Monday, June 8, 2009

ملتهمى الطاقات النفسية



بداية انا واثقة ان هذا البوست سيساء فهمه .. الا ان بى رغبة حقيقية لكتابته، ربما يكون بوستا انتحاريا على حد تعبير احد الاصدقاء

منذ ايام توفى عمى وعدت لحالة الانغلاق على الذات
لم ارد على الهاتف
لم اتحدث الى احد عبر اى وسيلة اتصال الا من العزيزة سمر التى اتصلت بى لتطمئن على بالاضافة لمكالمتين اخريين من زميل وزميلة مقربين


اختبرت حالة الاكتفاء الذاتى التى لم ابتعد عنها طويلا - لم اخرج منها سوى ليوم واحد فقط قبل وفاة عمى - والتى انوى الاستمرار فيها لبعض الوقت عقب الانتهاء من نشر هذا البوست

رغم ان حالة الانغلاق على الذات هذه ليست جديدة على ..الا انى فى تاملاتى الوجودية -التى لا داعى للخوض فيها الان - هذه المرة، انتبهت الى فعل ظل يمارس على لسنوات طوال

فعل التهام طاقتى النفسى
فى حالة ابتعادى الاختيارى عن التواصل مع الناس وجدتنى ابتعد -ضمن من ابتعد عنهم- عن اناس يمارسون التهام طاقتى النفسية بضراوة وعرفت لماذا يمكننى دوما التعافى كلما انغلقت على نفسى

هناك من ينتظر ان تبدو بادرة سعادة ما عليك او دعنى اقل ارتياحا - فانا لا اعرف كيف تكون السعادة هذه بدقة- كى يقول فى نفسه " ولماذا ادعه لراحته " لينطلق فى بث شكاواه والامه ملتقطا خيطا من حديثك ليشعرك كم انت احمق
كيف لا تشعر بكل هذه الماسى من حولك
كيف لا تتنبه الى هذه الازمة او تلك
كيف بالله عليك ايها الحمار تشعر بالارتياح ما المبرر ؟ ان حولك من الاسباب ما يدفع للانتحار عدة مرات

هذا احد نماذج التهام الطاقة النفسية " وهو نموذج يتعرض له الصديق الذى تحدثت عنه فى بداية البوست بشكل منهجى ومنتظم حتى كدت اشك ان هناك مؤامرة ما لاحباطه ودفعه للانتحار"0


ولا اقصد بهذا انصات الاصدقاء لبعضهم البعض على الاطلاق حتى لا يساء فهم هذا البوست
فالصديق عليه ن يتحول وفورا الى اذن كبيرة اذا ما شعر ان صديقه بحاجة لذلك
الا ان هناك من الناس من يستمرئ الشكوى
يستمرئ عن عمد افساد راحة الاخرين
يلتهم طاقتهم النفسية ويضعف قدرتهم على مقاومة المشاعر السلبية التى تنتابهم
امثال هؤلاء لابد من ان تضغط معهم فورا زرى شيفت ودليت فوجودهم يهدد بانهيار نظام التشغيل باكمله
يهدد بانهيار روحك انت

نموذج اخر لالتهام الطاقة النفسية هو ما ظللت اتعرض له لسنوات
اتعرف تلك الصديقة الرقيقة التى تلحظ انك تحمل هما ما
فتظل تسالك وتستجوبك
حتى تبدا فى ان تحكى لها عما يثير ضيقك
وبعدما تقترب من انهاء جملتك الثانية
تلتقط خيطا وتبدا فى الحديث عن ماساتها وتبدا فى تفسير معاناتك وفقا لرؤيتها ووفقا لما تعرضت هى له لتتحول انت الى مستمع بعد ان كنت ؛او دعنى اقل كدت ان تكون متحدثا.

هذا شكل اخر من اشكال التهام الطاقة النفسية

هناك زميل او زميلة العمل غير المقربة
التى تصر على استدعاءك كلما حانت الفرصة لتورطك فى مشاكلها لتخرج هى منها بسلام مستغلة ميلك لمساعدة الاخرين كى تتورط انت فى مهامه او مهامها
او تجد نفسك تحمل التزاما انسانيا ما " تحمله انت لنفسك فى الواقع " بحل المشكلة ولو على حساب وقتك وصحتك ومصالحك الخاصة
انا لست ملاكا
اعترف باننى اشعر بالتحقق وارضى غرورى الشخصى عندما اساعد احدهم على تجاوز امر ما
الا انى احيانا ما اشعر انه يتم استغلالى
انه يتم التهام طاقتى

حتى اننى ضبطت نفسى منذ اسابيع اقوم بالتهام الطاقة النفسية لاحدهم

كانت فرحة تدعونى لحضور ندوة لمناقشة مجموعتها القصصية الاولى
تمنيت على الله ان يبارك لها خطواتها
واتخذ الحديث بيننا مسارات عدة انتهت بالحديث حول عملى واذ بى اتحدث عن ضيقى منه واحساسى بعدم جدوى ما اقوم به هذه الايام
ورغم انى سارعت بانهاء الحديث عندما وجدته يتخذ مسارا قد يثير ضيقها
الا انى لم اتمالك نفسى من الشعور بالذنب لاقدامى على التهام طاقتها النفسية
واطفاء فرحتها او اخمادها ولو قليلا للحديث عن معاناتى الخاصة

