Monday, March 21, 2011

الثورة المصرية بعدسة ايرانية


منذ بدأ تدفق الحشود على ميدان التحرير، بدأت أنا فى التحدث إلى شاشة تلفازى فى غرفة المعيشة... (اخفض هذه اليد) هتفت بها عندما رأيت القبضة المرفوعة لاحد البلطجية المؤيدين لمبارك قبل أيام... يوم الجمعة، وبينما كنت اشاهد الالعاب النارية فى سماء القاهرة وجدت نفسى اتمتم فى حسد "كيف لم نقم بهذا؟"، نحن الشباب الايرانيين الذين تدفقوا الى ميدان التحرير الايرانى (ساحة ازادى) فى اليوم ذاته (الحادى عشر من فبراير) منذ اثنين وثلاثين عاما. كنت فى الثانية عشرة وقتها،ولكن احداث هذا العام تبقى ماثلة فى معضلتى الوجودية كأكثر الصدمات المؤثرة فى حياتى.

المراقبون الآن يطلقون على الثورة الايرانية التى وقعت فى العام 1979 الثورة الاسلامية،  ولكن فى هذا الوقت كان الإسلاميون والعلمانيون، القرويون وأبناء الحضر،المتعلمون والأميون،،، كلهم يسيرون بغضب عارم لا تتفاوت درجاته بينهم فى شوارع إيران مطالبين بعزل الشاه.
 كان مستقبل ايران مجهولا تماما كما مستقبل مصر الآن.


هناك ربط قوى يستدعى المقارنة بين مصر وإيران، خاصة إذا ما رأينا إلى أين تتجه عقارب الزمن فى مصر. أإلى العام 1979 أم إلى العام 2009 حين انطلقت الحركة الخضراء فى شوارع طهران؟.
 واحدة من التعليقات الغزيرة التى كتبت على حائطى يوم الجمعة (جمعة تنحى مبارك) فى فيس بوك تقول :"فعلها المصريون فى ثمانية عشرة يوما وستفعلها إيران فى أسبوع".


مصر ليست إيران. ليست الأمتين متشابهتين، ولا يتشابه تاريخيهما كذلك، بغض النظر عن كل ما هو مشترك بينهما. وعن قدرتيهما على التفاعل. ولكن الحركات الساعية الى ذات الأهداف السياسية، تتبادل الدروس باستمرار خلال صراعها لنقل الخبرات والمعرفة لرفاق الكفاح، لتفادى المنزلقات ولتحقيق التغيير على طريقتها الخاصة، مع كون فرص عودة الطغاة قوية فى الغالب.

القوى الديموقراطية اليوم فى مصر عليها أن تتنبه للأخطاء التى وقع فيها نظرائها فى الثورة الإيرانية عام 1979 . خاصة وأن هذه الاخطاء لم تكن نابعة من الحقد السياسى، أو الجهل ولكن من صدق النوايا. خاصة وأن التأثير الشيطانى لهذه الاخطاء لم يكشف عن نفسه الا بعد انحسار نشوة الانتصار وتراجع الجماهير عن الميدان لتستكمل حياتها مرة أخرى.

أتت الكبوة الأولى للحركة العلمانية الايرانية فى عام 1978، عندما قاموا بغفلة شديدة بالترحيب بفكرة الاتحاد مع المعارضة الدينية، التى كانت وقتها خاضعة ومأمونة الجانب من قبل هؤلاء العلمانيين. عندما قال المنفى آية الله الخمينى وقتها أنه ليس لديه أى طموح سياسى، وأنه عند رحيل الشاه فإن أمنيته الوحيدة أن يحتمى  بالقرآن ويتدارسه فى مجلس علم بمدينة (قم)، وقد صدقه الكل وقتها. عندما ندد بانتهاكات حقوق الانسان فى سجون الشاه، أسماه المثقفون بغاندى الإيرانى المصنوع محليا. وعندما تحدث عن المساواة بين الجنسين وحقوق المرأة  حيوه دون تردد وكأنه بيتى فريدان Betty Friedan . قبل الصعود للسلطة كانت المعارضة الدينية للشاه والتى يقودها آية الله تقول للايرانيين ما يودون سماعه وقد صدق الايرانيون كل ما سمعوه.

