Friday, February 13, 2009

دباديب وقلوب وحاجات حمرا





صباح الفل

يومكم احمر باذن الله

منذ عدة اشهر كنت فى مشوار مقبض فى الرابع من نوفمبر ..انتهى بنهاية مقبضة ما زالت تداعياتها تضايقنى حتى الان

فى الرابع من نوفمبر الماضى كتبت لكم عن مشاهداتى يوم الفالانطاين المصرى

قلت وقتها ان فى رأسى شئ اخر اود الحديث عنه .. وكى نتحدث عنه تعالوا معى ابنائى لنعود بالذاكرة الى تسعة اعوام مضت
.
.
.
.
" دوامة ابيض واسود ومزيكا تليق بفيلم سيدة القطار اذ تستعيد ليلى مراد الذاكرة ثم ".
.
.
.
كان هو عامى الاول بالجامعة
فى الرابع من نوفمبر ادلف من باب حقوق فى التاسعة والنصف لالحق بمحاضرة د. سوزان القللينى التى تبدأ فى العاشرة
واذ امر بكلية حقوق واشرد ببصرى جهة حاسبات ومعلومات -وربما علوم ايضا- متوجهة الى الملعونة " كلية الاداب " كان اللون الاحمر يغرق طريقى على امتداد البصر

كان الشباب والفتيات يروحون ويغدون امامى وقد حمل كل منهم بعض من زهور وهدايا

لم افهم سر هذه الهدايا الكثيرة المزدانة بالاحمر ولفرط سذاجتى تصورت انه بالمصادفة تاتى اعياد ميلاد اغلب طلاب الدفعات فى هذا اليوم وساعدنى فى هذا الاعداد القليلة نسبيا نظرا لذهابى المبكر للجامعة

مرت محاضرة د. سوزان دون سلام كالعادة وبعدها :

- داليا
- نعم
- بقولك ايه
- ايه
- هو فيه ايه النهاردة
- اشمعنى
- انتى هتدخليلى قافية .. تؤ .. هو فيه عيد ميلاد جماعى فى الجامعة ؟
- ايه؟!!
- عيد ميلاد جماعى يعنى الناس متفقين على حفلة مثلا للناس اللى عيد ميلادهم النهاردة ؟
- اشمعنى ؟
- اوف ، امال ايه فرح الهدايا المنصوب ده ؟
- قهقهة عالية لمت علينا المدرج


طبعا لم تأل الطيبة الرقيقة داليا -بعدما عرفت كيف تلم نفسها من كتر الضحك - جهدا فى توضيح ما استغلق على من حقائق لفرط جهلى وسذاجتى

بعدها كاد نفس الموقف الساذج ان يتكرر فى الرابع عشر من فبراير لولا اننى كنت وقتها قد تعلمت قراءة تين ستف التى اوضحت لى مبكرا ان هذا الشهر سيشهد عيد حب اخر

الا انى ظللت منذ وقتها ولتسعة اعوام تالية اتساءل عن السر فى نوعية الهدايا الغريبة التى اراها يوم الفالانتاين
لاحظت ان الفتيات يخترن اهداء الاولاد زجاجات العطر والوانا من الملابس واكسسواراتها كالكوفيات والخناقات وما شابهها

فيما تاتى هدايا الذكور للاناث وهى تكاد تنحصر فى " دباديب ، ارانيب ، قلوب وزهور حمراء " الفتاة طبعا تعرف كيف ترسم على وجهها تلك الفرحة الطفولية البريئة التى تتناسب مع نوعية الهدية التى تلقتها ...وطبعا مع توقعات مانح الهدية

بصراحة ولتغضب منى من تغضب
هذه النوعية من الهدايا ما هى الا ترسيخ لفكرة الفتاة الضعيفة البريئة التى يطمح الذكر لامتلاكها

