Monday, November 14, 2011

يطارد الموت الحياة ،، وينتصر إلى حين

 تقف الجدة "صادقية" على قمة الجبل المتاخم لقرية "عصيرة"، تستنزل اللعنات بالقرية التى تركت الشرف، وقتل رجالها من لاذ بهم محتميا فيهم، منتهزين فرصة انشغال الجدة الحكيمة والعرافة القديرة بموت ابنها الشيخ حاكم القرية ورئيس رجالها.

"صادقية" هى شريكة الحكم، أرملة الشريف مشارى الذى يعتز به اخوالها الجن، وهى الأم والكاهنة التى تتلخص فيها سمات الأمهات القدامى كما تذكرهم كتب الحضارات والأنثربولوجى التى تحلل قيام الحضارات الأولى، التى اتسمت بقيامها على أكتاف مجتمعات "أمومية".

 فالمجتمع الذى يرسمه "يحيى امقاسم" فى روايته "ساق الغراب – الهَرَبَة " الصادرة عن منشورات الجمل، هو مجتمع أمومى بامتياز تتصل فيه المرأة بالأرض. هو مجتمع يحتفل بالحياة، ويغزل من أساطيره منهج وأسلوب فى ممارستها، ويسلم قياده للعارفين وأصحاب العلم.. رجالا كانوا أم نساء.

فى مجتمع القرية الصغيرة "عصيرة" استمر جيل الأم والأبناء فى مقاومة سيطرة الإمارة الجديدة الناهضة فى الأراضى الحجازية، تلك الإمارة التى عضدت ملكها ومكنت له عبر "المقرئين" أو الشيوخ المتشددين الذين "جردوا العيش من الحياة"، ومكنوا برؤيتهم الخاصة للإسلام من ملك "إمارة"، سعت للسيطرة على الأراضى الممتدة من جنوب الشام إلى المنطقة الشمالية لليمن" صارت بعد نجاحهم هي المملكة العربية السعودية"، عبر حروب قبلية عدة فى بدايات القرن العشرين.
يستعيد "يحيى أمقاسم" فى روايته تراث وأساطير قريته التى أبعد عنها (يحيا حاليا خارج المملكة العربية السعودية لمعارضته لنظام الحكم هناك)، والواقعة فى منطقة ساق الغراب بشمال اليمن، والتى جرى ضمها للمملكة العربية السعودية بعد تغيير كافة التقاليد وأسايب الحياة التى عايشتها القرية لما يزيد عن مئتى عام.
ويقر الكاتب فى تقديمه للرواية على موقعه الشخصى أنه استند فى هذا التأريخ الروائى، لحكايات شفاهية تناقلها أبناء قريته المبقين على تراثهم القديم، فى محاولة منه لرصد تلك الذاكرة الموشكة على الرحيل، والتى تنقل حكايات مجتمع صغير يحتفى بالحياة ويبذرها أينما ارتحل.

المجتمع فى القرية الصغيرة التى تحكمها "صادقية" وولدها الشيخ، مجتمع زراعى تملك فيه النساء وتعملن، يخرجن فى مواسم البَذْر والحصاد، كى يملئن الأرض خيرا. يدركن المواسم وأساليب الزراعة، ويستأثرن بأعمال بث الحياة.. يتصلن بالأرض التى تشبههن فى حملها للبذور فى الرحم، ويحظر على غيرهن أن يمد للزروع الوليدة يدا للقطاف.

هذا المجتمع المحتشد بالرقص والغناء ومباهج الاحتفال بكل فعل للحياة، يتغير ما إن يصل القرية "المقرى"، ذلك الشيخ الذى حرم على النساء الخروج، فوصمهن بالنجاسة والنقص، وحبسهن تنفيذا لأوامر ربانية يراها.
 "المقرى" مبعوث الأمير، استطاع أن يخضع القرية لسلطان من أرسله، أهان الجدة التى أخذت الحكمة عن أخوالها من الجن، وقاد القرية للبوار. فضاع الشرف وبارت الأرض، وبارت معها أرحام النساء، لتصرن حرثا لأتباع المقرى الذين انتشروا فى القرية ليبدلوا شكل الحياة فيها بعد أن رحل عنها بالموت يأسا رجالها الأقدمين.
تتنقل الرواية بين أساطير للموت والحياة والحب الذى يموت غالبا قبل أن يولد، والذى حرمت عليه الحياة بوصول المقرى وأتباعه. وتستمر فى سرد ما أحاط بالقرية من تقلبات شهدتها الجدة "صادقية" التى اجتمعت لديها أساطير ومعارف القرية فى كتابها الذى تحفظه فى قلبها، فى رحلة بحثها عن خليفة لها تحمل فى قلبها العلم والسر.

ينتصر امقاسم فى نهاية روايته للأمل فى بقاء الحياة، ببقاء الحفيدة "شريفة" قابضة على قيم عائلتها، مستشرفة مستقبلا تكون فيه الأرض ملكا لمن اتبعوا مذهب أبناء "عصيرة" فى الحياة.

**محمد امقاسم كما فهمت يعتز بلهجة اجداده الذين يقلبون لام التعريف ميما ،، 

Tuesday, October 11, 2011

الأحد - التاسع من أكتوبر 2011

رأيت بعينى لحمى مهروسا على الأسفلت

Monday, October 10, 2011

رسالة لجيش مصر العظيم

عزيزى الجيش المصرى
هذه قائمة بالأسباب التى يتعين عليك قتلى لاجلها:

* أنا لن أنسى مشهد مدرعاتك التى كانت تنقل السلاح لقوات الامن المركزى يوم الجمعة الغضب، كانت مدرعاتك تحمل القنابل المسيلة للدموع وكوكتيل الطلقات من مطاطى 
وخرطوش وحى التى استقرت فى أجساد شرفاء بعضهم أصدقائى

* أنا لن أنسى اعتداءك علينا فى اعتصامنا السلمى أمام مجلس الوزراء فى السادس والعشرين من فبراير2011 ،  لن أنسى اتخاذ جنودك وضعية الاستعداد لاطلاق النار علينا لن أنسى جرينا فى الشوارع الجانبية هربا من جنودك البواسل الذين استعرضوا 
قوتهم وأسلحتهم على متظاهرين عزل

* أنا لن أنسى الجثث التى رأيتها بعينى تنقل إلى المدرعات فى فجر التاسع من إبريل، لن
 أنسى طلقات الرصاص التى انهالت على ما لا يزيد عن حوالى ألف متظاهر أعزل لأن بعض من ضباطك تذكروا أنهم رجال شرفاء، وأن عليهم أن يُقدموا على فعل يوازى هذا الشرف الذى يسكنهم دون غيرهم من ضباطك وجنودك

* أنا لن أنسى نظرة الرعب فى عينى السيدة التى رأيتها تسير عائدة من ناحية ماسبيرو فى شارع الجلاء أمس، تحتضن صليبها، تلتقى عينيها بأعين المارة بحثا عن نظرة تطمين، وتنتابها الرعدة خوفا من مقابلة نظرة تهديد يطلقها رجل أو مراهق مسددة لصليبها ولرأسها الحاسر ، لن أنسى يديها القابضتين على صليبها المضموم إلى صدرها بكل ما أوتى جسدها من قوة طلبا لحماية من رب رحيم خلق رجالك الذين انتزعت من قلوبهم الرحمة

* لن أنسى سبعة من الشباب الذين لم  أعرف ديانتهم إلا عند  وصولنا لماسبيرو، سبعة تولوا حمايتى من تحرش متوقع ووصلنا إلى هناك ليوصوا بى الواقفين خيرا قبل أن يتقدموا إلى خط المظاهرة الامامى حيث ربما اغتالهم رجالك فى معركتك المؤزرة ضد النصارى الأنجاس

* لن أنسى تأمين المتظاهرين المسيحيين لى طريقا للخروج بعيدا عن طلقات جنودك وضباطك حتى بعد أن قلت لهم ( لا اعرف لماذا قلت لهم) أنى مسلمة

لن أنسى رؤوسا تنزف، وصدور تسعل وأعين احترقت بالغاز والدمع على أصدقاء دهستهم مدرعاتك المستراة من لحمنا الحى الذى دهسته على الأسفلت 

