مش مستمتعة باى حاجة ولا حاسة بالاكسايتمنت اللى بيحس بيه اى حد بيعمل حاجة جديدة، او بيسافر برة مصر للمرة الاولى
قبل السفر مكنتش حاسة بحماسة خاصة بس كان فى اصرار عقلي خالص على انى اجى الورشة دى ،عشان السبب المذكور عاليه : قلت لنفسي : معدتش بحس بمشاعر جيدة ناحية حاجة ويمكن لما اسافر وامر بخبرة جديدة الامور تتغير
بس ادينى جيت اهو بقالى حوالي تلات ايام فى برلين .. ولا جديد تحت شمس برلين الطيبة
اليوم الاول :
يادوب بس جيت بعد ساعات طويلة مرهقة فى الطيران والترانزيت انا حتى مش عارفة عددها قد ايه بس فاكرة انه كانت هتفوتنى الطيارة لبرلين فى مطار اتاتورك
وحتى الموقف ده ولا حسيت فيه ولا بعده بانزعاج او انقباض ولا اى حاجة
فى تلاجة جوا صدري
لما وصلت اتفرجت على المدينة من العربية واتفاءلت بالأخضر الكتير اللى فى كل حتة
وصلت الاوتيل نمت وصحيت اخدت دش ونزلت العشا ده
طول العشا كالعادة كنت ساكتة وكل الناس بتسوشيلايز، وانا زى العادى بتاعي قاعدة فى قوقعتى، بس اتفتحت احاديث معرفش دخلت فيها ازاى عن الترجمة والادب العربي والفسلفة، اكيد انا كنت مسئولة عن الجزء الخاص بالادب العربي وجزء كبير من النقاش حوالين الترجمة والمدارس الفسلفية الالمانية لان الكلام عنها اتفرع من الكلام عن الادب العربي
الجزء الصعب كان الكلام عن الثورة المصرية
الكلام عن الثورة برا مصر مرهق زى ما هو جوا مصر
عاوزة انوت ان من اول ليلة لاحظت اننا كلنا مختارين من (السو كولد) العالم الثالث ، مثير جدا ( او المفروض يكون مثير جدا ) ان اساطير تمويل الثورة المصرية من الخارج عابرة للحدود والقارات
يعني الموقف كالتالي: معانا واحد من أوكرانيا اسمه مصطفي مامته من إيران وباباه من افغانستان واتربي فترة ف افغانستان وبعدين شوية فى روسيا وبعدين هو بقى اوكراني وكدة يعني
على ترابيزة العشا انا ومخرجة تونسية اسمها يمينة مشري قعدنا نتكلم شوية عن الثورات في بلدانّا والمسارات المش مفهومة اللى الثورتين ماشين فيهم
مصطفى اتدخل وسألنا بنتكلم بأي لغة وقلنا العربي ويمينة وضحتله اننا بنتكلم عن الثورات في بلدينا، وهو راح ربنا مقدره بعد ما هرش في راسه يرمي في وشي سؤال بيقول: هو تعثر الثورة في مصر ليه علاقة بتعثر وصول فلوس التمويل اللى جاي من برا؟
الله يخرب بيتك يا طنطاوي: قلتها بالعربي بصوت واضح قبل ما اوضحله ان دى اسطوره واشرحله تكنيكات دعاية ليها علاقة بالاقاويل الشبيهة حوالين الثورة في مصر وعرفت من يمينة انها بتتقال تبيكال في تونس كمان
الحوار كان مرهق
مرهق
مرهق
وانا اصلا متعبة جدا
على كل انا اصلا مش جاية اكتب عن كدة
المهم بعد العشا سبتهم ورحت اشتري مية وعصير ، في حاجة قرفتنى بمعنى طلعت عيني بشكل شخصي الالمان مبيعترفوش بالمية بتاعتنا دى مبيشربوش الا السباركلينج ووتر المية الفوارة تقريبا بالعربي مش متاكدة من الاسم بالعربي
المهم
هم عندهم نوعين نوع خفيف ونوع حاد والاتنين بالنسبة لواحدة زيى بتشرب من الحنفية حاجة منفرة، مهماش مية اصلا وانا عاوزة ميه
رحت اجيب ميه واتمشيت في الشوارع الفاضية تماما الساعة عشرة
