منذ بدأت التدوين هنا فى نثار عقدت بينى وبين نفسى اتفاقا بعدم الكتابة عن اى حدث عام جار الا بعد ان يزول اثره قليلا ويهدأ الضجيج المثار حوله بعض الشئ
الا اننى اليوم وجدت نفسى فى قلب ما يحدث .. وجدتنى قد تورطت بشكل شخصى فى مذبحة جرت مساء امس فى الجنوب
اليوم ظللت مترددة حتى الساعة الرابعة عصرا فى الاتصال باصدقائى المسيحيين لتهنئتهم بعيد الميلاد المجيد وفى المرور على والدى صديقى الاقرب لتهنئتهما وقضاء بعض من يومى معهما كما افعل كل عام خاصة وان هذا هو عامهما الاول فى ظل وجود صديقى وشقيقه معا فى الخارج.
وعندما حسمت امرى وتناولت هاتفى لاتصل باصدقائى لم يجب اثنين منهما اتصالى
احدهما اعتبره صديق قريب ، اما الاخرى فهى صديقة قريبة من صديقى القريب هذا ربما هى الاقرب اليه وانا احبها واتمنى لو كانت علاقتى بها اقرب واقوى
لم اكرر المحاولة ولكنى استشعرت انهما بشكل ما او احدهما على الاقل غاضب مما حدث امس
وكنت محقة
ورغم ان اصدقاء اخرين اجابوا اتصالى واستجابوا لزيارتى
الا انى رغم ذلك ، شعرت بانى موصومة لمجرد ان واحد من مكونات هويتى يختلف عنهما
لان واحدا يشترك معى فى هذا المكون قد اعطى لنفسه حق انتزاع الحياة من ست ممن يشتركون مع صديقتى وصديقى هذين فى فى مكون من مكونات هويتهما بالاضافة للحق فى انتزاع الاحساس بالامن عن كل الاخرين اللذين يشتركون معهم فى هذا المكون
تساءلت بينى وبين نفسى
هل على ان اعتذر لهما؟ ان اعتذر لكل مسيحي اعرفه
اعتذر عن ماذا .. عن المذبحة
عن الانتهاكات التى يتعرضون لها يوميا
عن المناوشات الصغيرة فى المترو والشارع ووسائل المواصلات المختلفة والتى اتعرض انا شخصيا لها عندما يظن من حولى انى مسيحية لمجرد انى بدورى انتمى لاقلية الاناث المسلمات غير المحجبات؟
وان كان على ان اعتذر
فهل اعتذر عن كون ذلك السفاح تحمل بطاقته وصفا مماثلا للوصف الذى تحمله بطاقة هويتى؟؟
ام انه على ان اعتذر لمجرد انى احمل الوصف ذاته؟ اعتذر لكونى مسلمة ؟؟؟
كمسلمة كثيرا ما اشعر بالنفور والكراهية تجاه ما اواجهه من مسلمين يظنون انى لست كذلك
وافكر فى انى اتعرض لهذا لمجرد انهم يظنون انى مسيحية فلماذا على ان اندهش من تساؤل يلقيه كثير من المسحيين بينهم فى احاديثم البينية .. لماذا يكرهنا المسلمون
صارحتنى جانيت بان الحديث لم يعد يطرح فيه التساؤل "لماذا يكرهنا المسلمون؟" لقد تم تجاوز السؤال الى اخر .. متى سيتوقف المسلمون ، وما الحد الذى سيكتفون به؟
لا اعرف ان كان فيما حدث فى نجع حمادى امس اجابة عن سؤال جانيت
هل ما يرضى به المسلمون هو استئصال الحياة ؟
حسب ادعاء الداخلية الذى ما زلت متحيرة بشأن تصديقه فالقاتل مسجل خطر ، فى الغالب هو قاتل اجير ، تم استئجاره للانتقام بشكل غشيم غبى لا ينفى هذا ان الانتقام قد وجِّه للشهداء لمجرد كونهم مسيحيين ليس اكثر
اليوم
فكرت بشكل يكرس للفصل الذى اكرهه وانفر منه
فكرت فى كونى مسلمة فى مواجهة مسيحيين
فكرت انى اخشى غضبهم
اخشى مواجهة آلامهم
فكرت فى ان المصاب مصابهم وحدهم
فقط لانهم مسيحيين
وكاننى اكرس لكونهم جميها " هم" اخرين .. اسرة واحدة .. عائلة واحدة تختلف عن عائلتى المسلمة
فكرت فى اصدقائى اليوم على انهم " هم " فى مواجهة "نحن" حتى وان كنت قد فكرت فى مدى قبح وبشاعة ما فعلناه " نحن" لــ " هم " فالخلاصة انى قد تورطت
رغما عن انفى فكرت بمنهج يعتمد الفصل والتمييز
رغما عن انفى فكرت فى الاعتذار
وما زلت اتساءل
هل على ان اعتذر ؟؟؟؟؟
-----------------------------------------------------