Saturday, March 31, 2012

A short film about nothingness


كانت الغرفة بيضاء محكمة الغلق
علمت منذ الثانية الأولى أنه سيكون كابوسا مريعا،،  فقد اختبرت قبلاً الانحباس داخل هذا البياض المسطح الخانق
فى منتصف الحجرة كان مقعد صغير بلا ظهر، توجهت إليه وحاولت إزاحته نحو أحد الجدران..  لكنه رغم صغر حجمه كان ثقيلا يأبى الحركة، فاستسلمت وجلست عليه.

كانت تشعر بحزن وانكسار بالغين، تبددت طاقة جسدها كلها فجأة ووجدت نفسها كخرقة بلا حياة ملقاة على الكرسي
اقترب هو، لا تدري من أين ظهر، لكن وجوده المفاجئ لم يثر لديها أية دهشة، بدا وكأنها تتوقعه أو تنتظره.
وضع يده على ظهرها ، نظرت إليه فاحتضنها بلا كلام، ووجدت طاقتها تعود،،، دبت الحياة فى عينيها وبدأت دموعها فى الخروج
فدفعها بعيدا،
وبينما يبتعد موليا ظهره لها
 تنسحب الحياة من جسدها
وهي مستبقاة فى مكانها، فوق الكرسي المحبوس داخل المكعب الأبيض
  

a starry night


لم تكن السماء كلوحة لفان جوخ
لن اقول هذا،، ففضلا عن أن هذه ليست حقيقة ، وأن السماء لم تكن تشبه رسوم فان جوخ خالص،،، فأنا كذلك لن أسمح لنفسي بالتورط في استخدام تعبير مستهلك كهذا.

ولكن اذا ما قلت أن السماء كانت تبدو كما أذكرها في صورتها المثالية من رسوم كتاب الدين في كي جي ون،  فلن تعرف ما أقول ..
 تخيل انت صورتك المثالية لسماء شديدة الزرقة، في ليلة صافية تماما، والنجوم فيها نقاط تتناثر بكثافة وهى شديدة اللمعان
كذا كانت السماء حينها....

 الشارع كان شبه فارغ وأنا بيتر بان الحي، ما إن أخطو بضع خطوات على الأرض وأنا حافية القدمين، حتى أرتفع تدريجيا إذا اتمكن من السبر على الهواء
كان الهواء تحت قدمي العاريتين صلبا، وانا ارتقيه كالدرج

مشيت على الهواء فى الشارع الخالى ، اعلو واهبط كما يحلو لى، وأدخل بيت خالتي من البلكونة وأقطف البرتقال من فوق الشجر
في لحظة، وبينما اتمشي بين أسطح العمارات واستمتع باللعب مع الكلاب في نطاق بلا بشر، خطر لى أن اتناسي ما درست عن سيطرة الفراغ على ما يتخطى الغلاف الجوي

ارتقيت سلم الهواء وابتعدت ، فكرت:  بما أن الجاذبية لا تعنى لى شيئا، فمن قال انى لا اتنفس سوى الهواء؟!
ابتعدت أكثر لأجد بناتا وأولادا كثيرين يسيرون معي على الهواء، ويبتعدون إلى حيث نقترب من النجوم 
ميزتك بينهم ، وهممت بالاقتراب، لكن نظرتك الخاوية.. وابتسامتك لبنت بعيدة تقترب جعلانى اتوقف عن الحركة

شعرت بالهواء تحتى يخور، وكان صدري ينطبق
 وكانت قيود الارض الصلبة آخر ما احتفظت به ذاكرة جسدي 

من أوحش الحاجات فى العالم

انك تبقى قاعد فى الشغل وبالساعات بتقاوم رغبتك فى الصراخ والبكا

Tuesday, March 20, 2012

الفقراء لا يدخلون الجنة

بداية اعتذر عن اختيار عنوان مطروق كهذا، لكن هقول إيه يعنى ؟؟
هكذا نتعلم سواء عبر قراءة النص الديني بتفسيراته التي تيسر لي الاطلاع عليها (ولست واسعة الإطلاع)، أو عبر مجريات الحياة التي نصطدم فيها بقراءات فئات اجتماعية هي الأعلى صوتًا للنص نفسه 
أرى هنا مشروعًا مقدما من اللجنة الدينية ببرلماننا الموقر، في ظاهر هذا المشروع  الرحمة، فهو يبحث عن حل لمشكلة الفقر عبر إنشاء بيت للمال ، يكون هذا البيت بمثابة بوابة للدولة الحلم ، دولة الخلافة 
يقترح النص حسبما قرأت أن يكون هذا البيت المأمول بديلاً عن النظام الضرائبي المعمول به في الدول الحديثة، ربما كان هذا باعتبار أن النظام الضرائبي هو نظام جائر لا يفرق بين الغني والفقير.
ربما لن يجرِ تمرير المادة كما هي عليه في البرلمان، لكنها -والله صدقني يا مؤمن أو يا ملحد أو يا اي حد-  تستحق التوقف.

حسب فهمي المتواضع وبعض الفهم كما نعلم إثم، فإن النظام الضرائبي يستند لمبدأ يسمي بالمواطنة، والتي تعنى أن الناس سواء، وأن كلهم يسهمون كل حسب دخله وقدراته والتيسيرات التي تقدمها له الدولة، في تمويل صندوق مواردها الذي يعود للمواطن مرة ثانية في شكل خدمات ومرافق
وعليه فالمواطن عزيز ( عزيز صفة مش اسم المواطن)، وهو مالك (حال وليس اسم برضو)، وهو صاحب مال، وهو يتقاضي راتبه من كدِّه ثم يقتطع جزء منه مقدما اياه للدولة كي تعيده له ثانية عبر مشروعات لا يقدر هو كفرد على القيام بها
الدولة هنا إذن مجرد وكيل عن المواطنين، والمواطن هنا فقيرًا كان أم غنيا هو صاحب حق

الان سنلغي الضرائب ونعفي الفقراء المساكين من دفعها سيدفع الاغنياء صدقات نستخدمها في عمل مشروعات يستفيد منها الفقراء 
نستبعد هنا مصطلح المواطن فالفقير لا يسهم في الموارد، وبالتالى فليس له ان يطالب بحقوق ما في عمليات التنمية والتوظيف ومد المرافق وسواها فهو لا حق له، هو مجرد متلق للاحسان،، ومتلق الاحسان ليس له ان يطالب 
،الامر بهذه البساطة..
 الدولة الحلم لدى من قد يملكون بشكل مطلق قريبا جدا حكم البلاد، تتمثل في ترسيخ النهج الذي غزا مصر في العقد الأخير قبل انزياح مبارك، نهج يجعلنا مجتمعنا لا مواطنين فيه،، بل محسنين ومتلقين للاحسان 
محسنين يمكنهم أن يمارسوا الفواحش طوال العام ويشترون بأموالهم إقامة لبضعة ايام في الاراضى المقدسة، يكفرون فيها عن ذنوبهم ويعود كل منهم (وفقا لما يظنه) ابيضًا من الذنب كما ولدته أمه.
 ينسحب هذا الحلم على افكار اخرى كثيرة تتصل به وتؤثر بشكل مباشر وان كان تراكميا على بنية المجتمع (المهترئة أصلا)، فالتقسيم الطبقى يستتبع بدوره تقسيم متجذر فى الطائفية فلو فرضنا ان المسيحيين لم يؤدوا العشور لبيت المال، أيعنى هذا وقف مد المرافق والمشروعات لمناطق يسكنها فقراء المسيحيين وهم  ( على عكس ما تظن صديقى المتطرف وما يقوله لك إمام الزاوية) كثر 
وهل لو فرضنا انه قام بيت المال بتمويل مشروع لمد مياه الشرب لحي سكني ما في هذه الحالة، هل سيجرى استبعاد الشقق المسيحية من الخدمة؟ 
طب مد معى من فضلك الخط على استقامته اليس من الرحمة اذن ان نعزل المسيحيين في احياء سكنية وحدهم حتى لا يتضرروا نفسيا يعنى من عدم مد الخدمات لهم او تشغيلهم في المشروعات الممولة من بيت المال اسوة بجيرانهم المسلمين؟؟
طيب انا خيالى واسع ماشى، والامور لن تصل الى هذا الحد
ولكن الن يكون وفقا لهذه الفكرة المواطن المسلم الغني صاحب فضل على المواطن المسيحي ( غنيا كان ام فقيرا) لانه يجري الان الاحسان على هذا الاخير من مال الاول وحده؟

طب هب كدة يا مواطن أن المسيحيين التزموا بأداء العشور، ولم تتولد هذه المشكلة العبيطة التى ولدها خيالى المريض بأعلى، أليس وفقا لتعداد المسيحيين ومع اتساع رقعة الفقر بينهم في الصعيد، فاسهامهم في بيت المال سيكون ضعيفا وبالتالى فمن الظلم البين ان يتساووا في تلقى الخدمات مع المسلمين...

المهم المجتمع صار منقسما طبقيا بين غنى وفقير وطائفيا بين مسلم ومسيحي ولن احدثك عن التقسيم الجندرى والحاجات دى فانت تعيها دون ان ازيد في الحديث.
الفقير وفقا لهذا الفكر (اسمح لى ان اصفه بالكارثي) لا يملك أداء الحج او العمرة، لا يملك دفع الصدقة التي يضاعفها الله اضعافا مضاعفة ، الفقير وفقا لهذا الفكر ستقطع يده اذا ما سرق، الفقير وفقا لهذا الفكر لا يملك الحق في الخلاص من عذاب الدنيا الذي قد يدفعه للفساد بالسرقة او الرشوة في ظل دولة تنكر مواطنته فيها وهو مطرود من رحمة الله في الاخرة لانه لا يملك مالا يتاجر به مع الله فيغفر له الخالق ذنوبه 
الا ترى معي ان الفقراء ليس لهم جنة فى الآخرة ومصيرهم في الحياة الدنيا بئس العذاب؟


هذا المقال الغاضب للزميل سامح حنين سيساعدك على الوصول بسهولة لاجابة السؤال السابق
اقرأه وستعرف: الجنة لمن 

Sunday, March 18, 2012

Tell my mama don't worry


لم افهم كنه الكائن البادي أمامي فى البداية
ظللت أنظر بدهشة للمنظر وأحاول إدراكه 
كانت البنت تشبهني تماما وإن بدت أنحف واكثر رشاقة، كانت بشرتها أكثر نضرة، وتلك البقع البنية المميزة لوجهي من آثار حب الشباب الذي يأبى ان يفارقني حتي هذه السن المتأخرة،،  لم يكن في وجهها أي بادرة لظهورها
كنت في انعكاسي أرتدي ثيابًا بالغة الاناقة لا تقترب ولا تلمح لحالة البهدلة العامة المتعمدة التي أحياها 
بدوت في الانعكاس أصغر سنًا، كان شعري الأسود الحالك قد استطال وازداد كثافة وانهدلت بضع خصلات منه على جانبي وجهي قبل تنعطف لتتجمع مع اخواتها في شريط حريري يجمع بين الأبيض والأسود خلف رأسي 
لكن شعيرات بيضاء أصرت على الظهور بجلاء بين الاسود العام لشعري وثيابي لتضفي على المنظر البادي في مواجهتي مزيد من أناقة 
تلفت حولي وأدركت أنني داخل مصعد ما 
عدلت من هندامي (الأنيق سلفًا) واستدرت لاخرج إلى ردهة جمعت بين اللون الأسود والزجاج الشفاف

مشيت في طرقة واسعة نسبيًا وعرفت أنني متوجهة لمقابلة هامة لكن لم يكن بنفسي مثقال ذرة من توتر ( على غير عادتي) مررت بمكاتب عديدة جلس إليها شباب سود الشعر يعملون بميكانيكية شديدة على أجهزة غريبة الشكل لكنى كنت أعرف أنها أجهزة كمبيوتر ..كانت توجد شاشات عملاقة معلقة ، كانت صامتة كالمكاتب والجالسين إليها، وكانت تعرض حروفًا عربية غير متصلة 
لم أتوقف لأتامل المكان إذ كنت معتادة على اجتيازه والتعامل معه طوال الوقت 

مضيت في طرقة زجاجية أكثر اتساعا من الأولى وكل ما حولى شفاف 
انظر تحت قدمي فلا أرى أرضًا .. بل ألواح زجاجية لا نهائية العدد يفصل بينها بشر 
لم اشعر بالدوار الذي ينتابنى عادة كلما أدركت انى اقف في طابق عال 
وقفت أمام باب ومدت يدى ففتحت بصمتى بوابة دائرية تنزلق للجانبين 

تقدمت  داخل غرفة خلت تماما إلا من جدران تحدها ، مضيت في ثبات نحو الجدار المواجه ومددت يدًا باردة اصافح بها يد انعكاسي التي سبقتنى بالامتداد من المرآة المقابلة.

Friday, March 16, 2012

Thinking


Though I know that I'm not there.
I love the idea of having these feelings for you

And this is the bravest thing I've ever wrote. I can't even believe that I'm writing this

بخصوص ملف الالتراس في المصري اليوم

نشر الموقع الالكتروني للمصري اليوم ملف يحمل اسمى والزميل عمر حلاوة حول الالتراس 
الملف بصيغته اللى نشر عليها يوم الاربعاء اثار غضب الصديق جيمي هود لورود مقاطع تنقل معلومات عن كتابه دون الاشارة الى المصدر وهو فى ده عنده حق

بس الحقيقة انه انا كان عندى اعتراضات اخرى مش هى بس مسالة حذف الاشارة لاحد المصادر لاعتبارات المساحة
انا مش هدى اى تفسيرات ولا هعلق على اى حاجة،،  بعد اللى كان امبارح قررت ان القارئ اللى انا مدينة ليه، دينه اللى فى رقبتى هو نشر موضوع صحفي بيتحرى شروط وقواعد الممارسة المهنية قدر الامكان وبيقدم معلومات واضافات تخلى من قرايته حاجة لها لزمة، لان دى وظيفتى كمحرر صحفى انى وسيط يقوم بالبحث عن المعلومات وتحريها والاستيثاق منها ثم نقلها للقارئ 
والمهمة دى تحققت نسبيا بعد مراجعة الملف بعد اعتراضي امبارح واعادة نشره فى صورة قريبة من صورة كتابتى ليه 

فى التدوينة دى نص الموضوع كما كتبته انا ، بعناوينى وصياغتى واخطائى انا اللغوية والطباعية ، هنشر هنا الدرافت اللى كان قبل المراجعة، يعنى الموضوع بعبله
واللى حابب يقراه يقراه

الاجزاء الخاصة بالمصادر المكتبية والارشيفية هى ناتج جهدى الشخصى والاجزاء الخاصة بحوارات وتصريحات لافراد التراس وبعض المعلومات عن الالتراس في مصر هى جهد خالص للزميل عمر حلاوة،،  وانا المسئولة مسئولية كاملة عن الصياغة النهائية الواردة هنا تحت، وعن الدمج بين الجهدين في موضوع واحد 

كفاية رغى بقى
الى الموضوع 


 مقدمة:
اجتمع مساء الأحد الماضي (العاشر من مارس) أعضاء روابط أُلتراس الناديين الأهلي والزمالك للاتفاق على التعاون وتبني مطالب موحدة تجاه سير التحقيقات في مجزرة ستاد بورسعيد.
المتابع لتاريخ حركات الأُلتراس منذ نشأتها في خمسينات القرن الماضي يدرك خطورة التحول الذي يرسيه هذا اللقاء الذي شهدته منطقة بانوراما حرب أكتوبر (مدينة نصر)  بين أُلتراس مشجعي ناديين كبيرين بينهما منافسة حادة ودائمة وينتميان لذات المدينة ( العاصمة).
 فخلال اللقاء اتفق أُلتراس الناديين على  قرار موحد بالعمل على وقف النشاط الكروي لحين القصاص العادل لشهداء ستاد بورسعيد، وهو ما يعد تحولاً مهمًا في تاريخ حركات الأُلتراس التي نشأت في أحضان رياضة كرة القدم وارتبطت بها وصارت إحدى ظواهر اللعبة الرياضية الأوسع انتشارًا في العالم.

في هذا الملف تبحث المصري اليوم في تاريخ وخلفيات حركة الأُلتراس المصرية وارتباطها بالحركة الدولية وصولاً للاتفاق الأخير بين اُلتراس الأهلي والزمالك، الذي تبني عدة مطالب على رأسها الشفافية في إعلان نتائج التحقيقات في مجزرة بورسعيد، والإعلان عن المسئولين الحقيقيين عن الأحداث، وعدم تحويل القضية إلي «مجرد حادث شغب ملاعب» حسب البيان الصادر عن تجمعات أُلتراس الأهلي «رابطتي أُلتراس اهلاوي وأُلتراس ديفيلز» والزمالك «أُلتراس الفرسان البيضاء».
كما يستعرض الملف خلفيات الأُلتراس الفكرية ومبادئهم وعلاقتهم بالمشهد السياسي الحالي في مصر..

البداية: وقفة ضد الغلاء:

تتباين المعلومات المتوفرة فى المصادر المختلفة حول ارهاصات نشأة الأُلتراس «بضم الألف»، لكنها تتفق جميعها تقريبا على إرجاع فضل النشأة إلى إيطاليا.
ويرجع «ألبرتو تيستا» الباحث الإيطالي نشأة الأُلتراس إلى خمسينات القرن الماضى مع نشأة تجمع مشجعي «فييديلسمي جراناتا» بتورينو، وإن لم تحمل  المجموعة وقتها اسم أُلتراس.
بدأت الإرهاصات الأولى عندما قررت البلديات المالكة لاستادات كرة القدم بالتعاون مع الأندية الكروية الإيطالية في خمسينات القرن الماضي في رفع أسعار تذاكر المباريات. فبدأ مشجعو كرة القدم من العمال وغير القادرين في التجمع بمنطقة الكرفا Curva (المدرجات الواقعة خلف المرمى) الأرخص سعرًا، لتصير تلك المنطقة بعد ذلك مساحة واضحة للاعتراض على المغالاة في أسعار تذاكر مشاهدة الرياضة، و مكانا للهتاف لا لتشجيع الفرق الكروية فقط، ولكن ضد ما يجمله الصحفي محمد جمال بشير في«كتاب الأُلتراس» باعتباره: «الممارسات الاحتكارية التي باتت تصادر متعة محبي كرة القدم عبر تحكمات الرعاة وتدخل الأجهزة الإعلامية لاحتكار البث وتوجيه الجمهور بعيدًا عن الملاعب».
استمرت الحركة في الاتساع في إيطاليا، حتى حلت الستينات التي تشكلت فيها مجموعتا «فوسا دى ليوني» و«بويز سان»، و«بويز سان» هى المجموعة الأولي من مشجعي كرة القدم التي تتفق المصادر المهتمة بالتأريخ للظاهرة علي كونها أول مجموعة أُلتراس حقيقية.
ورغم ذلك لم يظهر مصطلح أُلتراس للوجود إلا عندما شكل مشجعو فريق «سامبادوريا» الإيطالي عام 1969 تجمعهم «أُلتراس تيتو كوكياروني»، وشكل مشجعو «تورينو» في العام نفسه «أُلتراس جراناتا»،  لتتلقف وسائل الإعلام الاسم وتحوله علمًا على الظاهرة.
يقول محمد جمال بشير في كتابه (المرجع الوحيد بالعربية حول الظاهرة) إن المسمي يرجع إلي الكلمة اللاتينية  Ultra التي تعني فوق الطبيعي، ويفسر الصحفي الشهير بلقب «جيمي هود» المصطلح بأن تلك الفئة من المشجعين تتجاوز في ولائها لناديها وإخلاصها له ما درج عليه غيرهم من مشجعي الكرة الذين يتحرك ولائهم لأنديتهم صعودًا وهبوطًا بحسب قدرة الفريق على تحقيق الانتصارات.

من مقاعد الدرجة الثالثة إلى صدارة المشهد السياسي:

يؤرخ محمد جمال بشير لنشأة الأُلتراس في مصر ببدايات عام 2007 حين قام شباب منشقين عن إحدى روابط التشجيع التابعة للنادي الأهلي بالدعوة عبر أحد المنتديات لتشكيل تجمع أُلتراس يحمل اسم النادي. متأثرين بما رأوه من تجارب مجموعات «الأُلتراس» بدول المغرب العربي، أثناء سفرهم مع فريق الأهلي لمساندته فى البطولات الافريقية وخاصة في تونس، التى ظهر فيها الأُلتراس مع مطلع الألفية الثانية.
و سرعان ما التقط مشجعى نادى الزمالك الفكرة، و بالتحديد فى 17 مارس 2007 فى مبارة الزمالك و الهلال السودانى بالبطولة العربية، حيث قام بعض المشجعين برفع لافتة باسم «أُلتراس وايت نايتس UWK»، يعلنون فيها عن تأسيس مجموعتهم بشكل رسمى.

و بدأت المجموعتان نشاطهما بتصميم لوحات فنية (دخلات) وترديد هتافات جديدة اقرب للأغانى، تحمل رسائل للنادى أو لجماهير الفرق المنافسة. وعقب لقاء القمة بين الأهلي و الزمالك فى الدور الثانى من بطولة الدورى العام  موسم 2006 /2007 تسارعت عجلة انضمام المزيد من الشباب لرابطتي الأُلتراس، حيث شهدت المباراة ظهورًا لافتًا لأُلتراس الناديين، فرضا من خلاله إسلوبًا جديدًأ في التنظيم والتشجيع.

توالى بعد ذلك ظهور مجموعات «الأُلتراس» الداعمة للأندية الكروية. وأبرزها: «أُلتراس يلو دراجونز» وتضم جماهير النادى الاسماعيلى، تأسست عام 2007، و «أُلتراس جرين إيجلز»2009 ويتبع مشجعوها النادي المصرى «بورسعيد» ، و «أُلتراس جرين ماجيك» التى كونها جماهير نادى الاتحاد السكندرى عام 2008 ، الى جانب «أُلتراس ديفيلز» 2007 وأنشأها بعض مشجعى النادى الأهلي بالاسكندرية لتكون الثانية من بين خمس روابط أُلتراس محسوبة عل النادي الأهلي.
وخلال رحلة التكوين استطاعت مجموعات الأُلتراس المصرية أن تصبح جزءًا من شبكة عالمية من المشجعين الحاملين لذات الفكر والتنظيم.
لكن بزوغ نجم الحركة ارتبط بإنطلاق الموجة الأولى للثورة المصرية في الخامس والعشرين من يناير 2011. حيث شارك العديد من شبابها في الأيام المفصلية من الاشتباكات ضد قوات الأمن التابعة للنظام بدءًا من يوم الخامس والعشرين من يناير.
فكان شباب أُلتراس ناديي الأهلي والزمالك في مقدمة الداخلين إلى ميدان التحرير المحاصر بقوات الأمن المركزي، حيث شكلوا بأجسادهم دروع مواجهة على أطراف الميدان لحماية المتظاهرين بالداخل من عصي الشرطة وقنابلها المسيلة للدموع.
استمرت مشاركة الألتراس اللافتة في معركتي كوبري قصر النيل وشارع قصر العيني يوم الثامن والعشرين من يناير «جمعة الغضب»، التي تصدرها شباب الأُلتراس لما لهم من خبرة في التعامل مع رصاصات الخرطوش والغاز المسيل للدموع خلال مطاردات الأمن لهم عقب المباريات. ووصولاً للاعتداءات المعروفة إعلاميًا باسم «موقعة الجمل» حيث كان شباب أُلتراس ناديي الأهلي والزمالك في مقدمة المدافعين عن ميدان التحرير.

مصالحات شعبية وتفاهمات كروية:

أدت مشاركة أفراد الأُلتراس في الثورة إلى خلق اهتمام شعبي مواز للاهتمام الإعلامي الذي اتسم في أغلبه بنظرة سلبية معادية للحركة والمنتمين إليها، إلا أن التقدير الذي حظى به شباب الأُلتراس بين مجموعات الثوار المسقلين والحركات السياسية، جعل اسم الأُلتراس مطروحًا في البرامج السياسية قبل الرياضية، لتتشكل من خلالها صورة ذهنية مغايرة لما اعتاد الإعلام الرياضي تقديمه، حيث جرى تلخيص حرك الأُلتراس في صورة مجموعات مشاغبة من محبي كرة القدم الذين يمارسون الاشتباك والعنف عقب المباريات باعتباره جزءًا من تجربة استمتاعهم بالمباريات نفسها.
  
تسند تلك الصورة الإعلامية إلى تاريخ حقيقي من الاشتباكات بين روابط مشجعي أندية كرة القدم عمومًا ثم بين روابط الأُلتراس التي حملت تراث مجموعات التشجيع السابقة عليها. ويسجل أرشيف الصحف أخبار معارك واسعة نشبت بين أُلتراس ناديي الأهلي والزمالك، أبرزها معركة كانت في أغسطس 2010 تدخلت فيها قوات الأمن المركزي قبل أشهر قليلة من الثورة، لتتصاعد الاشتباكات بين الجانبين مع دخول أسلحة وعصي الأمن المركزي وتسفر عن وقوع إصابات لم يعلن عن عددها في أية بيانات رسمية.
ولكن عقب الثورة تغير الوضع، وسعي أُلتراس الناديين الأكبر إلى عقد «مبادرات هدنة» لوقف الاشتباكات بين الجانبين خاصة بعد توحد أفرادهما على الأهداف ذاتها خلال الثورة.

وتقول بيانات عدة صادرة على صفحات أُلتراس الأهلي والزمالك إن الهدف الرئيس الذي يسعى خلفه جميع المصريين الحريصين على نجاح الثورة هو إسقاط النظام وتطهير البلاد، ولا يختلف الألتراس في ذلك عن غيرهم من المصريين. مما استتبع بحسب البيان الأخير لألتراس الناديين على نبذ الإختلافات دون تغير عقيدة الولاء للنادي، على أن تبقى مصر وحريتها في صدارة الاهتمام.
تلك المبادرات المتعاقبة اتخذت منحنى جديد عقب مذبحة ستاد بورسعيد التي أسفرت عن استشهاد عشرات من أفراد أُلتراس النادي الأهلي. لتشهد محطة القطار المركزية بالقاهرة «محطة مصر» مساندة واسعة من أعضاء أُلتراس نادي الزمالك، الذين كانوا في مقدمة مستقبلي العائدين من بورسعيد، والمساندين لأسر الشهداء والمصابين.
أحدثت أزمة بورسعيد تخوفًا بين مجموعات الأُلتراس من أن تمر تلك المذبحة كغيرها من الاعتداءات التي وقعت منذ إنهاء ولاية الرئيس السابق بلا حساب، ليحدث ذلك التخوف تقاربًا بين مجموعات أُلتراس الناديين، تجلي فى اجتماع حضره الآلاف من أُلتراس الأهلي والزمالك أمام بانوراما حرب أكتوبر يوم الاحد الحادي عشر من مارس الجاري، وقرروا خلال الاجتماع الأول من نوعه في تاريخ حركة الأُلتراس العالمية ان يتجاوزوا عن مكون رئيس من عقيدة الأُلتراس في مصر (عدم اللقاء مع الخصم «مشجع النادي المنافس»).

لكن صفحة أُلتراس أهلاوي على فيس بوك أكدت لأعضاءها أن العقيدة الجامعة للرابطة لم تتغير، ولكن كلمة أُلتراس صارت تستخدم للتعبير عن التجمعات التي تُخلص لفكرة أو مبدأ، لهذا قررت الدوائر المركزية لأُلتراس الناديين «توحيد الفكرة العامة للأُلتراس»، مع الإبقاء على خصوصية كل مجموعة وفكرها وعقيدتها في الانتماء الكامل لناديها.
وقال كاتب البيان الموجه لأعضاء أُلتراس الأهلي أن إرساء هذه القاعدة في فكر الأُلتراس في مصر «سمح لطرف خارجي معروف» بالتدخل وتدبير المكائد للأُلتراس بالحبس وتلفيق الاتهامات والقتل.


الأُلتراس: الفرد للكل والكل للفرد

في برنامج رياضي يقدمه حارس مرمي سابق شهير، اشتهر منذ سنوات بالهجوم على مجموعات الأُلتراس، قال لاعب الكرة المعتزل والبرلماني السابق في مقطع فيديو مسجل على موقع يوتيوب: « الأُلتراس مجموعات منظمة وليهم قيادات».
 ويتابع في فيديو آخر أذيع في سبتمبر الماضي «العيال دي بيحبوا بعض بشكل غريب جدا ويخض، ومرتبطين جدًا ببعض».
هذا التلخيص الذي يقدمه المذيع المعروف يشكل القلب من ثقافة الأُلتراس، ففي أعقاب حادث بورسعيد كتب أحد الأعضاء البارزين في تجمع أُلتراس نادي الزمالك قائلاً: « ما يؤلم في تلك الأحداث أن الأُلتراس مات منهم الكثيرين نتيجة التدافع والاختناق.. نحن نتعلم عند الالتحاق بالأُلتراس أن أخاك في المجموعة أولى منك بالحياة».

يعزز من هذا الارتباط الشكل العنقودي الذي تتخذه مجموعات الأُلتراس في مصر، ففي تركيبة تقترب كثيرًا من بناء جماعة الإخوان المسلمين، تتشكل روابط الأُلتراس من مجموعات مقسمة حسب المناطق السكنية. وتعتمد على روابط الجيرة والصداقة لتبني شبكة قوية ومنظمة من مشجعي النادي الذين يتحركون خلفه في كل مباراة لتقديم المساندة والتشجيع الذي يعد مجال المنافسة الأول بين جماعات الأُلتراس.

ويقول أعضاء بمجموعات «الأُلتراس» فى مصر، أنهم متاثرين بالشكل الهيكلى لمجموعات «الأُلتراس» على مستوى العالم. حيث تتكون مجموعة «الأُلتراس»، و التى تتراوح اعمار أعضائها ما بين 16 الى 25 سنة، من مجموعة قيادات تحمل اسم "الأكتيفز"، و هم أفراد من أعضاء المجموعة القدامى، كل شخص منهم معنى بالتنسيق مع أعضاء المجموعة فى كل منطقة سكنية بالمدينة.

و يتلخص دور «الأكتيف» فى إبلاغ أعضاء المجموعة بمواعيد الاجتماعات قبل اللقاءات المهمة و جمع الاشتراكات و التبرعات المادية من الاعضاء كى تستخدم في الانفاق على متطلبات التشجيع «البانارات والملابس والألعاب النارية».

 و لكن فى المدرج تظهر شخصية "الكابو" و هو شخص يتولى الهتاف و قيادة التشجيع طوال المباراة، وعادة ما يجري  تغيير "الكابو" بشكل مستمر.
يقول أحمد زهرة، 20 سنة، "اكتيف" منطقتى مصر الجديدة و العباسية لمجموعة «أُلتراس اهلاوى»: « يتوقف استمرار "الاكتيف" أو القيادى فى المجموعة بشكل عام فى منصبه، على مدى قدرته فى الانتظام بالعمل و سيطرته على مجموعته، و فى الغالب يتم تعيينه بالتزكية من قبل أعضاء كل منطقة سكنية، ولهم أيضًا الحق في عزله».

وقال أحد قيادات مجموعة «أُلتراس وايت نايتس »، 22 سنة (رفض ذكر اسمه):  «هناك مبدأ عام نطبقه جميعا و هو أن استمرار المجموعة فوق كل شئ  ، فبالتالى نتخذ القرار بالتشاور بيننا لما هو فى مصلحة المجموعة فى المقام الأول مع مراعاة الثوابت التي يتفق عليها جميع مجموعات الأُلتراس».

