Sunday, March 18, 2012

Tell my mama don't worry


لم افهم كنه الكائن البادي أمامي فى البداية
ظللت أنظر بدهشة للمنظر وأحاول إدراكه 
كانت البنت تشبهني تماما وإن بدت أنحف واكثر رشاقة، كانت بشرتها أكثر نضرة، وتلك البقع البنية المميزة لوجهي من آثار حب الشباب الذي يأبى ان يفارقني حتي هذه السن المتأخرة،،  لم يكن في وجهها أي بادرة لظهورها
كنت في انعكاسي أرتدي ثيابًا بالغة الاناقة لا تقترب ولا تلمح لحالة البهدلة العامة المتعمدة التي أحياها 
بدوت في الانعكاس أصغر سنًا، كان شعري الأسود الحالك قد استطال وازداد كثافة وانهدلت بضع خصلات منه على جانبي وجهي قبل تنعطف لتتجمع مع اخواتها في شريط حريري يجمع بين الأبيض والأسود خلف رأسي 
لكن شعيرات بيضاء أصرت على الظهور بجلاء بين الاسود العام لشعري وثيابي لتضفي على المنظر البادي في مواجهتي مزيد من أناقة 
تلفت حولي وأدركت أنني داخل مصعد ما 
عدلت من هندامي (الأنيق سلفًا) واستدرت لاخرج إلى ردهة جمعت بين اللون الأسود والزجاج الشفاف

مشيت في طرقة واسعة نسبيًا وعرفت أنني متوجهة لمقابلة هامة لكن لم يكن بنفسي مثقال ذرة من توتر ( على غير عادتي) مررت بمكاتب عديدة جلس إليها شباب سود الشعر يعملون بميكانيكية شديدة على أجهزة غريبة الشكل لكنى كنت أعرف أنها أجهزة كمبيوتر ..كانت توجد شاشات عملاقة معلقة ، كانت صامتة كالمكاتب والجالسين إليها، وكانت تعرض حروفًا عربية غير متصلة 
لم أتوقف لأتامل المكان إذ كنت معتادة على اجتيازه والتعامل معه طوال الوقت 

مضيت في طرقة زجاجية أكثر اتساعا من الأولى وكل ما حولى شفاف 
انظر تحت قدمي فلا أرى أرضًا .. بل ألواح زجاجية لا نهائية العدد يفصل بينها بشر 
لم اشعر بالدوار الذي ينتابنى عادة كلما أدركت انى اقف في طابق عال 
وقفت أمام باب ومدت يدى ففتحت بصمتى بوابة دائرية تنزلق للجانبين 

تقدمت  داخل غرفة خلت تماما إلا من جدران تحدها ، مضيت في ثبات نحو الجدار المواجه ومددت يدًا باردة اصافح بها يد انعكاسي التي سبقتنى بالامتداد من المرآة المقابلة.

No comments: