذ ساساعد اخوتى فى العروبة والاسلام على ممارسة رياضة جميلة ستؤدى عمليات المطاردة فيها الى تحسين صحتهم بالتخفيف من اوزانهم والتقليل من احجامهم بعض الشئ كما ساخدم وطنى الحبيب بالقضاء على اى احتمالات لعودة هؤلاء الكلاب الضالة من الفقراء الضالين ناكرى الجميل الهاربين من جنة الوطن

وعاودنى الكدر اذ تذكرت ان الاخوة فى قطر و الكويت سيجعلون خدمهم الاسيويين او الافارقة يطاردون الطرائد بدلا منهم مما سيعسر من تحقيق خطتى الرحيمة

انتهيت من تقطيع السلطة وانا غير راضية عن تقدمى المهنى كتاجر مسدسات وان كنت قد ارضيت شعورى الوطنى والقومى العارم

بدأت فى تناول السلطة لاكتشف اننى كنت استمتع بهطول المياه على يدى دون ان اهتم بغسل الخس جيدا مما جعل السلطة مليئة بطين عجيب

الخلاصة :
وكعادة كل تدوينة محترمة يمكننى ان اسهل عليكم الامر بذكر الدرس المستفاد هذا لانى اعلم ان تشغيل المخ ليس بالامر المحمودة عواقبه

الدرس المستفاد اطفالى انه على الرغم من ان خطوتى الاولى فى عالم الطبخ غالبا ما ستكون الاخيرة
الا اننى مؤمنة تماما باننى قد صنعت اجمد طبق سلطة حصل فى تاريخ البنى ادمين