و من أهم تلك الثوابت التى ذكرها قيادى «الوايت نايتس»: أن الأُلتراس تمول بشكل ذاتي، و لا تحصل على أي دعم مادى من الأندية او افراد بعينهم. و تتبع معظم المجموعات طريقتين اساسيتين لتمويل أنشطتهم ، اولهما هى الاشتراكات الشهرية
والثانية هي انتاج ملابس وملصقات تحمل شعار المجموعة وقامت مجموعة أُلتراس وايت نايتس مؤخرًا بإنتاج ألبوم غنائي يحمل أغاني وشعارات الأُلتراس واستخدمت طرق البيع المباشر والتسويق لمحبي الزمالك عبر شركات المحمول في جني الأرباح، وتستخدم كافة الأموال الناتجة عن عملية البيع في الإنفاق على الدخلات التي تقوم بها مجموعة الأُلتراس في المباريات.

و يقول قيادى بالوايت نايتس أن تكلفة الدخلات فى المباريات العادية لاتقل عن خمسة آلاف جنيه، بينما قد تصل الى 40 ألف جنيه أو أكثر في المباريات الافريقية الهامة أو مباراة القمة بين الأهلي و الزمالك.
و تتشكل مجموعات «الأُلتراس» من فئات عمرية و خلفيات تعليمية واجتماعية متابينة، واتفق زهرة و قيادى «الوايت نايتس»، على أن هذا التنوع يمثل جزءًا من ثقافة الأُلتراس التى تنبذ التقسيم الطبقي.

رسالة للأمن والإعلام: « يانظام غبي.. إفهم مطلبي»:

في أغنيتهم الشهيرة يخاطب أُلتراس أهلاوي النظام قائلين «يا نظام غبي إفهم بقي مطلبي.. حرية، حرية». تلخص هذه الأغنية سبب الصراع الرئيس بين مجموعات الأُلتراس  وأجهزة الأمن، حيث تحمل شعارات وملابس أفراد الأُلتراس في العالم جملة شهيرة جملة واحدة وضع فيها الأُلتراس خلاصة تاريخ الصراع، تقول: «كل رجال الشرطة أوغاد» المعروفة اختصارًا بتعبير:  A.C.A.B

يسجل «ألبرتو تيستا» و«جارى أرمسترونج» في كتابيهما « كرة القدم، الفاشية والتشجيع» تلك الرابطة البسيطة بين الأُلتراس وأجهزة الأمن، فمطلب الأُلتراس الأساسي هو التشجيع بلا قيود، يظهر ذلك في إيلائهم لظهورهم لملعب كرة القدم في كثير من أوقات المباراة.
 لكن فرد الشرطة فتتلخص مهمته في إحكام السيطرة والحفاظ على القواعد التي يراها الأُلتراس قيودًا، فيسجل الباحثان اشتباكات بين الأُلتراس وقوات الأمن الإيطالية، بدأت من إصرار الأمن على إجبار الأُلتراس على التشجيع جلوسًا ورفض قيامهم بالوقوف أثناء تشجيعهم لناديهم.

كما أن أُلتراس بريطانيا يخوضون من خلال منظمات المجتمع المدني حملة دعائية بالأساس، تهدف لمنحهم حق التشجيع وقوفًا في المدرجات ، في الوقت الذي يصر فيه الأُلتراس في مختلف دول العالم ومن بينها إيطاليا على انتزاع هذا الحق انتزاعًا.
وفي مصر عادة ما تشهد جداريات الأُلتراس «جرافيتي» كتابة جملة لافتة تقول:«مش هتعلمني إزاي أشجع».

يقول أحمد زهرة  القيادي بتجمع أُلتراس أهلاوي: « فرد الأُلتراس يقوم بالتشجيع طوال المباراة و ينتمى لكيان واحد فقط وهو النادى، ففرد «الأُلتراس» مستعد أن يضحي بأي شئ من أجل ناديه، وفي سبيل هذا لا يرضي بغير حريته الكاملة».
ويقول قيادي الاٌلتراس: « من الممكن أن يصل الخلاف مع منافسينا إلى الاشتباكات العنيفة، لكنها لا تجاوز تمزيق قميص المنافس الذى يحمل شعار ناديه أو قطع البانر الذى يحمل شعار مجموعته، و هو الأمر الذى يعتبر عارًا فى ثقافة الأُلتراس، لكن الصدام لا يصل أبدًا للقتل كما تحاول أجهزة الإعلام أن توحي للناس».

وتمثل أحداث بورسعيد منحنى جديد في العلاقة بين تجمعات الأُلتراس وجهاز الشرطة، الذي تتهمه جماعات الأُلتراس وكيانات سياسية وحزبية عدة  بالضلوع في الأحداث التي أسفرت عن مقتل العشرات من أفراد الأُلتراس.

ويفسر أحمد زهرة الاحتكاكات الدائمة بين الأُلتراس وقوات الأمن بخوف الأجهزة الأمنية من تنظيم الأُلتراس وترابط أعضائه ويقول: «خوف الأمن منّا يكمن فى خوفه من كياننا المنطم، قيادات «الأُلتراس» كانوا يتعرضون لاعتقلات عشوائية من قبل جهاز مباحث أمن الدولة، بغرض معرفة خططنا قبل المباريات الهامة، والتأكد من عدم مشاركتنا التظاهرات والوقفات الاحتجاجية».