كانت هناك قلة ذكية بما يكفى كى لا تصدق آية الله. الا ان هذه القلة وقعت فى الخطأ الذى يقع فيه الاذكياء عادة: اساءوا تقدير ذكاء الآخرين.
 كانوا واثقين انهم ابرع من اية الله . فهم المتعلمون بالغرب، المتأنقين من قادة العلمانية الذين ظنوا انهم افضل كثيرا من ان يفوقهم رجال الدين المحليين الذين يرتدون الملابس التقليدية.

هم لم يدركوا كذلك ان الابقاء على حركة الثورة سلمية وغير عنيفة كان ضارا بمصداقيتهم، ومهددا لبقاء اتصالهم بالحركة نفسها. فبمجرد ان فتح الجيش النار على الناس ووقع أول الضحايا، استطاع الدينيون تحييد الحركة وسرقتها لصالحهم. فالعلمانيون لم يكن لديهم خطة موضوعية للانتقام أو الرد السياسى فى ضوء هجوم الجيش. 
ولكن اراقة الدماء كانت إشارة الدخول للقوى الدينية كى تعتلى خشبة المسرح وتتحرك نحو مركز الضوء.


عندما جاء الموت كان لدى الدينيون معجم متكامل وميراث من الطقوس الصالحة للتعامل معه، مكنتهم من اتخاذ موقع متوازن من زملائهم العلمانيين. فالموت وما يرتبط به من مفاهيم تم استغلالها، وخاصة مفهوم الشهادة.. كان هو طعام رجال الدين الذى يقتاتون عليه ويستمدون منه رحيق الحياة.

ومع مرور الوقت، ظهر ان اسهل جزء فى الثورة هو ما تصورته القوى الثورية هو الجزء الاصعب، وأعنى بذلك إسقاط الشاه.
أما تحديد اتجاه المستقبل فكان هو المهمة الأصعب لكل هؤلاء الذين قضوا عقودا يحلمون بإزاحة الشاه دون أن تكون لديهم خطة واضحة لما بعد الرحيل.
 ومع انتصار الثورة فقدت الحركة المدفوعة بالفرحة والسعادة اتجاهها. غمرهم الطموح وصاروا مأخوذين بالغطرسة العولمية. الحرية للايرانيين، والتوظيف والتعليم للشباب، وتطبيق الحريات المدنية... كل هذا لم يعد كافيا فالوحشين الأسودين المتمثلين فى العم سام الشرير وطفله اللقيط  (اسرائيل)، كان عليهما ايضا ان يتم نزعهما من جذورهما. بمجرد ان وجه الايرانيون انتباههم من القضايا المحلية الملحة الى الاتجاه الدولى منحوا القوة للتيار الدينى مجددا. وخلال اشهر قليلة من سقوط الشاه قامت العراق بمهاجمة ايران وجر اية الله الامة الى عقد من الدمار بسبب نظريته الرامية الى ان اسرع وسيلة لابادة اكبر شرين بالعالم (امريكا واسرائيل) هو غزو بغداد  فى الطريق الى القدس. طهران وسكانها ليسوا كافين لاجندة اية الله.

سمح الايرانيون لانفسهم بأن يتم تضليلهم. قادهم النظام الى سلسلة من التنازلات من خلال تغذية مخاوفهم من عودة الشاه. او تنظيم انقلاب من قبل مناصريه داخل الجيش. وبدلا من ان يتمسكوا بالقضايا التى تهمهم وتشكل عماد ثورتهم بالفعل وجد الايرانيون انفسهم يساومون وينتظرون تحقق وعود تتسم بالمماطلة وبكونها مؤقتة خوفا من عودة حكم اسرة الشاه. طلب من النساء تاجيل مطالباتهم بالمساواة فى الحقوق. فى عام 1979 تم الاستيلاء على السفارة الامريكية وهو ما عده اية الله نصرا عظيما واحتفل به كيوم يحتل فى عظمته الترتيب الثانى بعد يوم ثورته (11 فبراير) .. طبعا ثورته ، فالاستيلاء على السفارة الامريكية اعطى المتشددين الاسلاميين الذخيرة التى يحتاجونها لاستكمال مصادرتهم للحقوق المدنية الوليدة التى كسبها الايرانيون بصعوبة من خلال تسويق مساحة جديدة من الخوف: لا احد يدرى الان كيف سينتقم الامريكيين من ايران بعد ما حدث.