عزيزى جيش مصر العظيم .. انا لن أنسى كل هذا 
سأحكيه
سأنقله إلى كل من اعرف وبكل وسيلة أملكها 

جيش مصر العظيم أنا لن أنسى ثأرى معك كمواطنة مصرية تعرضت للتهديد والتنكيل منك وبتحريض من آلتك الإعلامية أكثر من مرة 
جيش مصر العظيم الذى يزرع بقلبى له كراهية توازى حبى لهذا البلد.. إن أردت شرعية بقاء فعليك باغتيالى إن أردت اغتيال ذاكرتى ، وليست إراقة الدماء عليك بعسيرة 

وليست الخِسّة عنك ببعيد 

Monday, September 26, 2011

نص شهادة المشير في محاكمة مبارك المحظور نشر وقائعها



س١ : حصل اجتماع يوم 22 يناير، هل ورد إلي رئيس الجمهورية السابق ما دار في هذا الاجتماع وما أسفر عنه وما كان مردوده ؟
ج1 : الاجتماع كان برئاسة رئيس الوزراء واعتقد أننه بلغ
س2 : بداية من أحداث 25 يناير وحتي 11 فبراير هل تم اجتماع بينك وبين الرئيس السابق حسني مبارك ؟
ج2 : ليست اجتماعات مباشرة ولكن يوم 28 يناير لما أخذنا الأمر من السيد رئيس الجمهورية كان هناك اتصالات بيني وبين السيد
الرئيس ؟
س3: ما الذي أبداه رئيس الجمهورية في هذه اللقاءءات ؟
ج3: اللقاءات بيننا كانت تتم لمعرفة موقف القوات المسلحة خاصة يوم 28 وعندما كلفت القوات المسلحة للنزول للبلد ومساعدة الشرطة لتنفيذ مهامها يتبع
ج٣-2: كان هناك تخطيط مسبق للقوات المسلحة وهذا التخطيط يهدف لنزول القوات المسلحة مع الشرطة وهذه الخطة تتدرب عليها القوات المسلحة يتبع
ج٣-3: القوات المسلحة بتنزل لما الشرطة بتكون محتاجة المساعدة وعدم قدرتها علي تنفيذ مهامها وأعطي الرئيس الأمر لقائد القوات المسلحة - يتبع
ج٣-4 : أعطي الرئيس الأمر لقائد القوات المسلحة اللي هي نزول القوات المسلحة لتأمين المنشآت الحيوية وهذا ما حدث
س4 : هل وجه رئيس الجمهورية السابق المتهم محمد حسني مبارك أوامر إلي وزير الداخلية حبيب العادلي باستعمال قوات الشرطة القوة ضد المتظاهرين؟ يتبع
س٤-2: استعمال قوات الشرطة القوة ضد المتزاهرين بما فيها استخدام الاسلحة الخرطوش والنارية من 25 يناير حتي 28 يناير ؟
ج4 : ليس لدي معلومات عن هذا واعتقد ان هذا لم يحدث
س5: هل ترك رئيس الجمهورية السابق للمتهمين المذكورين من أساليب لمواجهة الموقف ؟
ج5 : ليس لدي معلومات
س6: هل ورد أو وصل إلي علم سيادتك معلومات أو تقارير عن كيفية معاملة رجال الشرطة ؟
ج6 : هذا ما يخص الشرطة وتدريبها ولكني أعلم ان فض المظاهرات بدون استخدام النيران
س7 : هل رصدت الجهات المعنية بالقوات المسلحة وجود قناصة استعانت بها قوات الشرطة في الأحداث التي جرت؟
ج7 : ليس لدي معلومات
س8 : تبين من التحقيقات إصابة ووفاة العديد من المتظاهرين بطلقات خرطوش أحدثت إصابات ووفيات..هل وصل ذلك الأمر لعلم سيادتك وبم تفسر ؟
ج8: إنا معنديش معلومات بكده.. الاحتمالات كتير لكن مفيش معلومة عندي
س9 : هل تعد قوات الشرطة بمفردها هي المسئولة دون غيرها عن إحداث إصابات ووفيات بعض المتظاهرين ؟
ج9 : إنا معرفش ايه اللي حصل
س10 : هل تستطيع سيادتك تحديد هل كانت هناك عناصر أخري تدخلت ؟
ج10 : هيا معلومات غير مؤكدة بس اعتقد ان هناك عناصر تدخلت
س11 : وما هي تلك العناصر ؟
ج11 : ممكن تكون عناصر خارجة عن القانون
س12 : هل ورد لمعلومات سيادتك ان هناك عناصر اجنبية قد تدخلت ؟
ج12 : ليس لدي معلومات مؤكدة ولكن ده احتمال موجود
س13 : وعلي وجه العموم هل يتدخل الرئيس وفقا لسلطته في ان يحافظ علي أمن وسلامة الوطن في إصدار أوامر
أو تكليفات في كيفية التعامل ؟
ج13 : رئيس الجمهورية ممكن يكون أصدر أوامر - طبعا من حقه ولكن كل شئ له تقييده المسبق وكل واحد عارف مهامه
س14 : ولمن يصدر رئيس الجمهورية علي وجه العموم هذه الأوامر ؟
ج 14 : التكليفات معروف مين ينفذها ولكن من الممكن ان رئيس الجمهورية يعطي تكليفات مفيش شك
س15 : وهل يجب قطعا علي من تلقي أمر تنفيذه مهما كانت العواقب ؟
ج15 : طبعا يتم النقاش والمنفذ يتناقش مع رئيس الجمهورية وإذا كانت الأوامر مصيرية لازم يناقشه
س16: هل يعد رئيس الجمهورية السابق المتهم محمد حسني مبارك مسئول مسئولية مباشرة أو منفردة مع من نفذ أمر التعامل مع ألمتظاهرين الصادر منه شخصيا
ج16 : إذا كان أصدر هذا الأمر وهو التعامل باستخدام النيران أنا اعتقد ان المسئولية تكون مشتركة وأنا معرفش ان كان أعطي هذا الأمر أم لا
س17: وهل تعلم ان رئيس الجمهورية السابق كان علي علم من مصادره بقتل المتظاهرين ؟
ج17: يسأل في ذلك مساعديه الذين ابلغوه هل هو علي علم أم لا
س18: وهل تعلم سيادتكم ان رئيس الجمهورية السابق قد تدخل بأي صورة كانت لوقف نزيف المصابين ؟
ج18 : اعتقد انه تدخل وأعطي قرار بالتحقيق فيما حدث وعملية القتل وطلب تقرير وهذه معلومات
س19: هل تستطيع علي سبيل القطع والجزم واليقين تحديد مدي مسئولية رئيس الجمهورية السابق عن التداعيات التي أدت إلي إصابة وقتل المتظاهرين ؟
ج19 : هذه مسئولية جهات التحقيق
س20: هل يحق وفقا لخبرة سيادتكم ان يتخذ وزير الداخلية وعلي وجه العموم ما يراه هو منفردا من اجراءات ووسائل وخطط لمواجهة التظاهرات - يتبع
س٢٠-2 : دون العرض علي رئيس الجمهورية؟
ج20: اتخاذ الاجراءات تكون مخططة ومعروف لدي الكل في وزارة الداخلية ولكن في جميع الحالات يعطيه خبر بما يخص المظاهرات ولكن التظاهر وفضه - يتبع
ج٢٠-2 : ولكن التظاهر وفضه هي خطة وتدريب موجود في وزارة الداخلية
س21 : وهل اتخذ حبيب العادلي قرار مواجهة التظاهر بما نجم عنه من إصابات ووفيات بمفرده بمساعدة المتهمين الاخرين في الدعوى المنظورة - يتبع
س٢١-2 : وذلك من منظور ما وصل لعلم سيادتك ؟
ج 21 : معنديش علم بذلك
س22 : علي فرض إذا ما وصلك تداعيات التظاهرات يوم 28 يناير إلي استخدام قوات الشرطة آليات مثل اطلاق مقذوفات نارية أو استخدام السيارت لدهس -يتبع
س22-2 : سيارات لدهس المتظاهرين..هل كان أمر استعمالها يصدر من حبيب العادلى يصدر من حبيب العادلى ومساعديه بمفردهم ؟
ج 22 : ما أقدرش أحدد اللي حصل أيه ولكن ممكن هو اللى اتخذها وأنا ما أعرفش واللى اتخذها مسئول عنها
س23: هل يصدق القول تحديداً وبما لا يدع مجالاً للشك أو الريبة أن رئيس الجمهورية السابق لا يعلم شيئاً أو معلومات أيا كانت عن تعامل الشرطة يتبع
س23-2 : بمختلف قواتها أو أنه لم يوجه إلى الأول سمة أوامر أو تعليمات بشأن التعامل والغرض أنه هو الموكل إليه شئون مصر والحفاظ على أمنها ؟
ج23 : أنا ما أعرفش اللى حصل أيه لكن أعتقد إن وزير الداخلية بيبلغ وممكن ما يكونش مش عارف بس أنا ما أعرفش
س24 : هل هناك اصابات أو وفيات لضباط الجيش ؟
ج 24 : نعم هناك شهداء
س25 : هل تعاون وزير الداخلية مع القوات المسلحة لتأمين المظاهرات ؟
ج 25 : لأ
س26 : هل أبلغت بفقد ذخائر خاصة بالقوات المسلحة؟
ج26: مفيش حاجة ضاعت لكن هناك بعض الخسائر في المعدات واتصلحت ومفيش مشكلة
س27: هل أبلغت بدخول عناصر من حماس أو حزب الله عبر الأنفاق أو غيرها لإحداث إضرابات ؟
ج27 : هذا الموضوع لم يحدث أثناء المظاهرات واحنا بنقاوم الموضوع ده واللي بنكتشفه بندمره وإذا كان فيه حد محول لمحكمة فهذا ليس أثناء المظاهرات
س28: هل تم القبض على عناصر أجنبية في ميدان التحرير وتم إحالتهم للنيابة العسكرية ؟
ج28: لا ..لم يتم القاء القبض على أى أحد
س29: فى الاجتماع الذي تم يوم 20 يناير هل تم اتخاذ قرار بقطع الاتصالات؟
ج29 : لم يحدث
س30: بعض اللواءات قالوا طلب منا فض المظاهرات بالقوة..هل طلب من القوات المسلحة التدخل لذلك ؟
ج30: أنا قلت فى كلية الشرطة في تخريج الدفعة إن أنا بأقول للتاريخ إن أي أحد من القوات المسلحة لن يستخدم النيران ضد الشعب
تمت

نقلا عن مدونة الزميل أحمد رجب 

Tuesday, September 20, 2011

تباديل



قبل قليل كنت ابحث عن مفكرة لى ضائعة، قادنى البحث إلى حقيبة منسية لم استخدمها منذ دهر، لأجد بداخلها سلسلة مفاتيحى الضائعة منذ مارس الماضى
سلسلة المفاتيح تلك شغلنى البحث عنها لأسابيع لكونها تحوى مفاتيحا تمثل قيما معنوية ما، بعد فترة قررت تناسيها ووجدت فى ضياعها رحمة من الله حتى اتجاوز ذكريات بعينها ارتبطت بها، ذكريات لها علاقة بقدرتى على التسامح مع الناس ومع نفسى بشكل عام
الآن وجدت هذه المفاتيح أمامى معلقا بها ميدالية كنت قد اشتريتها قبل ضياع المفاتيح بيومين اثنين فقط
ولم اجد المفكرة
لا اجد الأمر داعيا للتساؤل أو الدهشة ، أنا الآن استدعى كل الذكريات الثقيلة ثقل تلك السلسلة ، فتزيد من وطأة الثقل الجائم على روحى منذ أسابيع طويلة
أفكر فى تلك التباديل والتوافيق الغريبة التى تتعرض لها حياتى المتواضعة. يدهشنى أن هناك قوة علوية ما تقضى وقتها بخلق تلك التباديل الغريبة تدرجا من أبسط الأمور المتعلقة بشخصى إلى أعقدها

دون كثير تفاصيل .. لن احاول البحث عن المفكرة
أعرف اننى ساجدها بعد أشهر، بينما أبحث عن شئ ضائع آخر
وقتها سأتصفحها
وسأستعيد كل التفاصيل الثقيلة المدونة فيها، لتضيف إلى الثقل الراسخ على صدرى حينها أثقالا جديدة
وتنشغل تلك القوى العلوية بتدبير مقلب جديد

Thursday, September 15, 2011

Wednesday, June 8, 2011

فى ذكرى خالد سعيد .. ثورة تحكيها الصور


الصورة الاولى - ميدان لاظوغلى أمام وزارة الداخلية فى الثالث عشر من يونيو 2010 ، بعد إسبوع واحد من استشهاد خالد سعيد على يد معاوني شرطة بمنطقة كليوباترا بالاسكندرية. 
على الشبكات الإجتماعية بدأ النشطاء فى تداول الصورة التى التقطها الزميل عمر الهادى من فوق سطح إحدى العمارات المحيطة بوزارة الداخلية،. ليست الصورة بحاجة للشرح أو التفسير . هكذا كان الحال وقتها. قلة من النشطاء يخرجون من بيوتهم أملا فى أن تتحرك قوة الشارع الدافعة لتأييد حق المظلومين ، للوقوف فى وجه عسف وتجبر ذراع النظام المتمثل فى جهاز الشرطة . لكنهم يقفون وحدهم دون ان يلبى الشارع ندائهم، دون أن يتحرك أحد . القى القبض يومها على ما يزيد عن أربعين ناشط أطلق سراحهم لاحقا. لكنهم ظلوا مصرين على إكمال الطريق وعلى الحلم بيوم لا يقفون فيه وحدهم بل يتحول شارع لاظوغلى إلى مشهد آخر يناقض المشهد
المصرى وقتها تماما

مظاهرة الثالث عشر من يونيو 2010- تصوير الزميل عمر الهادى  

بعد سبعة اشهر فقط وفى الثامن والعشرين من يناير كانت هذه الصورة 
جمعة الغضب


كانت الحشود هى من تطارد الشرطة التى تراجعت إلى داخل مقارها أمام ضغط الشارع الغاضب الذى خرج فى تظاهرات سلمية لم ترفع سلاحا ولم تعمد للتعدى 
. كانت القوة الكاسحة التى خرجت من البيوت والشوارع فى المناطق الشعبية من محافظات مصر المختلفة

ما بين الصورتين وما قبلهما صور عديدة تحكى عن تصاعد حركة غير مفهومة أدت محصلتها التراكمية إلى الصورة الثانية التى إنعكس فيها الوضع قبل أن ترد صور أخرى جديدة تشير إلى إنقلابه تمهيدا لعودته إلى ما كان عليه 

فى الخامس والعشرين من يونيو 2010.. الشهر الذى استشهد فى السادس منه خالد سعيد، نشرت ماريان ناجى (مدونة وناشطة) على صفحتها الخاصة فى الفيس بوك صورة تجمع بين خالد سعيد وشهيد آخر هو أبانوب كمال. الشاب الشبيه بخالد الذى قتل فى الإعتداء على كنيسة بنجع حمادى بقنا ليلة قداس عيد الميلاد المجيد فى يناير 2010 قبل  أشهر قليلة من استشهاد خالد  .


صورة تجمع الشهيدين الشبيهين خالد وأبانوب

هذه الصورة التى وضعتها ماريان وانتشرت سريعا على شبكة فيس بوك كانت مؤشرا لبداية انتباه النشطاء من المسلمين والمسيحيين للتركيز على قضية العدالة التى غابت عن شهداء نجع حمادى كما غابت عن خالد سعيد وقضيته ،التى تحول فيها الضحية إلى مذنب آثم يتّجِر بنبات البانجو المخدر ويروجه بين الشباب. كانت صورة خالد المشوهة من أثر الضرب والإعتداء الذى أدى إلى وفاته ( كما يتفق النشطاء والمنظمات الدولية) وأثر التشريح كما قال الطبيب السباعى أحمد السباعى كبير الاطباء الشرعيين -المقال من منصبه كمدير لمصلحة الطب الشرعى التابعة لوزارة العدل- أيقونة هامة وضعت بجانب وجه خالد الباسم كمؤشر 
، منبه لما يكون عليه حال من تفكر عناصر الشرطة بالاصطدام به لأى سبب كان . أما صورة ابانوب الحاملة لذات النظرة والإبتسامة فكانت جرسا يذكر بمعنى استغلال النفوذ والمقعد البرلمانى ومساندة النظام للهروب من العدالة 

لهذا لم يكن غريبا أن الوقفة التى تمت فى الرابع والعشرين من يونيو على كورنيش الاسكندرية وكورنيش النيل لقراءة القرآن والتراتيل القبطية لروح خالد سعيد،  قد جرى استنساخها مرة ثانية فى وقفة مماثلة على كورنيش شبرا، ولَّى فيها نشطاء مسلمون وأقباط وجوههم شطر النيل حدادا على ضحايا كنيسة القديسين التى جرى تفجيرها عشية العام الجديد فى الحادى والثلاين من ديسمبر الماضى 
فى الرابع والعشرين من يونيو 2010 استجب شباب غير مسيسين لدعوة قام بها محمد عيسى أحد المشاركين فى صفحة "كلنا خالد سعيد" على موقع الفيس بوك. دعا فيها للنزول إلى الكورنيش فى الإسكندرية والقاهرة وكل محافظة بمر بها النيل فى مصر للوقوف حدادا على روح خالد سعيد وكل شهداء التعذيب، استجاب للدعوة عدد فوجئت به وسائل الإعلام من الشباب والأمهات الذين آمن كل منهم بشعار الصفحة " كلنا خالد سعيد

على كورنيش الاسكندرية فى الرابع والعشرين من يونيو2010 حدادا على روح خالد وضحايا التعذيب 
وفى السابع من يناير بعد عام كامل .. يتكرر المشهد بعد دعوة تناقلها شباب مسلمين وأقباط غير مسيسين فى أغلبهم على هواتفهم المحمولة، تدعو لحفل يقام فى تمام السادسة، كان متفقا ان يكون مكانه كورنيش شبرا التى شهدت كنائسها فى الليلة السابقة حضورا من متضامنين مسلمين لقداس ليلة الميلاد بعد أيام ستة من الإعتداءات التى لم يتم الكشف عن مرتكبيها حتى الآن على كنيسة القديسين فى الإسكندرية والتى راح ضحيتها 21 شهيدا بالإضافة لعشرات الجرحى من 
 الأقباط الحاضرين لقداس ليلة العام الجديد بالكنيسة والمسلمين الذين تصادف مرورهم أمام الكنيسة أثناء التفجير 

السابع من يناير 2011 -كورنيش شبرا وقفة صامتة حدادا على روح ضحايا غياب العدالة 

وكما كانت وقفة كورنيش شبرا تطالب بتحقيق العدالة الغائبة وفتح التحقيق الجاد فى الإعتداءات المتتالية على الأقباط فى دور عبادتهم. كانت وقفات الكورنيش المتتالية حدادا على خالد سعيد للمطالبة بتحقيق العدالة الغائبة عن قضيته والتى لعبت فيها الصور دورا هاما حين قام نظام الرئيس السابق عبر صحفه وقنواته الإعلامية بنشر صور تتهم عائلة خالد بالخيانة والخروج على صحيح الدين وأبرزها صورة تم تركيب القلنسوة اليهودية فيها على راس شقيق خالد الأكبر وتم نشرها مع تصريحات المستشار مرتضى منصور التى قال فيها أن أحمد الشقيق الأكبر لخالد إرتد عن الإسلام معتنقا للديانة اليهودية ناسبا إلى هذا الخبر المغلوط السبب فى تحمس "الولايات المتحدة" للدفاع عن حق خالد وأسرته فى محاكمة عادلة تبين الحقيقة وتقتص من قتلته.

خالدمع شقيقته وشقيقه الاكبر وتظهر الصورة الأصلية والاخرى التعبيرية التى الصقت فيها القلنسوة اليهودية برأس أخيه 

هذا الغياب للعدالة والتشويه المتعمد عبر الصورة والخبر الصحفى كان سببا فى إلتقاط صورة اخرى شهيرة وقفت فيها والدة خالد مشيرة إلى قاتلى إبنها فى الخامس والعشرين من ديسمبر 2010 وقد تاجلت محاكمتهما للمرة السابعة - وقتها- تشير والدة خالد فى الصورة بغضب وعدم تصديق بينما مازالت الصحف القومية تصر على أن ابنها "شهيد البانجو" والغريب أن الكاتب الصحفى الذى أطلق هذا اللقب على خالد كان أول من يكتب بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير مطالبا بإعادة فتح التحقيق فى قضية الشهيد خالد سعيد بعد أن استشعر أنه قد تم تضليله بتقارير مغلوطة حول قضيته 

محاكمة قتلة خالد سعيد- الجلسة السابعة - الخامس والعشرين من ديسمبر 2010
كان المنحنى آخذا فى التصاعد، شهدت منطقى شبرا بعد تفجير كنيسة القديسين مظاهرات حاشدة خرج فيها مسلمون وأقباط للمرة الأولى، وأغلبهم لم يشارك فى أية تظاهرات أو فعاليات سياسية من قبل، إرتفع للمرة الأولى نداء " مسلم ومسيحى ايد واحدة" وارتفع أيضا نداءا عدّه كثيرون مؤشرا على ان هناك روح خاملة قد استيقظت، فى ليلة الرابع من يناير شهدت شبرا نداءا يقول:" مش ماشيين مش ماشيين ..  هاتوا اخواتنا المسلمين" تصاعد من حناجر شباب  الأقباط الذين فوجئوا بقيام قوات الأمن بالقاء القبض على المسلمين المشاركين فى المظاهرات المطالبة بالتحقيق الجاد  فى تفجير الكنيسة السكندرية.  وكانت الصورة فى شبرا والكاتدرائية المرقصية فى العباسية حيث احتشدت جموع كبيرة من المصريين المتبعين للديانتين (الاسلام والمسيحية) صورة جديدة تنتشر فى المدونات وعلى الشبكات الاجتماعية قبل أن تجد طريقها إلى الصحف 

مظاهرات الرابع من يناير - شبرا
بعد هذه الصورة شهدت شبكة الإنترنت وتحديدا شبكتى فيس بوك وتويتر صورا عديدة تستحق التوقف أمامها. كانت كرة الثلج تنحدر بسرعة هادرة وتتضخم مع كل خطوة تخطوها بإتجاه اليوم (الخامس والعشرين من يناير ) على صفحة خالد سعيد كبرت الدعوة واستجاب العديدون فى شجاعة لمطالبة الصفحة لهم برفع صورهم التى يظهرون فيها بوضوح مع اسمائهم وهم يؤكدون أنهم سيخرجون فى الخامس والعشرين من يناير للمطالبة بوقف اعتداءات الشرطة على المواطنين، للمطالبة بعودة حق خالد سعيد وكل شهيد سقط بالتعذيب أو مظلوم كان مصيره السجن لإعتراف انتزع منه عنوة (لتقفيل) قضية ما .. ازدادت الصور والفيديوهات التى يتعهد أصحابها رجالا ونساءا واطفال بالخروج يوم الخامس والعشرين من يناير 

وعلى تويتر انتشرت صور لرسوم الأرجنتينى كارلوس لاتوف، وابرزها صورة لرسم له يصرخ فيه خالد سعيد من الإسكندرية "إصحى يا مصر" 
wake up Egypt 
وصور أخرى عديدة لرسوم أخرى تدعو مصر للخرج من سجنها 

من أعمال كارلوس لاتوف- نشرت فى الثانى والعشرين من يناير 2011 قبل ثلاثة أيام من إندلاع الثورة

كل هذه الصور كانت طريقا للصور الأشهر التى قادت مشاركيها لانهاء حكم رئيس ظل رابضا ثلاثين عاما على قلب الوطن وسعى لتوريث دولة ظنها إقطاعية  لنجله الأصغر ، ربما عادت صور ضحايا الشرطة الذين سقط ثلاثة منهم فى اسبوع واحد الآن للظهور مؤذنة بعودة النظام لإحكام قبضته على البلاد من جديد ، ولكن قد يكون ظهور هذه الصور فى حال استمرار تواردها بتتالى سقوط ضحايا آخرين إيذانا بطريق جديد يقودنا إلى حيث كانت بداية النهاية .. إلى حيث هذه 
الصورة 

ميدان التحرير - مساء الخامس والعشرين من يناير 2011
نشر بالمصرى اليوم فى السادس من يونيو 2011 - الذكرى الأولى لاستشهاد خالد سعيد 