نفس الشئ اجدنى امارسه بانتظام عند حديثى مع صديق عزيز كلما تحدثنا على الماسنجر
هو طيب القلب جدا
لهذا يصر على ان احدثه عما يثير ضيقى واستجيب له فى احايين عدة
لاشعر بعدها انى التهم طاقته النفسية

الى كل من مارست معهم تلك الممارسة البشعة
اعتذر
والى كل من يمارس التهام طاقتى الخاصة
لا املك لكم دفعا
واحب ثقتكم فى
وساعمل على الاستمتاع بها بشكل سادى

بس الله يخليكم
اما ابقى خلصانة
بس لما ابقى خلصانة بس
خفوا عليا شوية
--------------------------------------
العزيز انج لم انس وعدى بتدوينة مخصوص عشان حضرتك لكنى ساستأذنك فى تأجيلها لحين امتلاك الطاقة الكافية لكتابتها

6 comments:

Anonymous said...

رائع
ودقيق
وشبهي قوي
ولن يضايق أحدا في رأيي سوى ملتهمي الطاقات النفسية انفسهم..!
انا واحد تقريبا عايش بدون طاقة نفسية وبإمكانك ان تتخيلي السبب :)
تحياتي

Unknown said...

فلتحيا الطاقة الإيجابية، وتحيا العزة والكرامة

كبر الدي وروق الجي يا باشا

مهندس مصري بيحب مصر said...

الفكرة إيه ؟
إن فيه حدود لكل حاجة
يعني انا لا امانع في الإستماع لهموم اصدقائي للتخفيف عنهم و مساعدتهم لو إستطعت
و أصدقائي المقربين لا يمانعون أيضاً أن يستمعوا لي

يعني ده مع الاصدقاء المقربين فقط
و ليس مع الأصدقاء العاديين او زملاء العمل او الجيران في السكن

و لازم الواحد يحس إن ده لمجرد الصداقة بدون مصلحة
لإن لو الحكاية مصلحة و بس
الواحد بيتخنق قوي

المهندس said...

الاخت / عزة
البقاء لله واحسن الله عزاكم في وفاة عمك... مع خالص دعواتنا ان يتغمده الله بواسع رحمته .. وان يلهمكم الصبر
اولا : كلامك صحيح بخصوص ملتهمي الطاقة النفسية ... ولكن لي ملحوظة بسيطة ... هو ان الناس حاليا .. تحسينهم يتحملون مالا يطيقون ... فبمجرد ان يجدوا شخصا ... يحسون انه سيتحملهم ... يضغطون عليه ... انا طبعا لا اقصد انهم يفعلون ذلك بسوء نية ... بل يظنونه انه سيحتمل الي مالا نهاية ... ولا يضعون في حسبانهم .. انه من الممكن ايضا ان ينسحق تحت وطأة ما يعانيه ... وتحت عبء رغبته في مساعدة من حوله.
ثانيا : اصبحنا جميعا نظن ان المتألم هو فقط الذي يتأوه ويشكو ... اما من يطبق شفاهه ... علي المه ... فلابد ان يكون سعيدا فرحا ... فلنسكب عليه الامنا سكبا... ونظن ان ذلك لا يزيد معاناته في شئ
ثالثا : لا اعرف هل من المفترض ان تبادر الي بث شكواك للناس ؟ كثيرون يعانون من مشاكل ... وينتظرون ان يبادرهم شخصا بالسؤال عن احوالهم ... او ان يلح عليهم للحديث ... ولكن هذا الشخص يتأخر ولا يأتي ابدا ... كثيرا ما اتخيل انها لعبة ... يلعبها الناس مع من حولهم ... فالذي يطمئنون انه لن يبادرهم للشكوي ... يتجاهلونه ... ويضغطون عليه لحد الانفجار ... وعند هذا الانفجار ... يغضبون ويتصنعون انه هو المخطئ في حقهم ... كما ان انفجاره هذا مسئوليته هو وحده
رابعا : اسف علي الاطالة ... فقط اتمني الا تطيلي فترة اجترار الاحزان ... لانها فترة مشاعر سلبية ... من الممكن ان تجتذبك في دوامة استعذاب الاحساس بالحزن ... وهذا الاحساس " كالثقب الاسود " الذي يمتص كل قدرة علي الفعل من الانسان
ملحوظة : لا تشغلي نفسك بالرد الذي تتحدثي عنه ... فاني واجده حالما تكتبيه ... لاني اتفقد مدونتك من وقت الي اخر ... فقط اهتمي بالخروج من دوامة الحزن والعودة للانخراط من جديد في الحياة بتفاصيلها المزعجة ... والسلام عليكم

صاحبة الجلالة said...

اعرف انها المرة الاولى التى اكتب فيها على مدونتك ولكن هل انا احد ملتهمى الطاقة النفسية على حد قولك
لا اعرف وان كنت فعلت هذا فانا اعتذر

ولكن ما اتمناه هو ان تتعاملى مع الحياة بطريقة ابسط من ذلك
والا تدعى احدا يلتهم طاقتك
استمعى للناس وتعلمى من احاديثهم ولكن
لاتتركى نفسك فريسة للاحزان وحالات الاحباط تغلبى عليها بمجرد انتهاء الحديث وتذكرى انك ربما افضل حالا من غيرك

Hook said...

واحدة ممن أجمل البوستات التي قرتها منذ فترة طويلة...للدرجة أنني قرأتها للمرة الثانية خلال أسبوع..

تحياتي