فى النهاية اثبت الاسلاميون انهم اذكى بكثير من ان يفوقهم العلمانيون براعة. هم لم يطالبوا بالسلطة حتى استحوذوا عليها كليا- من خلال سعى غذته الدماء التى اريقت والطموحات المتجاوزة للحدود الموضوعة. دعونا نأمل ان يكون الجيل الجديد الذى قام بالثورة فى مصر اكثر حذرا فى رؤية انتصاره كما كانوا فى تحقيق هذا الانتصار

كاتبة المقال: روية حقاقيان – صاحبة كتاب رحلة من ارض (لا): فتاة يافعة فى الثورةالايرانية ( كراون 2004 crown)

نشر المقال بصحيفة التايم  فى الثالث عشر من فبراير الماضى بعد يومين فقط من تنحى مبارك وتولى الجيش زمام الامور وانسحاب الثوار من ميدان التحرير.

عذرا لم اقم بمراجعة الترجمة ولا اضافة الهوامش واعذكم بأن افعل ذلك فى اقرب فرصة ولكنى وجدت ان هناك اهمية خاصة لنشر الترجمة الان دون تأخير فانتهيت منها سريعا لاتمكن من نشرها دون تدقيق 
اعتذر منكم 

Monday, March 14, 2011

لماذا سأصوت بلا للتعديلات الدستورية


لا لأن الحزب الوطنى والاخوان المسلميين والسلفيين اعلنوا تأييدهم غير المشروط لها وهو ما يثير توجس البعض
ولا لأنى احب المجلس العسكرى ومتمسكة بحكمه فمن المعروف انه لا يوجد اى نوع من انواع الغرام او حتى الاستلطاف العابر بينى وبين العسكر منذ اليوم الاول لوجودهم فى الشارع بل وكنت من المتشككين ضعاف الايمان منذ اللحظة الاولى
ولا لان سيناريو تعديل بعض المواد مع الابقاء على الدستور هو ذات السيناريو الذى وضعه مبارك ونفذه المجلس العسكرى 
ولا لان من مطالب الثورة انشاء دستور جديد للبلاد تضعه لجنة تأسيسية منتخبة من قبل الشعب مباشرة، ولان الثورة تجب ما قبلها  وهذه التعديلات تقول ببساطة اننا طالبنا بحركة اصلاحية ولم نقم بثورة علا فيها من علا شهيدا ونالت من ابصار واطراف الاف من انبل واعظم ما انجبت مصر من شباب ونساء ورجال ستضيع تضحياتهم هدرا لو لبسنا جميعا فى حيطة دستور 1971 
ولا لانالمجلس العسكرى لم يقم حتى الان باصدار اعلان رسمى بنصوص المواد المعدلة ويتركنا فريسة للمنقول فى المواقع والصحف من نصوص تتضارب احيانا وتختلف فى صياغتها فىاحايين كثيرة ونحن نعلم كويس قوى ان الفصلة فى القوانين بتفرق واسألوا فتحى سرور

ولا لأنى عنيدة واميل لمخالفة ما يتفق عليه الجميع وان كنت اعترف انى اتمسك بعنادى الطفولى فى احوال كثيرة ولكن هذه المرة ليست 
 لهذا السبب
لا والله انا لا ارفض لاى سبب من هذه الاسباب الرومانتيكية

انفجر فى البعض متهمين اياى بأنى لا افهم لانى ارفض التعديلات، وحقيقة هذا هو ما يجب ان نرفضه جميعا ما يحدث الان من تخوين واتهامات اما بالعمالة (لا محل لها معى على الاطلاق والله) او عدم الفهم والغباء ( وهو ما اعترف انه ينتابنى فى احايين). ولكن اسمحوا لى أن ابين أن عقلى المتواضع -كما ترونه انتم- قد جعلنى ادرك نصوص التعديلات بشكل يختلف عن ذلمك الذى ادركتموه به 