وتعرض زهرة نفسه للاستدعاء الأمني قبل أشهر قليلة من الثورة على خلفية محاولات منع استخدام الشماريخ في المدرجات، وأعربت القيادة الأمنية لزهرة عن تخوف الأجهزة الأمنية من أن تستخدم عناصر منظمة مثل جماعة الاخوان المسلمين الشماريخ فى التظاهرات، مما قد يثير الفزع بين افراد الأمن المركزى و يجعلهم عاجزين عن «ردع المتظاهرين».

ورغم توقف حملة الاعتقلات العشوائية «للأُلتراس» بعد الثورة، الا انهم يرون أن موقفهم الأمن منهم لم يتغير، حيث تستمر قوات الأمن المركزى في الجلوس أسفل المدرجات، بالمخالفة لقوانين الاتحادات الرياضية الدولية، التي تحظر تماما تواجد قوات الأمن داخل الملعب وتنص على أن يكون التأمين من خارج المدرجات و ليس بداخلها.

و من أبرز عقائد «الأُلتراس» على مستوى العالم  المقاطعة التامة لأجهزة الإعلام التي تدعم في رأيهم الأندية الرأسمالية التى تقوم بشراء عدد كبير من اللاعبين المميزين وتحرم الفرق الصغيرة من المنافسة.

و لكن فى مصر، اتفق قيادى « الوايت نايتس» و زهرة على ان الاعلام - الخاص و الحكومى - كان شريكًا رئيسًا فى التحريض ضدهم قبل و بعد الثورة أيضا. و أن مشاهير التوك شو الرياضى شاركوا فى ذلك الامر بتحريض من الأجهزة الأمنية.

محاولات للكشف والاستكشاف:

من إيطاليا بدأت جماعات الأُلتراس، ومنها انتشرت إلى أوروبا ثم العالم العربي. لكن تلك التجمعات التي تهتم بالتشجيع لمتعة في التشجيع ذاته، لم تنتشر بعيدًا عن أوروبا ومنطقة شمال إفريقيا العربية، ولم تجد طريقًا للانتشار في آسيا وامريكا اللاتينية التي تسيطر عليها جماعات مشجعين أخرى.
لكن جماعات الأُلتراس حظت خلال الأعوام الأخيرة بتركيز إعلامي يرى أعضاء روابط الأُلتراس أنه يتعمد الإساءة إليهم والخلط بينهم وبين جماعات الهوليجانز العنيفة التي تعتمد أساليب العصابات في التشجيع ومواجهة مشجعي الفرق المنافسة لأنديتها.

ورغم شكاوى الأُلتراس الدائمة من الصورة المقدمة عنهم في أجهزة الإعلام، إلا أنهم يصرون على عدم التحدث إليها ويرفضون التعاون معها. كما أنهم يرفضون التعامل مع الباحثين كذلك، ويعلنون من خلال مواقعهم ومنتدياتهم على شبكة الإنترنت أن مقاطعة ومعاداة الإعلام تشكل جزءًا من ثقافتهم الجامعة التي تتفق عليها كافة جماعات الأُلتراس في العالم.

تتعدد رغم ذلك الكتب التي تحاول استكشاف عالم الأُلتراس شبه المغلق، ولكن يجمع أغلبها أنها مرفوضة من مجتمع الأُلتراس، حيث يخلط كتابها بين الأُلتراس والهوليجانز.
 لكن منتديات الأُلتراس الموجودة على شبكة الأنترنت وعبر موقعهم «أُلتراس العالم» Ultras of the world  ، تزكي كتاب football, fascism and fandom  للباحثين ألبرتو تيستا ، وجاري أرمسترونج، وهما محاضران في مجال «العلوم الاجتماعية الرياضية» بجامعة برونيل البريطانية.

في استعراضه للكتاب عبر موقع «فورزا» الإيطالي لكرة القدم يقول المحلل الكروي (روب هتشينسون) : «ما كفل للباحثين (تيستا وأرمسترونج) الولوج إلى عالم الأُلتراس في إيطاليا، هو تمتع «تيستا» الإيطالي بصلات قديمة مع مجموعة الأُلتراس المشجعة لنادي «لاتسيو»، هذه الصلات هي ما أمنت للباحث أن يصبح الأكاديمي الوحيد تقريبًا الذي تعددت أوراقه البحثية عن عالم الأُلتراس».
 
الطريق نفسه يشبه طريق محمد جمال بشير «جيمي هود» لإنجاز «كتاب الأُلتراس»، فبشير واحد من مؤسسي مجموعة أُلتراس الفرسان البيضاء UWK المحسوبة على نادي الزمالك، وابتعد عن المجموعة ليبدأ في إنجاز كتابهمنذ عام 2008 محملاً بما يعرفه عن تاريخ تكون جماعات الأُلتراس في مصر.
 لكنه يتعمد في كتابه أن يعطي القارئ  مقدمة عامة للتعريف بعالم الأُلتراس، وكأن الهدف منه هو تقريب هذا العالم من الجمهور الذي لا يدري عن الأُلتراس سوى ما تورده وسائل الإعلام وبخاصة الفضائيات الرياضية.

Saturday, March 10, 2012

وانا مليت من عشرة نفسي

لا يعدم الناس حيلة في خذلاني 
لكني مؤخرا اختلقت سبيلا لخذلان نفسي