Sunday, June 5, 2011

إلى صديقى الصموت


ممكن يكون عندى اصحاب كتير دلوقت 
بس انت اكتر صاحب كنت بشاركه تفاصيلى الصغيرة اللى مش مهمة عند اى حد فى الدنيا
 ولا حد مهتم يسمعها... بس انت دايما كنت مهتم .. انا ممتنة ليك جدا 

Monday, May 23, 2011

من حوارات الجيش والشعب



 
فى ندوة بنقابة الصحفيين بعد تنحى مبارك بايام قال لواء سابق بالمخابرات الحربية لجموع الصحفيين والكتاب (الصراحة كانوا بتاع حاجة وتلاتين واحد بس) : الجيش ده اللى شال مبارك وانتو قاعدين بقالكم تلاتين سنة لابسين طرح
اعزائى لواءات وعمداء وعقداء ورواد ونقباء الجيش
الشعب ده اللى نزل قال لمبارك لا وفضل وراه لحد ا شاله وانتو بتأدوا لمبارك نفسه التحية العسكرية
من الآخر مش الشعب هو الل لبس الطرح
انتو اللى لبستوا .. وبمزاجكم

عزيزى المجلس العسكرى

فى يوم الثامن والعشرين من يناير (اعظم يوم فى حياتى) وفى الطريق من امبابة الى ميدان التحرير مررنا بمستشفى تابع للقوات المسلحة 
وقتها وفى حوالى الثالثة والنصف من عصر جمعة الغضب ارتفع للمرة الاولى هتاف" الجيش والشعب ايد واحدة" لم أخف وقتها استيائى وامتنعت عن ترديد الهتاف فى غضب وتوجس

بعد ما يقرب من ساعتين من هذا الهتاف كان مخزون الشرطة من القنابل المسيلة والرصاص المطاطى والحى الذى أخذ يحصد الشهداء من حولى موشكا على النفاذ فأتى المدد من سيارات تابعة للقوات المسلحة تزود قوات الشرطة بمخزون جديد لتفرغه فى صدورنا ورؤوسنا وتقضى به على نور أعين العديدين منا 

ورغم ذلك ظل الجرحى والمنهكين يهتفون : "الجيش والشعب ايد واحدة" يومها اختار الجميع التعامى عن الحقيقة . اختار الجميع ان يؤمن بظهر وسند اعتبارى
فى يوم موقعة الجمل كان اصدقائى يواجهون الموت عمليا لا مجازا وكانت قوات الجيش تفسح الطرق للبلطجية من رجال النظام ومأجوريه كى يحصدوا المزيد من الأرواح 
ورغم ذلك طل أصدقائى يهتفون الجيش والشعب إيد واحدة 
فى السادس والعشرين من فبراير.. طارت وراءنا قوات الجيش بالعصى المكهربة وامتلا الميدان بالقوات الخاصة الملثمة التى جاءت بليل لتقتل وتفزع المعتصمين المسالمين الذين أرداوا رحيل ذيل مبارك :أحمد شفيق 
يومها جرينا وكان اكثرنا غير مصدقين لان يقوم الجيش بمطاردنا وكهربتنا وافزاعنا والتهديد باطلاق الرصاص الحى علينا 

فى فجر التاسع من ابريل وقبل أن تشن قوات الجيش الحرب علينا فى الميدان وقف حوالى الف شاب يهتفون للقوات المقتربة منهم التى تحكم الحصار حولهم : الجيش والشعب إيد واحدة .. لم تتراجع القوات وانطلق الرصاص من حولنا لنشهد فزعا لم نشهده منذ بداية الثورة 

اعترف الآن كما اعترفت مرارا من قبل ، أنى لم أؤمن يوما ان الجيش والشعب ايد واحدة 
وأن فمى لم ينطق الهتاف ولم يردده 
واعترف ايضا انى كثيرا ما تمنيت أن يكون لدى بعض من ايمانهم.. بعض من تصديقهم 
انا ايضا اردت ان يكون لى ظهر وسند ولو كان اعتباريا 

لكنى كنت دوما ما أومن أنه ليس يدا واحدة مع هذا الشعب الا الشعب 

عزيزى المجلس العسكرى ، انت لم تثبت منذ توليك للسلطة أنك راع لهذه الثورة أو محافظ عليها 
كنا نحن ضحاياك الوحيدين 
نحن من امتلأت بنا سجونك ومن نُكِّل بنا فى المتحف المصرى ، كنا ومازلنا نحن من اعتدى علينا فى المؤتمرات الشعبية 
كنا نحن وما زلنا من تُزَوّرَ ارادتهم ويوضع على السنتهم ما لم يقولوه 

عزيزى المجلس العسكرى يمكنك ان تفعل ما شئت 
ان تُخَوِنَنَا 
انا تلصق بنا ما تريد وترى من اتهامات اخلاقية تطعن فى شرفنا ووطنيتنا 
ولكن تذكر عزيزى نصيحة من اختك الصغيرة : احنا عيال لبش 
ولساننا طويل 
ومش فارقة معانا 
من أول يوم نزلنا فيه ولا حاملين هم موت ولا حياة ، احنا عيال عاوزين كرامة وحرية حقيقية مش فتات ، نزلنا عشان يبقى لينا بلد ليها كرامة 
ومش هنسكت ولا نبطل 
ممكن تقطع لسانتنا ، تحبسنا 
تعدمنا 
بس البلد دى مش هتعدم عيال لبش لسانها طويل ومش فارقة معاها وتنزل يوم ولا حاملة هم موت ولا حياة 
عيال عاوزين كرامة حقيقية وحرية حقيقية مش فتات، وبرضو بعدنا هتنزل عشان يبقى ليها بلد ليها كرامة 
ومش هتسكت ومش هتبطل 
العيال دى بقى ممكن تقطع لسانتها، تحبسها
تعدمها 
بس برضو البلد دى مش هتعدم عيال لبش لسانها طويل ومش فارقة معاها ........ وانت ونفسك بقى 

Friday, April 22, 2011

خير

صباح الخير 
صباح النور .. خير؟

خير 
خير 
ازاى كلمة طيبة من تلات حروف تتحول خنجر ينغرس بين ضلوعك؟
خير 

ازاى الشعر يبقى دبابيس تنغرز فى القلب وتفكر تانى بالصورة 

خير 
خير 
كله خير
وبرضو ما فى خيار الا الخرس والصبر 

Tuesday, April 12, 2011

عن المحبة




تلك التى لا اعرف كيف تولد
كيف تقرر فجأة أن هذا الشخص غال لديك اما  هذا فوجوده غير مزعج ، ومن الخير ان تتحاشى ذلك قدر الامكان أما ذاك فعليك ان تفر منه فرار الزاهد من الفاحشة 
تلك المحبة التى تولد بلا مبرر وبلا مقدمات 
قد تنتهى ايضا بلا كثير من المقدمات 

لكنى هذه الايام اختبر محبة أخرى 
لكى اشرحها على أن ابين اولا انه ليس من الصحيح ان كل من شب على شئ شاب عليه 
ازعم ان رأسى لم يشب بعد وان ولدت فجر السبت الماضى شعيرات بيضاء لا سبيل لانكارها فى مركز رأسى 
الا انى أجدنى هذه الايام ماضية فى ترديد كلمة أحبك كلما استطعت الى ذلك سبيلا

الاقتراب من الموت ليس تجربة مبهجة 
شهادة الموت يقع امام عينيك ليس حدثا اعتياديا 
افراغ الحياة من جسد عامر بها ليستحيل كومة ملقاة من اللحم ليس مما تشاهده اثناء تناولك لغداء شهى
ولأنى اعرف ان ذاك الجسد قد يكون أنا فى أية لحظة ، اجدنى عازمة على الاعتراف بالمحبة ما وسعنى 
خاصة لأولئك الذين لم تولد محبتهم فى قلبى من عدم ، الذين يحفر ازميل الخوف والموت الذى نشهده سويا صورتهم اعمق فى قلبى يوما بعد يوم
كل خبرة جديدة عامرة بالخوف تترك بى نصيبها  ونصيبى من الالم لكنها تطرق على الازميل ليحفر الصورة اعمق واعمق 
فلا تجد محبتهم للمحو من القلب سبيلا 