انا احترم ميلكم للاستقرار ورغبتكم فى الخلاص من حالة عدم وجود رئيس: نعم هذه حقيقة هناك من يتعجلون وجود (ريس ) لانهم غير قادرين على الحياة بدون ريس وانا يمكننى ان اتفهم هذا 
كما يمكننى ان اتفهم تخوف البعض من امتداد امد الحكم العسكرى خاصة بعدما ابداه المجلس العسكرى او لنقل ما ابداه الجيش من عنف وضيق صبر - سأكون حسنة النية واعتبره مجرد ضيق صدر وانعدام صبر- ولكن دعونا نناقش الامر بهدوء قبل ان افصل لكم قراءتى الخاصة التى ربما لا تعنيكم للمواد الدستورية 
الجيش اعلن اكثر من مرة انه يود العودة لثكناته بعيدا عن وجع الدماغ الذى تسببنا له فيه، فقد اثبتنا اننا شوية عيال زرلة وعندية ومخها جزمتين مش جزمة واحدة والجيش قد نفذ صبره ولكن دعونا نفترض انهم يكذبون وانهم يضحكون علينا ويودون الاستمرار فى الحكم بشكل مباشر بالفعل 
دعونى اسألكم: هل ترون ان الجيش المصرى بالحالة الحالية التى تنهك خزانته وتوليه مهام ليس له شأن بها يود ان يحكم مصر ويستمر فى حالة الاستنفار هذه لاكثر من ستة اشهر؟
هل ترون ان قيادات الجيش نفسها لا تدرك ان مجنديها وضباطها سينفذ صبرهم قريبا وهم لم يعتادوا على الاحتكاك المباشر بالجمهور لكل هذه الفترة؟
هل ترون انهم سيغامرون اصلا بهذا الاحتكاك بما ينطوى عليه من تسييس فابى لافراد الجيش وهو ما لن تطيقه المؤسسة فى ظل كارتلات المصالح الموجودة بين قادة الجيش وما ستشكله عملية التسييس البطيئة هذه - ان كانت بطيئة فعلا على- على هذه المصالح والتحالفات الداخلية وعلاقتها باجندة الجيش - اه والله الجيش عنده اجندة وانا شفتها بعينى- اعتقد والله اعلم ان الاجابة هى لا

لا يوجد سبب واحد منطقى يدعو الجيش لاطالة امد الفترة الانتقالية مختارا او يدعوه للرغبة فى هذا على الاطلاق فالقيادات الصغيرة متذمرة وغير قادرة على التعامل مع الشارع لانها غير معتادة على ذلك وبالتالى الجيش غير قادر على الاستمرار بالحكم بنفس الصيغة 

دعونا ننتقل لنقطة اخرى ذات صلة، هل يحلم اى منا بان الجيش سيتنازل عن نصيب ما فى السلطة؟ الاجابة هى ان من يحلم بذلك او يجرؤ على تخيله هو حالم مثالى - ودعنى اكن مهذبة ولا اطلق على هذا الحالم ومستواه العقلى الصفة التى يستحقها- اذن فالطبيعى ان الجيش سيظل متمسكا بصيغة ما تكفل له التدخل فى الحكم وتحمى مصالح قادته وتركيبته الداخلية ويبقى حاله على ما هو عليه. هل الجيش اذن مضطر للبقاء فى الشارع كى يفرض هذه الصيغة؟ 
الاجابة طبعا لا، الجيش غير مضطر على الاطلاق هو قادر على فرض هذه الصيغة على اى فرد ننتخبه وبالتالى الجيش ليس بحاجة لان يحكم بنفسه كى يحمى مصالحه على الاطلاق الجيش ليس لديه اى مبرر يجعله يتوق للبقاء بيننا والحكم بذات الصيغة
هل مازال لديكم تخوف من بقاء العسكر فى الحكم؟

دهونى افترض ان استنتاجاتى المتواضعة الان صحيحة فى ظل التعديلات الدستورية الحالية
ايهما افضل ان يحكمنا فرد ذو صلاحيات الهية فى ظل دستور 1971 بما لحقت به من تعديلات؟ ام نحكم فى ظل مؤسسات متعددة تستقل فيها السلطتين التشريعية والقضائية عن سلطة الرئيس الذى هو فى كل دساتير العالم المحترمة رئيس السلطة التنفيذية فحسب؟ هل من الافضل ان يضغط الجيش على فرد واحد لديه السيطرة على واحدة من السلطات الثلاث ام يضغط هو وجهات الضغط الاخرى الداخلية والخارجية على اله فى يده كل السلطات( وفقا للدستور القائم وتعديلاته رئيس لبجمهورية هو رئيس المجلس الاعلى للقضاء ورئيس المجلس الاعلى للشرطة ورئيس مجلس المحافظين ورئيس المجلس الاعلى للجامعات ورئيس مجلس كل حاجة وأى حاجة الى جانب حقه فى التدخل فى عمل السلطة التشريعية) ايهما افضل بالله عليكم؟

نيجى بقى للتعديلات الدستورية: عندما أجد ان نادى القضاة قد رفض هذه التعديلات فعلى ان اقف وافكر، عندما يرسل خمسة وعشرين فقيها دستوريا بنص وثيقة ممهورة بتوقيعهم الى مجلس الوزراء يرفضون فيها التعديلات الدستورية فعلى ان اقف وافكر 