المحلات هنا بتقفل تمنية وتسعة، وتتبقى محلات هم بيعتبروها صغيرة بس هى بالنسبة للمكان اللى انا جاية منه مش كدة طبعا
كانت تمشية لطيفة بس رجعت بعد حبة صغيرين مكنش عندى حماس للمشي والاستكشاف
تاني يوم بقى هو الاهم والفارق بالنسبة لى، ادركت ده لما جت لحظة الكتابة دلوقت
امبارح اللى هو اليوم التاني بدا اول حاجة فى الورشة اللى انا هنا عشانها،
كان عندنا تلات سيشنات سألت فيهم كتيييييييييييير ، كنت محتكرة الحديث تقريبًا بس اللى جه في بالى دلوقت وانا بكتب ان شغفي القديم بانى اتعلم كل حاجة واعرف كل حاجة كان بيتحرك بدون عاطفة على الاطلاق، كنت بمارسه بدون تخطيط ولا قرار مسبق انى اعمل كدة انى اسال واعرف
بس المهم وانا بسترجع اللى حصل دلوقت وانا بكتب الكلام ده فى المطعم اللى انا فيه دلوقت ( بيلعبوا اغنية شيرل كرو the first cut is the deepest ) وانا بسترجع اللى حصل فاكرة كويس انه في العادي لما كنت بعمل ده زمان كنت بحس باكسايتمنت جبارة وانا بتعلم وانا بعرف جديد ، امبارح بقى مكنتش حاسة بدة خالص، كنت بسأل وكأني بس بسأل عشان العادي بتاعى ان أسأل ، مفيش اى شغف او متعة، ولا النشوة اللى بحس بيها عادة مع كل معرفة جديدة
عارف: تخيل مثلا لو انت شخص بيحب الاكل جدا او اى حاجة حسية فى العالم، ولما تيجى تتعامل معاها بتحس بانتشاء عظيم، ده اللى كان التعلم بيعمله ليا لحد وقت مش بعيد
ده معدش موجود خالص
ده النقطة الفارقة بالنسبة لى
انا مش بس فقدت قدرتي على الاحساس بالاشياء او استيعاب التجارب الجديدة على نحو مختلف، انا بقيت في حالة تبلد تام
بالليل بعد ما قعدت اشتغلت كتير جاتلي رسالة بتقول ان الشغل اللى انا موحولة فيه معادش مطلوب، ومعادش له أي لزمة اللى انا قعدت اعمله طول اليوم
وكان يوم كئيب وكنت الليلة اللى قبلها سهرت افكر كتير في مسألة شخصية خلت مودى زى الزفت، وده خلانى كرانكي جدا طول اليوم امبارح
وجه موضوع الشغل كمل عليا
كان الوقت اتأخر وكنت عاوزة اكل
نزلت ورحت مطعم تركى كدة ورا الاوتيل بيعمل اسوأ ساندوتشات شاورمة في العالم ، اوحش من ساندوتشات جاد الحسين
اكلت وجبت كولا وقمت بعدها قررت اروح مكتبة سمعت عنها اشترى حاجة معينة، كنت دورت عليها كتير قبل ما اجي وعرفت من الانترنت ان هلاقيها هناك
مشيت وكان الطريق طويل ويتوه
وفي السكة قابلت واحد من السكين هيدز هو مش اقرع بس تصرفات السكين هيدز
لسة بقوله
excuse me sir do you know where to get to .....
وانا بتكلم كويس، يعنى الجملة اتنطقت كدة في ثانية ونص او اقل، راح شاخط فيا قبل ما اكمل وقاللى NO
واداني نظرة مرعبة وسابني ومشي
كانت حاجة زفت
وبالرغم من كدة مغضبتش من جوا ، كنت لسة فى نفس المود الكرانكي، مندهشتش،.. هزيت كتفي ومشيت ودورت على حد تانى اسأله
معرفش هستمر في حالة البلادة دى قد ايه
ولا هى بقت ابدية
بس انا مفتقدة جدا انى اكون بنى ادم مفتقدة انى احزن واعيط واغضب وافرح واتحمس واتكسر
معرفش اعمل ايه عشان ارجع لكل ده
بس بصبر نفسي واقول
That's life
يمكن بكرة الدنيا تتغير .. يمكن