هذه التدوينة لرفاق السحل: محمد المصرى، هانى جورج، عمرو يوسف، محمد أوسو، هبة نجيب، وأحمد ابو الفضل ومعهم عبد الرحمن  مصطفى وهيرماس فوزى 

Saturday, April 9, 2011

هذه شهادتي على ليلة الرعب في التحرير

اخرج من الميدان وانا ارتعد قلقا وخوفا. أحاول اقناع اصدقائى بمرافقتى خشية ان يتكرر الرعب الذى عايشته قبل ساعات قليلة فى تلك الليلة الطويلة التى مرت علينا بعد ان فرقتنا قوات الجيش المصحوبة بقوات الامن المركزى التى اقتحمت ميدان التحرير امس لتفريقنا بالقوة.
بدا اليوم باعثا على الامل وصلت الميدان عقب صلاة الجمعة بساعتين. قرت ان انام جيدا واذهب الى المظاهرة متاخرا استجابة للدعوة التى اعلنها ائتلاف شباب الثورة عبر الفيس بوك بالاتصام المفتوح لحين تحقق باقى المطالب التى مازال المجلس العسكرى يرجئ تنفيذها والمتمثلة فى الاسراع بمحاكمة رؤوس الفساد من رموز نظام مبارك وعلى راسهم المخلوع وعائلته وكبار كهنة عرشه (صفوت الشريف وزكريا عزمى وفتحى سرور). وحل المحليات الفاسدة واستكمال تطهير المؤسسات السيادية والاقتصادية الهامة الى جانب تفعيل المحاكمات الجادة لقتلة الشهداء والمتسببين فى اصابة العديد من الثوار بعاهات مستديمة يطيب لرومانسيتنا ان تصورها كأوسمة شرف فى مجتمع يصم كثير من المنتمين اليه الثوار. وغيرها من مطالب جمعة التطهير التى دعت اليها قوى سياسية عدة .
كان الميدان ممتلئا ولم تكن لقوة سياسية بعينها كما لاحظت صديقتى هبة نجيب حضورا مميزا عما سواها من قوى. انتشرت المنصات الاذاعية فى مختلف ارجاء الميدان ووقفنا بجوار ممول الثورة المزعوم (كنتاكى) لفترة قبل ان نتحرك لنحتسى القهوة فى أحد المقاهى المجاورة. مع عودتنا للميدان وجدنا بعض من المتظاهرين يتحدثون عن عشر ضباط جيش وقفوا على أحد المنصات الاذاعية ( المنصة التابعة لجماعة الاخوان المسلمين) وتحدثوا الى جمهور الميدان بعد ان ابرزوا هوياتم العسكرية ليؤكدوا للمتظاهرين صحة انتسابهم للجيش المصرى. خاصة بعد ان اذاع التلفزيون المصرى تنويهات عدة موجهة من قيادة المجلس الاعلى للقوات المسلحة ( بحسب زملاء بالميدان) تتهم كل من يظهر بالزى العسكرى بانتحال صفة الانتماء للجيش المصرى. سالت بعض من استمعوا الى كلمة ضباط الجيش العشرة . واكد لى العديدون ان الضباط قادوا الهتافين القائلين (الشعب يريد اسقاط المشير والشعب يريد تطهير الجيش). فيما هتف المتظاهرون (الشعب والجيش ايد واحدة) وهو الهتاف التقليدى الذى يتردد منذ ظهر الجيش فى شوارع القاهرة مساء جمعة الغضب ( الثامن والعشرين من يناير الماضى).
ظللت واصدقائى بالميدان الى ان اعلن عن توجه مظاهرة يقودها شباب من الاخوان المسلمين نحو سفارة اسرائيل فى الوقت الذى كانت توزع علينا فيه وزقة تدعو للمشاركة فى الانتفاضة الفلسطينية الثالثة المقرر لها الخامس عشر من مايو المقبل ( الموافق لذكرى انتزاع الارض الفلسطينية واعلان دولة اسرائيل) مما حمس عدد غير قليل من المتظاهرين لترك المظاهرة والاعتصام المقرر قبل اسبوع للانضمام لتحرك نحو السفارة الاسرئيلية ووسط استنكارى لتوقيت ها التحرك وتشككى المعلن فى جدواه غادر صديقين ليلحقا بالمظاهرة وجلست انتظر والباقين موعد بدء الاعتصام المقرر فيما كان الاعداد تتناقص تدريجيا حتى انكمشنا الى ما يقل عن اربعة الاف متظاهرة بحلول منتصف الليل وسط اختفاء تام لشباب ائتلاف الثورة ( الذين اعتصمت وزملائى استجابة لاعلانهم الذى اتضح لاحقا انه سحبوه) ولغيرهم من شباب الحركات السياسية المختلفة الرسمية منها والمستقلة . ومع ازدياد حركة الدراجات البخارية المستفزة التى عاودت الظهور هذا الاسبوع مكررة تحرشها بالمتظاهرين فضل اصدقائى من الذكور ان ننتقل جميعا الى ممنتصف الميدان حرصا على وعلى صديقتى المرافقة لى وسط اتصالات من الخارج تاحدثنا عن اختطاف مزعزم لقائد بالشرطة العسكرية وصدامات لم نشهدها بيسن الشرطة العسكرية والمعتصمين، وانباء اخرى عن اقتراب قطعان من البلطجية من الميدان للهجوم علينا.
فى هذه الاجواء المتوترة جلسنا على سور الكعكة الحجرية نمزح ونزجى الوقت ونردد الهتافات المنادية باستكمال اسقاط النظام مع غيرنا من المعتصمين الساهرين، وبعد دقائق من انتصاف الليل تزايدت وتيرة الاتصالات القلقة من اصدقاء خارج الميدان يحذروننا من البقاء ويطالبوننا بقلق بالعودة لمنازلنا قبل حلول موعد حظر التجول الا اننا آثرنا جميعا الالتزام بالاعتصام وعدم التخلى عن المعتصمين الآخرين الذين شعروا بواجب اخلاقى فى حماية الضباط الذين انضموا لاعتصام مطالبين بتطهير المؤسسة التى ينتمون اليها من فساد تواتر الحديث عنه بين مختلف طبقات الشعب المصرى منذ ما يسبق قيام ثورة الخامس والعشرين من يناير.
فى الواحدة صباحا سيارات الامن المركزى تحوم حولنا، ليست سيارة واحدة هذه المرة كما كانت فى الاعتصام الذى شاركت به مع اصدقائ للمطالبة برحيل حكومة أحمد شفيق. بل ثلاث سيارات تلف وتدور فتأتى حينا من شارع القصر العينى فينطلق نحوها الشباب هاتفين "ارجع ارجع" فتدور حولنا محاولة الدخول من الشارع الصغير المجاور لمسجد عمر مكرم من جهة ميدان سيمون بوليفار. ..التوتر يزداد ونحاول التغلب عليه بالمزاح والهتاف يهتف شاب: "الشرطة العسكرية جاية كتير من ناحية المتحف" التفت لانظر ما يحدث وراء ظهرى تماما ويطمئننى اصدقاء: "متخافيش الجيش مش هيضربنا" ابتسم لهم وبرأسى تتردد ذكرى ليلة اعتصام مجلس لوزراء الذى لاحقتنا فيه قوات الجيش الخاصة بالكرابيج والعصى المكهربة. اتصال من صديقة بعدها بدقائق وفى حوالى الثالثة الا الربع :" عزة فى عربيات مدرعة بتاعة جيش كتير جاية من مدينة نصر عليكم". اطمئنها قائلة :" مفيش حاجة متخافيش معتقدش الجيش باعت قوات تبيدنا احنا مش صهاينة يعنى تلاقيهم رايحين يأمنوا سفارة اسرائيل عشان موضوع الالتزام بالمعاهدات". انهى المكالمة واعاود الجلوس ومازالت صفارات الانذار البدائية تتردد لتنتزع نى اصدقائى الذين يجرون بين كل جهة واخرى من مداخل الميدان المختلفة للمشاركة فى تامينها وسط تاكيدات مشددة من كل منهم لى ولصديقتى: " خليكم انتم نا محدش يتحرك مش ناقصين قلق عليكم" انصاع واجلس فى موضعى وانا ارقب تنقلهم وجريهم واتحين عودتهم للاطمئنان عليهم. الى أن وجدنا صفوفا من قوات الجيش تدخل الميدان من جهات شارع قصر العينى والشارع الصغير المجاور لمسجد عمر مكرم ومن جهة عبد المنعم رياض. امسكت بيد صديقتى وانا احاول ان اجمع حولى اصدقائنا الاخرين، انتقلت انا وهى الى داخل الكعكة الحجرية ولحق بنا صديقنا محمد مصطفى ممسكا بيدى بينما امسكت انا بهبة نجيب بيدى الاخرى ليقتادنا الى خارج الميدان ويخفينا فى مدخل احدى لعمارات ليعود هو الى الداخل وسط هتافى المحتج.
كانت الامور تشتعل بسرعة قطعان الشرطة لعسكرية وقوات الجيش التى لا اعرف ماهيتها بالضبط تحرك نحو الكعكة الحجرية لتحاصرها والكل بداخلها نتقل انا وصديقتى لحتماء بسطح احدى العمارات ليتسنى لنا مراقبة ما يحدث، كان الصوت باسفل عال ونحن على السلالم نن\تنقل ن طابق لىخر كلما استشعرنا وقع الاقدام يقترب.. الى ان وصلنا الى السطح ومن هناك بدا صوت اطلاق النيران يتعالى ، كانت النيران كثيفة والصوت لا يوقف ابدا سقط قلبى بين قدمى شعرت به هناك خارج جسدى بانتظار قدم رحيمة تطاة وتخلصنى من الرعب الذى تملكنى. انا هنا بمنتهى الجبن اختبئ بينما م جميعا هناك يواجهون الرصاص دفاعا عن حقهم فى الاعتصام السلمى، عن شرفهم الذى ربطوه بالحفاظ على حياة اولئك الذين وضعوا حياتهم بين ايديهم من ضباط الجيش.
تمالكت خوفى ونهضت الى شرفة قريبة لاتابع ما يجرى، كان اطلاق النار المستمر قد صار غير محتمل، على الارض هناك وجدت جثة كومة فى وسط المديان وجنود الجيش يكسرون خيمتين وحيدتين اقامهما بعض المعتصمين فيما رفض الباقون اقامة اى خيام درءا للشائعات التى تطال اخلاق من يشارك بالاعتصام من فتيات وشبان. .. كان المشهد على الارض مفزعا قوات الجيش تطارد الشبان وتضرب بعضهم بعنف وتمسك ببعضهم الاخر مقتادة اياه الى المدرعات التى احاطت بالكعكة الحجرية، كان الشباب قد توقفوا عن هتاف سلمية سلمية والجيش والشعب ايد واحدة الضين كنت اسمعهما اثناء هروبى على سلالم العمارة القديمة كانت المطاردات داخل الميدان على اشدها والضرب المبرح للمعتصمين ايضا، وتصاعدت رائحة قنابل الغاوز التى عرفت لاحقا انها القيت من قبل قوات الامن المركزى التى التحقت بقوات الجيش للمشاركة فى فض الاعتصام . عدت لاجلس بعد ان فقدت القدرة على السيطرة على اعصابى تماما تناولت الكمبيوتر المحمول لواحدة ممن لحقوا بنا على سطح العمارة وحاولت ان ارسل بعض المشاهدات الى متابعى تويتر ليصدمنى مدى اتساع حجم التخوين الذى ووجه به المعتصمون !!. تركت الجهاز بعد ان زاد شعورى بالخذلان من ارتعادى وخوفى على اصدقائى المتناثرين باسفل والذين لم اعد قادرة على تمييز ايهم فى الميدان وسط اصوات النيران الكثيفة.
استمر الوضع على هذا الحال حتى تجاوزت الساعة الخامسة بقليل ولان الله رحيم كان الاتف المحمول منجاتى عندما اتصلوا بى واحدا تلو الاخر ليطمئنونى عليهم ويطمئنوا على فوقفت اتابع المشهد باسفل وقد خف ذعرى بعض الشئ. كانت طلقات الرصاص الان تستهدف الواقفين على السطح، فتراجعت الى الخلف قليلا لاتابع ما يجرى بعيدا عن مدى الرصاص (او هكذا اظن) لاجد جنود الجيش قد جلسوا على ارض الميدان وكان بهم نية للاتصام وبدات مجموعة منهم فى مد الاسلاك الشائكة داخل الكعكة الحجرية بغية منع المتظاهرين عن الوصول اليها فى صباح اليوم التالى. الا ان اطلاق النيران عاد بقوة وتواصل بعد نحو عشر دقائق من التوقف فى شارعى باب الللوق وطلعت حرب. ولكن الاطلاق توقف بعد فترة (قبل السادسة بقليل) لتنسحب قوات الجيش تاركة خلفها اسلاكها الشائكة وبقايا مظاريف الرصاصات التى اطلقت على المعتصمين المسالمين. مصطحبة معها تلك الجثة المكومة فى منتصف الميدان ولتى رايتها بوضوح اثناء دخولها عربة الاسعاف لاتبين انها لشاب يرتدى الزى العسكرى.
وفى طريقها للخارج لم تنس المدرعات ان تلق لنا بتحيتها الاخيرة عندما اندفعت بقوة فى محاولة للاطاحة باجساد عدد من المتظاهرين الذين عاودوا الاحتشاد داخل الميدان. الا ان الله سلم وخرجت المدرعات تاركة لنا ذكرى واحدة من احلك ليالى الثورة المصرية. لا لكم الرعب الذى شهدناه فيها والقلتى الذين بلغ تعدادهم سبعة حسب رؤى شهود العيان. بل لتلك الحالة من التخوين والاتهامات التى طالتنا وكل ذنبنا اننا آثرنا الشرف (ولو كنا مضللين) على النوم فى البيوت .

