انتهيت فى المرة لسابقة الى الحديث حول مسالة الاقتباس من المدونات ولم استكمل حديثى اشفاقا عليكم من فرط طول التدوينة وعلى عينى من طول النظر الى الشاشة
يعرف كل من رسب بالتيرم الاول بالسنة الاولى باحدى كليات او اقسام الصحافة المتناثرة فى جامعات الجمهورية ان المقال الصحفى هو كتابة ذاتية تحمل رأى ووجهة نظر كاتبها فيما يتعلق بحدث او شئ او شخص او موقف ما
ويعرف ايضا ان مقال الرأى يعبر عن صاحبه وليس عن وجهة نظر الصحيفة
كما انه يدرس " ويسقط فى الامتحان لو لم يذكر " انه لا يجوز التعديل او التدخل فى مقال الرأى بالاختصار او التعديل الا فى حدود الاتفاق بين الكاتب والصحيفة فيما يتعلق بالمراجعة اللغوية وضرورة الحصول على اذن مسبق من الكاتب للتصرف فى المقال تبعا لمقتضيات المساحة فى حالة ضيق الوقت قبل الطبع فان لم يكن يعاد المقال الى الكاتب ليقوم بالتصرف فيه اختزالا او اسهابا وفقا لمقتضيات مساحة النشر
ما هى التدوينة اذن يا رفاق : التدوينة -اعتقد- هى مادة مكتوبة كتابة ذاتية تعبر عن وجهة نظر كاتبها فيما يتعلق بحدث او شئ او شخص او موقف ما وهى تعبر عن وجهة نظر صاحبها وليس وجهة نظر وسيط النشر سواء كان الناشر هو بلوجر او بلوجسبيريت او الدستور او الشروق
فما الذى يدعو وسيط نشر ما لمعاملة التدوينة معاملة تختلف عن معاملة مادة الراى الاخرى المكتوبة فيه
قد يرد احدهم ليقول التدوينة تماثل رسائل القراء التى يحق للصحيفة التدخل للتعديل فيها واختصاراها لياتى ردى بان الصحيفة تعلن صراحة للقراء ضرورة الالتزام بعدد معين من الكلمات معلنة عن الحق فى رد المقال وعدم نشره لو لم يلتزم بكذا وكذا وكذا والقارئ يرسل رسالته وهو مدرك لهذه الشروط موافق عليها
القارئ هنا هو من يسعى للصحيفة وليس العكس وهو يقبل شروطها
وضع المدونين مختلف تماما
الجريدة هى التى تسعى لنشر كتابات المدونين سعيا لتسويد صفحاتها او لزيادة مبيعاتها اذا ما اعجب المدون نشر اسمه فتوجه لشراء 200 نسخة ليوزعها على الاقارب والجيران
وبالتالى فعلى الصحيفة هنا ان تلتزم بقاعدة مقال الراى خاصة وانها لا يجمعها اتفاق مسبق مع المدون يعطيها الحق فى التعديل فى مقال الراى الخاص به " تدوينته" كى تتوافق مع سياستها التحريرية
ولا هى اتفقت مع عموم القائمين بفعل التدوين على الالتزام بعدد محدد من الكلمات حتى تنشرها ضمن صفحاتها "وليس من حقها المطالبة بذلك" ولكن لتنشر قواعدها وعلى من يريد النشر بها ان يلتزم بتلك القواعد طائعا
الا اننى قبل الانتقال الى نقطة اخرى احب ان اوضح إختلافى مع عبد الرحمن ومع الزميل " كم انا سعيدة بكلمة الزميل هذه " عمرو عزت فى رأيهما حول الاقتباس وقواعده فيما يتعلق بالمدونات
كلاهما عبد الرحمن وعمرو يعرفان اكثر منى انه لا يجوز عند الاقتباس الاجتزاء من كلام المصدر بحيث يخل الاقتباس بمعنى النص الاصلى الصادر عن المصدر ولا يجوز ان يتم اعادة صياغة الجزء المقتبس بشكل يؤد الى التباس المعنى على القارئ
كما ان الاقتباس يتم ضمن سياق ضام اما فى تقرير او متابعة اخبارية بحيث تستكمل اللغة التحريرية الصحفية المعنى الذى قد يلتبس على القارئ وبشكل يشرح الظرف الذى صدر فى اطاره التصريح
فى الصفحة الاخيرة فى المصرى اليوم هنك باب ثابت يقتبس جملة واحدة عن مصدر ما ، قد يكون من مقال او تصريح رسمى او ايا كان لكنها جملة واحدة يتم شرحها من خلال اسم وصورة المصدر والظرف الذى صدر فى اطاره هذا التعليق
ولكن قولوا لى بالله عليكم ما هو السياق الضام الذى يجرى من خلاله طرح هذه الاقتباسات فى الشروق ؟
وعلى اى اسس يتم اعادة صياغة التدوينات؟
وما الذى يحدد طبيعة عملية اعادة الصياغة والاختزال؟
اعتقد ان هذه التساؤلات اوضحت وجهة نظرى فى الامر واسمحوا لى ان انتقل الى نقطة اخرى
هل من حق الصحيفة ان تحتكم لطرف ثالث ليضع قواعد التعامل بينها وبين المدون؟
الحقيقة ان العزي ميدو قد اهدانى منذ لحظات قلائل هدية جميلة جدا تتمثل فى هذا الرابط
هذه الردود منشورة فى عدد اليوم " الحادى والعشرين من فبراير 2009" وهو العدد الحادى والعشرين من الجريدة
اول هذه الردود كما يمكنكم ان تروا جميعا بعنوان " فكرة جيدة " يرى صاحبه "حمادة سيد من مركز سمالوط بالمنيا " : ان فكرة نشر المدونات جيدة وان كان يعترض على عدم نشر اسم المدون ملحقا بتدوينته ويطالب حمادة السيد الجريدة بمراسلة المدونين لاستئذانهم قبل النشر
اما ثاني التعليقات ل"عادل الرفاعى من بور سعيد"فيعرب عن رغبته فى ان تراعى الجريدة نشر التدوينات كاملة حتى لا يشعر لمدون باهتزاز فى المادة المرسلة .
