Saturday, May 8, 2010

كسر قسرى للقواعد



يبدو اننى كنت بحاجة للحادث الذى وقع لى بالامس كى اتأكد 
يحلو لى دوما ان اقول عن نفسى انى فولاذية العظام .. لا يسهل كسرى على المستوى المادى والاخر المعنوى 
كثيرا ما تقع لى حوادث شبيهة .. للميكروباصات معى تاريخ حافل وغالبا ما تنتهى كما انتهى حادث الامس بعض الكدمات لا اكثر 

فى طريق العودة لم يكن الالم قد بدا بعد لكنى كنت اعرف انى ساشعر به فى الصباح عند الاستيقاظ
اعرف ايضا انه سيكون مبرحا فى البداية ويمتد من كتفى " موضع الصدمة " الى جسدى كله ، ثم سيخف تدريجيا . قبل يتجدد بذات العنف فى صباح اليوم التالى وهكذا
سيستمر على هذا الحال لفترة قصيرة ثم يستقر الوضع تاركا على جسدى تذكارا صغيرا متمثل فى بقعة زرقاء شديدة الصغر تظهر من لآخر.

بدأت افكر فى هذا كله 
جسدى يكسر الكثير من القواعد فما اكثر ما يقع لى من حوادث وما اقل المرات التى تعرضت فيها لاصابات جدية من جراء كل هذا 
الا انه رغم ذلك صار - جسدى -  يضع قاعدة لنفسه يكرر فيها دورات صارت متوقعة حتى للألم 

ليس جسدى وحده هو ما يضع قواعده الخاصة
عقلى ايضا يفعل 
غالبا ما يكون لدى مفهومى الخاص تجاه كل شئ فى حياتى ، وفى حياوات الاخرين بالضرورة 
تفسيراتى غالبا مثيرة للعجب ، يحلو للبعض اختزالها فى مجرد كونى " حساسة زيادة عن اللزوم" . هل هذا هو التفسير ؟

غالبا ما تنقلب قواعدى على .. فانا لا افعل ما يقدم عليه كثيرين ويرونه شيئا عاديا من تقسيم الموضوع الواحد على موضوعين وربما ثلاثة لنشره بأكثر من صحيفة .. مثلا 
ارى فى هذا فعلا لا اخلاقى واحتيال .. هكذا هو بمنتهى الصراحة 
وضعت لنفسى هذه القاعدة والتزمت بها 
وعندما اضطررت لمخالفتها لا سعيا لمال ولكن انقاذا لموقف سئ 
وجدتنى اعاقب بقاعدتى التى وضعتها ولا يلتزم بها سواى 

لا يهم هنا غرضى من كسرى القسرى لقاعدتى
ولكنى قد قمت بكسرها 
هذا يدفعنى للتساؤل 
ماذا لو بدأ جسدى ايضا فى الكسر القسرى لقواعده التى يكسر فيها قسريا القواعد العامة؟
الى ماذا سيوصلنى عقلى بقواعده الغريبة التى يحب التفرد بها ؟
وماذا لو انقلب على ؟
غالبا لا لن يكون انقلابه مؤلما ولكن انقلاب سلوكى على عقلى هو المؤلم 
حتى لو سولت لى نفسى انى لم افد من وراء هذا الكسر القسرى 
حتى لو اقنعتنى انى اقوم بهذا لمجرد انقاذ موقف ما او خدمة زميل ما 

الاهم من كل هذا .. يؤرقنى سؤال مفاده : لماذا يستمر تكوينى المادى وغير المادى فى الكسر القسرى للقواعد العامة والطبيعية 
وهل من الافضل ان يستمر هكذا
ام ان على ان اتحدث كالباقين؟
ان ابدو كالباقين؟
ان اكتسى بكساء الباقين؟
وان اتلبس ما يعتنقه الباقون؟
ان يكون فهمى للاشياء والظواهر وردود فعلى نحوها مثلهم تماما ؟

وان قررت ان افعل .. فما السبيل الى ذلك ؟

1 comment:

محمد ربيع said...

ابقاك الله ذخراً وورنيشاً لنا، حمدا لله على الحساسية المفرطة