Tuesday, April 5, 2011

2 عزيزتى عزة



بامكانك ان تصيرى افضل .. انت تعرفين ذلك
ربما لا تتحملين مثقال ذرة من الصداع تصيب رأسك لكنك رغم ذلك قادرة على تحمل ضربات الالم العاتية التى تتعرضين لها بشكل شبه منتظم  

ربما لا تطيقين الضيق البادى على الوجوه اذا ما اعلنت احد خواطرك المقبضة لكنك تتعايشين معها فى صحوك مخفية اياها معظم الوقت وفى نومك المضطرب الدال على ضمير مثقل لا تدرين متى ولا كيف ولا اى ذنب اثقله 

ربما ينتابك الخوف المزعج كلما مر بخاطرك قرب النهاية دون حياة لكنك تتاملين قليل طيب صنعتيه فيمر بك خاطر من رضا 

ربما يؤرقك تحولك الى ترس فى الة لكنك تطيبين خاطرك القلق بانك ترس مختلف لا يأبه لتآكل حوافه بصرف النظر عن النتيجة التى يستتبعها ذلك 

ربما كنت مجرد فتاة تتمتع ببعض الاختلاف ، لكنك ستكونين الفتاة التى ستقتل جميع التنانين

Monday, March 21, 2011

الثورة المصرية بعدسة ايرانية


منذ بدأ تدفق الحشود على ميدان التحرير، بدأت أنا فى التحدث إلى شاشة تلفازى فى غرفة المعيشة... (اخفض هذه اليد) هتفت بها عندما رأيت القبضة المرفوعة لاحد البلطجية المؤيدين لمبارك قبل أيام... يوم الجمعة، وبينما كنت اشاهد الالعاب النارية فى سماء القاهرة وجدت نفسى اتمتم فى حسد "كيف لم نقم بهذا؟"، نحن الشباب الايرانيين الذين تدفقوا الى ميدان التحرير الايرانى (ساحة ازادى) فى اليوم ذاته (الحادى عشر من فبراير) منذ اثنين وثلاثين عاما. كنت فى الثانية عشرة وقتها،ولكن احداث هذا العام تبقى ماثلة فى معضلتى الوجودية كأكثر الصدمات المؤثرة فى حياتى.

المراقبون الآن يطلقون على الثورة الايرانية التى وقعت فى العام 1979 الثورة الاسلامية،  ولكن فى هذا الوقت كان الإسلاميون والعلمانيون، القرويون وأبناء الحضر،المتعلمون والأميون،،، كلهم يسيرون بغضب عارم لا تتفاوت درجاته بينهم فى شوارع إيران مطالبين بعزل الشاه.
 كان مستقبل ايران مجهولا تماما كما مستقبل مصر الآن.


