ليس السبب ان الاسود هو من الوانها التى ترتاح اليها
ولكن دوما ما كانت لا ترتاح ابدا لان يحيطها البياض من كل جانب
البياض الصريح الخالى من الشوائب يجثم على انفاسها .. يستنزف من جسدها الحياة
لهذا لم يكن غريبا ان تشعر ان قدماها تخوران بجسدها ما ان وجدت نفسها داخل داخل الحجرة البيضاء الخالية من الابواب
.
لقد صار هذا الموقف السخيف يتكرر كثيرا هذه الايام
فجأة تجد نفسها داخل مكان مغلق بلا ابواب، فعوضا عن التفكير فى الخلاص تستنزف خلاياها الرمادية فى محاولة تذكر عملية الدخول.
هذه المرة الحجرة بيضاء لا شية فيها .. فلا طاقة بها للتفكير
الهواء ينسحب من صدرها وبصرها يزوغ
تدور بعينيها لتبحث عن خلاص .. عن اية بقعة تخدش هذا البياض الخانق
لتقع عيناها على تلك البقعة الرمادية الابهامية البادية على واحدة من الحوائط
لتقع عيناها على تلك البقعة الرمادية الابهامية البادية على واحدة من الحوائط
شعرت بالهواء يعود الى صدرها من جديد
بدماء الحياة تمتد لقدميها فتتصالبان مرة أخرى
اقتربت من البقعة فتبدت لها اذ تتقدم باتجاهها
كصورة غائمة لبوابة غابرة
كصورة غائمة لبوابة غابرة
وما ان همت بالاقتراب .. الا ووجدت الصورة تبتعد
اسقط بصرها كل شئ الا تلك البوابة البعيدة المتخيلة
واذ تسعى باتجاه ذلك الشئ المتباعد
اسقط بصرها كل شئ الا تلك البوابة البعيدة المتخيلة
واذ تسعى باتجاه ذلك الشئ المتباعد
والابيض على جانبيها طارد خانق
ادركت ان ذاك الابيض ما هو الا نفق
ادركت ان ذاك الابيض ما هو الا نفق
لا تدرى ان خاضت فيه ما ينتظرها عند تلك البوابة البعيدة
لكنها ستمضى نحو ذلك الشئ
مندفعة
فقط لتتخلص من كل هذا الابيض
1 comment:
البياض الصريح الخالى من الشوائب يجثم على انفاسها .. يستنزف من جسدها الحياة
اووووووووووف تعبير رائع وقفت قدامه و كررته بتاع مية مرة ، لان انا من الناس اللى ضيعت حياتى بحثا عن هذا الابيض و كنت دايما بحيط نفسى بابيض زائف خارجى قدام الناس تبشرا بقرب قدومه الداخلى العميق
بحثا عن الكمال ضيعت 30 سنة من عمرى ، و اخيرا -و أرجو الا يكون بعد فوات الاوان- اكتشفت ان هذا الكمال زى ما انتى قولتى هو نفق يبتلع حياتى ، هذة القناعات الافلاطونية مكشفهاش غير الألم ، الألم وحده هو القادر على قلع اعمق النبتات العقائدية جوة الإنسان و اكثرها رسوخا، الصدمة كبيرة قوى خصوصا لما يكون وهم الكمال ده بثه فيك دينك، لما تكتشف كده هتتهز من جوه هتشك فى كل شئ هتحس ان مبقاش فى ارض واقف عليها
الواقع بيقول و بيصرخ كل يوم ان مفيش كمال، مفيش ابيض صريح يا مغفل ، مفيش حياة من غير موت لان الموت جزء من دورة الحياة،و مفيش وجود من غير عدم لان دة بيظهر ده ، و مفيش عقل من غير خلل لان الخلل بيحد إستقامة الفكر ، ومفيش سلوك من غير خطأ لان الخطأ هو تقويم للسلوك و مفيش خلاص من غير اثام يا عماد
ياااه جوايا افكار كتير قوى بس ياريتنى اقدر اعبر عنها لكنى افتقد ملكه التعبير بشكل مخزي
أخيرا احيكى على تعبيراتك الفلسفيه الدقيقه واسف على اسلوب كتابتى اللى ما بين العاميه و الفصحى
عماد عزت عزمى
Post a Comment