لن اجادل فى المواد الخاصة باحقية المرأة فى الترشح لرئاسة الجمهورية وسأذهب مباشرة لنص المادة 189 مكرر 
يجتمع الأعضاء غير المعينين لأول مجلسي شعب وشوري تاليين لإعلان نتيجة الاستفتاء علي تعديل الدستور لاختيار الجمعية التأسيسية المنوط بها إعداد مشروع الدستور الجديد خلال ستة أشهر من إنتخابهم, وذلك كله وفقا لأحكام الفقرة الأخيرة من المادة 189

 فى هذا النص كما نرى تلزم المادة اعضاء المجلسين المتخبين بالاجتماع لاختيار الجمعية وفقا لاحكام المادة 189 التى تنص على ان 

ولكل من رئيس الجمهورية, وبعد موافقة مجلس الوزراء, ولنصف أعضاء مجلسي الشعب والشوري طلب إصدار دستور جديد, وتتولي جمعية تأسيسية من مائة عضو, ينتخبهم أغلبية أعضاء المجلسين من غير المعينين في اجتماع مشترك, إعداد مشروع الدستور في موعد غايته ستة أشهر من تاريخ تشكيلها, ويعرض رئيس الجمهورية المشروع, خلال خمس عشرة يوما من إعداده, علي الشعب لاستفتائه في شأنه, ويعمل بالدستور من تاريخ إعلان موافقة الشعب عليه في الاستفتاء

اى ان الاجتماع سيكون لبحثانتخاب جمعية تاسيسية فى حال توفر الشروط التى حددتها المادة 189 
لتكن نية اللجنة التى وضعت التعديلات طيبة وهى تنوى فعلا ان يلتزم المجلسين والرئيس الجديد بوضع الدستور الجديد، ولكن نحن اعتدنا حال القانون فى مصر والالتزام به ومادامت هناك فرصة لتفسير المادة بهذه الكيفية التى فهمتها انا فما الذى يمنع ان يرتئى الفرعون الجديد القادم انه لا يريد ان ينتقص من سلطاته بطلب وضع دستور جديد؟ ما الذى يضمن لنا ان مجلسى الشعب والشورى الجديد ستصدق نواياهما فى وضع دستور جديد للبلاد؟ الاجابة هى انه لا يوجد ضمان، ويضاف لهذه الاجابة ان عدد من الفقهاء القانونيين والحقوقيين قد فسروا المادة على النحو الذى فسرته بها بالفعل اى ان الخطر قائم؟ لم نغامر اذن بكل شئ؟

الى اصدقائى الذين طالبوا بسند قانونى، ها هو سند قانونى ايده قانونيون خبراء فى القانون الدستورى وحقوقيون بيعرفوا القانون احسن منى ومنك
ايه بقى؟


Tuesday, March 8, 2011

حكاية قبل النوم

هى تعرف الوقت المناسب تماما لرفع تلك الرأس وقد شُد عليها الجلد لتكشف عن ابتسامة رحيمة ،
تضع تلك الرأس المبتسمة فى الصدارة وتهوم فتنشد: دع عنك لومى ...
يتحلق العشاق حولها .. تهتز رأسها يمنة ويسرة وهم يهومون برؤوسهم معها مأخوذين وهى تردد: دع عنك لومى

يتذكر عاشق منهم ذلك المفلوج الذى مات بعدما اسقط بيده رفوف مكتبته فوق رأسه
يراوده خاطر المفلوج العاشق الذى قتله معشوقه بالمعنى الحرفى للكلمة، وهو لا يدرى لم راوده ذاك الخاطر

تطمئن هى الى انجذاب العشاق لابتسامتها وغنائها ، تصوب نحوهم عينى رأسها المبتسمة ، قبل ان تخفضها لتنطلق رؤوسها الست الاخرى تنهش ذات اليمين وذات اليسار،
الدم ينبجس .. يتطاير ، يجرى العشاق حولها مدهوشين يفر من يفر ويهم الشجعان الذين تخلصوا من سم الانجذاب بالقفز نحوها فترفع  رأسها المبتسم ثانية وتدارى خلفه الرؤوس الستة الناهشة مرددة: دع عنك لومى
والعاشق المجذوب يفيض دمه حتى يجف الجسد وتصعد روحه المحتشدة بالعشق ناظرة نحوها مصغية لهسيسها اذ تفح: دع عنك لومى