اما التعليق الثالث "لابوبكر على طلب من اسيوط" يقوم فيه بتصنيف المدونين حسب اتجاهاتهم من نشر المدونات ورقيا ويعنينى هنا تصنيفه للمعارضين حيث يرى ان المعترضين على النقل انما ينبع موقفهم من : رؤيتهم للمدونات باعتبارها تحيا وتتكاثر فى بيئتها الطبيعية على الانترنت ، مما اوقع فى خلدهم ان قارئ الوسائط المطبوعة قد لا يتمتع بالذهنية الملائمة لتلقى المنشور عبر الانترنت "منضما فى نهاية رسالته الى صاحب الرسالة الاولى فى اقتراحه بان تقوم الجريدة باستئذان المدونين قبل نشر " مقتطفات" من مدوناتهم
الرسالة الاخيرة " ارجوكم اعذروا لى التفصيل لان له هدف بالفعل " رأت كاتبتها "الشيماء عمر على" ان رد فعل المدونين كما اعلنت عنه الشروق و فى الواقع محزن جدا ، متساءلة لماذا يرفضون ؟!!
متوقعة ان يكون هذا تعاليا منهم " كما فهمت انا " على القراء حيث لا يرغب المدونون فى ان يطلع الناس على ما يكتبون معربة عن تمنيها لان تزيد الجريدة من المساحة المخصصة لنشر المدونات
هامش : يمكنكم ان تلحظوا باعلى كيف قمت بالاقتباس وفى اى سياق وكيف قمت باعادة صياغة كلام هؤلاء القراء دون علامات تنصيص ضمن متن مختلف ولتروا ان كان هذا قد اخل بالمعانى المتضمنة فى رسائلهم .
عودة الى المتن : بالعودة الى تدوينة مختار العزيزى يمكنكم ان تجدوا نص ما نشرته الشروق لاستطلاع راى القراء
وبقراءة التدوينة نفسها سترى كيف ان الشروق لم توضح اصلا ابعاد الموضوع للقارئ الذى تطالبه بالتدخل كقاض لحسم الامر
دعك من ان احد الطرفين فى النزاع"وهوالشروق" قد اختار قاضيا لم يرتضه الطرف الاخر" المدونين " وهذا جانب وانظر معى الى كون القاضى نفسه تم تضليله ربما عمدا او عن غير قصد عن حقائق الامر وابعاده.. ويتضح هذا فى رسالة القارئين الاخيرين .
القارئين الاولين " حمادة سيد من سمالوط ، وعادل الرفاعى من بور سعيد" يداخلنى شك يقارب اليقين انهما متابعان للامر عبر الانترنت ويعرفان اوجه اعتراض المدونين كما يتضح من رسالتيهما .. لايرادهما ما لم تشر اليه الشروق لكنى ابغى حقا التوقف عند الرسالتين الاخيرتين
رسالة "ابو بكر على" من اسيوط :- يصنف فيها المدونين طبقا لما فهمه هو ويتضح منها خطورة ما قامت به الشروق من تعمية جعلت القارئ يتصور ان الاعتراضات كلها تاتى من جاتب عدم اقتناع المدونين بوسيط النشر المخالف" الوسيط الورقى" وتبنيهم لنظرة دونية الى الجمهور المتلقى لهذا الوسيط دون التفات الى حقيقة ارتباط الاعتراضات بممارسات وسيط النشر ممثلا فى الشروق .
وهذا طبيعى لانه لا يدرى عن هذا اى شئ لان مصدره " الصحيفة " عمد ربما عن قصد او غير قصد الى تضليله واخفاء المعلومات عنه مع انه كما يعلم اى طالب " برضه" راسب فى التيرم الاول فى السنة الاولى فى اى كلية او قسم من اقسام الاعلام المتناثرة على طول الجمهورية : فوظيفة الصحافة الاولى هى كسر احتكار القلة او النخبة للمعلومات وتوصيلها للمتلقى حتى يتحقق ما اسميه - ولا اعلم ان كان له اصل مسجل ام لا - بديموقراطية المعرفة.
التعليق الاخير للشيماء عمر يوضح بجلاء اثر ما اقدمت عليه الشروق فى خلق حالة عداء لدى بعض القراء ضد المدونين المعترضين فكيف الرضا بمثل هكذا قاض ؟!!!!
كيف يرتض المدونون بقاض اعمى غير عليم تم ايصال ابعاد الامر اليه مجتزأة مشوهة... قاض صار متحيز وغير عادل ؟؟؟؟
كيف الاحتكام اليه ؟ ولم عليهم ان يرضوا بحكم قاض لم يوافقوا عليه منذ البدء ولم يستشاروا فى امر اختياره ؟؟؟؟
اعقد انى اطلت جدا هذه المرة ايضا ساكتفى بهذا واعود لاستكمال طرح وجهة نظرى فى باق النقاط ان اردتم