هناك ربط قوى يستدعى المقارنة بين مصر وإيران، خاصة إذا ما رأينا إلى أين تتجه عقارب الزمن فى مصر. أإلى العام 1979 أم إلى العام 2009 حين انطلقت الحركة الخضراء فى شوارع طهران؟.
 واحدة من التعليقات الغزيرة التى كتبت على حائطى يوم الجمعة (جمعة تنحى مبارك) فى فيس بوك تقول :"فعلها المصريون فى ثمانية عشرة يوما وستفعلها إيران فى أسبوع".


مصر ليست إيران. ليست الأمتين متشابهتين، ولا يتشابه تاريخيهما كذلك، بغض النظر عن كل ما هو مشترك بينهما. وعن قدرتيهما على التفاعل. ولكن الحركات الساعية الى ذات الأهداف السياسية، تتبادل الدروس باستمرار خلال صراعها لنقل الخبرات والمعرفة لرفاق الكفاح، لتفادى المنزلقات ولتحقيق التغيير على طريقتها الخاصة، مع كون فرص عودة الطغاة قوية فى الغالب.

القوى الديموقراطية اليوم فى مصر عليها أن تتنبه للأخطاء التى وقع فيها نظرائها فى الثورة الإيرانية عام 1979 . خاصة وأن هذه الاخطاء لم تكن نابعة من الحقد السياسى، أو الجهل ولكن من صدق النوايا. خاصة وأن التأثير الشيطانى لهذه الاخطاء لم يكشف عن نفسه الا بعد انحسار نشوة الانتصار وتراجع الجماهير عن الميدان لتستكمل حياتها مرة أخرى.

أتت الكبوة الأولى للحركة العلمانية الايرانية فى عام 1978، عندما قاموا بغفلة شديدة بالترحيب بفكرة الاتحاد مع المعارضة الدينية، التى كانت وقتها خاضعة ومأمونة الجانب من قبل هؤلاء العلمانيين. عندما قال المنفى آية الله الخمينى وقتها أنه ليس لديه أى طموح سياسى، وأنه عند رحيل الشاه فإن أمنيته الوحيدة أن يحتمى  بالقرآن ويتدارسه فى مجلس علم بمدينة (قم)، وقد صدقه الكل وقتها. عندما ندد بانتهاكات حقوق الانسان فى سجون الشاه، أسماه المثقفون بغاندى الإيرانى المصنوع محليا. وعندما تحدث عن المساواة بين الجنسين وحقوق المرأة  حيوه دون تردد وكأنه بيتى فريدان Betty Friedan . قبل الصعود للسلطة كانت المعارضة الدينية للشاه والتى يقودها آية الله تقول للايرانيين ما يودون سماعه وقد صدق الايرانيون كل ما سمعوه.

كانت هناك قلة ذكية بما يكفى كى لا تصدق آية الله. الا ان هذه القلة وقعت فى الخطأ الذى يقع فيه الاذكياء عادة: اساءوا تقدير ذكاء الآخرين.
 كانوا واثقين انهم ابرع من اية الله . فهم المتعلمون بالغرب، المتأنقين من قادة العلمانية الذين ظنوا انهم افضل كثيرا من ان يفوقهم رجال الدين المحليين الذين يرتدون الملابس التقليدية.

هم لم يدركوا كذلك ان الابقاء على حركة الثورة سلمية وغير عنيفة كان ضارا بمصداقيتهم، ومهددا لبقاء اتصالهم بالحركة نفسها. فبمجرد ان فتح الجيش النار على الناس ووقع أول الضحايا، استطاع الدينيون تحييد الحركة وسرقتها لصالحهم. فالعلمانيون لم يكن لديهم خطة موضوعية للانتقام أو الرد السياسى فى ضوء هجوم الجيش. 
ولكن اراقة الدماء كانت إشارة الدخول للقوى الدينية كى تعتلى خشبة المسرح وتتحرك نحو مركز الضوء.


عندما جاء الموت كان لدى الدينيون معجم متكامل وميراث من الطقوس الصالحة للتعامل معه، مكنتهم من اتخاذ موقع متوازن من زملائهم العلمانيين. فالموت وما يرتبط به من مفاهيم تم استغلالها، وخاصة مفهوم الشهادة.. كان هو طعام رجال الدين الذى يقتاتون عليه ويستمدون منه رحيق الحياة.

ومع مرور الوقت، ظهر ان اسهل جزء فى الثورة هو ما تصورته القوى الثورية هو الجزء الاصعب، وأعنى بذلك إسقاط الشاه.
أما تحديد اتجاه المستقبل فكان هو المهمة الأصعب لكل هؤلاء الذين قضوا عقودا يحلمون بإزاحة الشاه دون أن تكون لديهم خطة واضحة لما بعد الرحيل.
 ومع انتصار الثورة فقدت الحركة المدفوعة بالفرحة والسعادة اتجاهها. غمرهم الطموح وصاروا مأخوذين بالغطرسة العولمية. الحرية للايرانيين، والتوظيف والتعليم للشباب، وتطبيق الحريات المدنية... كل هذا لم يعد كافيا فالوحشين الأسودين المتمثلين فى العم سام الشرير وطفله اللقيط  (اسرائيل)، كان عليهما ايضا ان يتم نزعهما من جذورهما. بمجرد ان وجه الايرانيون انتباههم من القضايا المحلية الملحة الى الاتجاه الدولى منحوا القوة للتيار الدينى مجددا. وخلال اشهر قليلة من سقوط الشاه قامت العراق بمهاجمة ايران وجر اية الله الامة الى عقد من الدمار بسبب نظريته الرامية الى ان اسرع وسيلة لابادة اكبر شرين بالعالم (امريكا واسرائيل) هو غزو بغداد  فى الطريق الى القدس. طهران وسكانها ليسوا كافين لاجندة اية الله.

سمح الايرانيون لانفسهم بأن يتم تضليلهم. قادهم النظام الى سلسلة من التنازلات من خلال تغذية مخاوفهم من عودة الشاه. او تنظيم انقلاب من قبل مناصريه داخل الجيش. وبدلا من ان يتمسكوا بالقضايا التى تهمهم وتشكل عماد ثورتهم بالفعل وجد الايرانيون انفسهم يساومون وينتظرون تحقق وعود تتسم بالمماطلة وبكونها مؤقتة خوفا من عودة حكم اسرة الشاه. طلب من النساء تاجيل مطالباتهم بالمساواة فى الحقوق. فى عام 1979 تم الاستيلاء على السفارة الامريكية وهو ما عده اية الله نصرا عظيما واحتفل به كيوم يحتل فى عظمته الترتيب الثانى بعد يوم ثورته (11 فبراير) .. طبعا ثورته ، فالاستيلاء على السفارة الامريكية اعطى المتشددين الاسلاميين الذخيرة التى يحتاجونها لاستكمال مصادرتهم للحقوق المدنية الوليدة التى كسبها الايرانيون بصعوبة من خلال تسويق مساحة جديدة من الخوف: لا احد يدرى الان كيف سينتقم الامريكيين من ايران بعد ما حدث.

فى النهاية اثبت الاسلاميون انهم اذكى بكثير من ان يفوقهم العلمانيون براعة. هم لم يطالبوا بالسلطة حتى استحوذوا عليها كليا- من خلال سعى غذته الدماء التى اريقت والطموحات المتجاوزة للحدود الموضوعة. دعونا نأمل ان يكون الجيل الجديد الذى قام بالثورة فى مصر اكثر حذرا فى رؤية انتصاره كما كانوا فى تحقيق هذا الانتصار

كاتبة المقال: روية حقاقيان – صاحبة كتاب رحلة من ارض (لا): فتاة يافعة فى الثورةالايرانية ( كراون 2004 crown)

نشر المقال بصحيفة التايم  فى الثالث عشر من فبراير الماضى بعد يومين فقط من تنحى مبارك وتولى الجيش زمام الامور وانسحاب الثوار من ميدان التحرير.

عذرا لم اقم بمراجعة الترجمة ولا اضافة الهوامش واعذكم بأن افعل ذلك فى اقرب فرصة ولكنى وجدت ان هناك اهمية خاصة لنشر الترجمة الان دون تأخير فانتهيت منها سريعا لاتمكن من نشرها دون تدقيق 
اعتذر منكم