Monday, April 20, 2009

taking things for granted 2





عندما تنفذ تلك البطارية بالداخل تزداد الحواس رهافة


ربما كانت رهيفة منذ البدء


قبل نفاذ البطارية


.
.

لا يمكنك ان تكون واثقا

فانت قد اعتدت ان تترك الحكم للاخرين الذين يفجئوك دائما بما لا تدريه عن ذاتك أو حتى بما يخالف تصوراتك عنها فى كثير من الاحيان

وان كنت لا تثق فى احكامهم وتستمع الى " دماغك " انت الخاصة فى اغلب الاوقات

اذا ما نفذت البطارية ستعيد التفكير فى اشياء تفعلها عادة دون تفكير

ستعيد التفكير فى استيقاظك صباحا بعد نوم قلق يجهدك باكثر مما يريحك

طقوسك التى تمارسها بالية دون ان تنتبه حتى لكونك تمارسها

.....
يداك قد حفظتا موضع الصابونة

تمتدان لتخلطا المياة الساخنة بالباردة بالية على الدرجة المناسبة تماما

تنتبه فجاة الى انك لم تعد تستمتع بتلك المراوحة المؤلمة بين البرودة الشديدة والسخونة الحارقة ... تلهب يداك ثم تجمدهما لمرات متعددة فى ثوان معدودة قبل ان تستقر بعد لأى على درجة المياه المناسبة تماما

عندما تنفذ البطارية ستتنبه الى انك لم تعد تهز راسك فى تلك الحركة اللا مبالية التى كانت تتبع حيرتك الصباحية امام خزانة الملابس
متحيرا هل تجهد نفسك بالكواء بعدما نسيت او تناسيت كالعادة ارسال ملابسك الى الكواء
ام هل تخطف اى شئ لتستر به جسدك وتخرج دون عناية

لتستقر على عادتك بانتزاع اول ما تقع عليه يداك دون اكتراث .. لايمانك بان الثياب ما هى الا اختراع وظيفى ستكتفى انت بالغرض الاولى منه دون الاغراض الثانوية الاخرى

صرت الان تفتح الخزانة وتنتزع ما تقع عليه يداك دون كثير تفكير او حتى نظر

ستنفذ البطارية حتما لانك تنسى ان تشحنها ببعض من بهجة
وقليل من راحة
وعندما تنفذ البطارية ستتنبه الى ان قدماك صارتا تحفظان الطريق اليومى وانك لم تعد تستمتع بركل الاحجار والقفز من فوق البالوعات مفتوحة كانت ام مغلقة

لم يعد طريقك فرصة للعب خلسة وان ظن ال
مارة بعقلك الظنون
ستتذكر انك يوما ما
وبعدما مررت بهذا الطريق لسنوات
ضللت طريقك يومها رغم انك تسير به كل يوم
ستتذكر سخريتك من ذاتك اذ تضل طريقك الى منزلك فى الشارع الواقع به
ستتنبه الى ان قدماك صارتا مسيطرتان فى غياب عقلك وانك صرت تضيع دقائق السير فى شحن مولدات الالم لا المتعة


وعندما تنفذ البطارية وهى ستنفذ حتما سترى ان فعل التنفس صار عسيرا عسيرا

لم يعد يحدث دون دراية او وعى منك
جهازك العصبى لم يعد يريحك من عبئ التفكير فى العمليات الحيوية الضرورية
لتجد انك مكره على اكراه نفسك على هذا الفعل الذى كان منذ دقائق قليلة فعل تلقائى غير واع

نفذت البطارية
وهذه نتيجة حتمية لكونك كففت عن ان تكون حجرا ترتكن ذاتك اليه قبل تمام السقوط


تناقصت بطاريتك مذ صرت تبحث عن احجار اخرى

احجار لن تثبت مكانها ابدا
.
.
احجار لن تدعك ترتكن اليها


استنفذت يا مسكين طاقة بطاريتك فى البحث عن تلك الاحجار المائعة


انت الان تسقط

فلم تعد طاقتك كافية
كى يمكنك ان ترتكن انت اليك
---------------------------------

اللوحة لسلفادور دالى وقد رسمها لغرض لا صلة له بموضوع التدوينة ولكن شعورى لرؤيتها يتصل بالتدوينة بشدة

Wednesday, April 8, 2009

كل شئ هادئ على ذاك الجانب البعيد



ربما قرا بعضكم رواية " كل شئ هادئ على الجبهة الغربية " لايريك ماريا ريمارك الذى لم تسعفنى ذاكرتى باسمه واسعفتنى به العزيزة سمر نور


فى هذه الرواية تتلقى قيادة الجيش رسالة مفادها ان الامور كلها هادئة على الجبهة الغربية للبلدة وانه لم تقع خسائر سوى وفاة جندى واحد فقط
لتستريح القيادة وتعدها معركة رابحة

رواية لطيفة جدا قراتها بترجمة رديئة الى حد ما فى سلسلة روائع الادب العالمى الستينية بعد ان وجدت نسخة ملطخة بالطين والوحل وعلامات الاحذية على رصيف بميدان الاسعاف







اليوم وانا اقرا تعليق علاء عبد الفتاح على تويتر حول سعادته باغلاق البديل او البليد كما اسماه حتى لا يقتل الفشلة الجهلة اللى حابين يمثلوا انهم صحفيين الاشجار ليطبعوا كلامهم الفارغ

تذكرت الرواية

حقا وماذا لو اغلقت صحيفة ؟
او قطعت ارزاق ما يزيد قليلا عن مئة شخص؟

ماذا لو استقال احدهم من وظيفته.. حبا فى مهنة ما ... فقط ليمثل انه صحفى ثم يفاجا بانه صار ببساطة فى الشارع ؟
ماذا وهذا يحدث قبل انتهاء عام دراسى وقبل الاعياد للبعض ، وهناك بيوت تنتظر المرتبات الضئيلة المتاحة عبر الصحيفة ؟

ماذا لو ان البعض فقد وسيلة كان يشعر من خلالها ان يحدث فارقا بسيطا ما
يسهم فى ايصال معلومة ما
يسمع صوته بشكل ما
يجد فى هذه الوسيلة من يتحدث عنه ويعلى من قضاياه بدرجة ما
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ماذا لو فقد شخص ما كيانا كان يشعر بانه بيته ومكان يرتاح فيه ويصنع من خلاله شئ ما تاثير ما فى حياة شخص ما ؟

كل هذا لا يهم

فى الحقيقة
كل شئ هادئ على تلك الجبهة البعيدة


هنا تدوينة للزميل سلامة عبد الحميد حول ازمة البديل