نوعية الفتيات التى تحرص على ان تقول له يا بابا اثناء احاديثهما

الفتاة التى تحرص على ان تؤكد له طوال الوقت انه حاميها وراعيها

يتضح هذا من لغة الحديث " بابا" ونوعية الهدية " العاب اطفال " .... الفتاة ترى فيه او تريه انها ترى فيه امتداد للاب الراعى الحامى صاحب السلطة

على طول العلاقة التى غالبا ما تنتهى بتنفيض احد الطرفين للاخر
تظل الفتاة حريصة على ان تؤكد للفتى انها الطرف الضعيف
الطرف الذى هو بحاجة لحماية ورعاية الاب الجديد

ويظل الفتى ينتفش سعادة وفخرا وهو يستمد ما يرى فيه احتراما لرجولته من خنوع الفتاة ومطواعيتها بل وبراءتها التى تجعلها تفرح بلعبة " البنت اللى هيربيها على ايديه " كما كان زملائى يقولون

لا ندية فى العلاقة بل طرف يخدع طرف.... وطرف يحب ان يلعب لعبة الخداع ويستجيب لها


الى المحتفلين بالفالانتين وهواة الدباديب والقلوب الحمراء

كل فالنتاين وانتو مكسبين تجار الهدايا
وكل فالانتاين وانتو مشوهين وخادعين ومخدوعين
كل فالانتاين وانتو زى ما انتو

بلا قرف

4 comments:

رئيس جمهوريه نفسى said...

كانت فى صديقة قالت ليه جملة لسة فاكرة " مهما الراجل الشرقي يبان متقدم ومفكر ومنفتح بيخبى جواة شخصيه عبارة عن جد جد جد جد جده " ودة بخصوص رمزية الهدايا

اما بخصوص الفلانتين اتنا اخر مرة احتفلت بيه كان فى 1996

Bella said...

ههههههههه

يخرب مخك ياعزة

يابنتي تقوليش بتتكلمي بلساني

اعمل فيكي ايه بس

حلوة حكاية التنفيض دي

فيها غبار يغطي الجو العام

هههههههههههههههه

هابي فلانطين ياست المنفضين

ههههههههههههه

blackcairorose said...

قوليلي يا عزة رايك أيه فى علاقة الولد حاسس ان البنت غلبانة ومحتاجة لحماية وبتفرح بالدباديب والقلوب، ولكن فى حقيقة العلاقة البنت ليها تأثير كبير عليه وتقريبا بتمشي الى هيه شايفاه صح ـ أو على الاقل جزء من اللي هي شايفاه صح ـ بطريقة غير مباشرة؟؟؟

انا مش بسأل السؤال ده علشان انا مقتنعة بصحة التصرفات فى علاقة زي دي، ولكن بسأل لأن شكل العلاقة دي (اللي طرف بيوهم طرف بحاجة) شائعة جدا ويبدو انها ماشية واقول كمان بنجاح وخاصة بين المتزوجين

هل العبرة بشكل العلاقة ايه او ظاهرها؟ ولا العبرة باذا كان المسار الفعلي للعلاقة بيبقى مبني على اللي الاتنين عايزين يعملوه حتى لو بانت ان طرف واحد هو سيد الموقف؟

انا بفتكر اتنين مجوزين كانت الست طول النهار تتكلم على جوزها كأنه بعبع البيت قدامه وقدامنا، واحنا كلنا عارفين ومتأكدين ميه الميه قد ايه هي تأثيرها واضح جدا فى كل قراراته

طبعا الشكل المثالي لأي علاقة هو اظهار الندية والتحاور والوصول لرأي مشترك يقبله الطرفين الخ الخ بس بجد وبصراحة العلاقات اللي بالشكل ده نادرة جدا، فهل فى الحالة دى يكون تكون الاساليب غير المباشرة للوصول لحل مرفوضة او منتقده؟؟

انا شخصيا مش قادرة اوصل لرأي قاطع فى الموضوع ده

م/ الحسيني لزومي said...

مشكلتنا اننا نعيش المشاعر المحلية بافكار مستوردة
الفلانتين يحتفل به في كل وقت وكل ساعه فليس له ارض او وطن او عنوان