قبل إعلان النتائج
النهائية للفرز خرج أحمد سرحان منسق الحملة المركزية للفريق أحمد شفيق بتصريح
ابرزته خدمة التدوين المباشر لصحيفة الجارديان البريطانية يقول فيه « الآن انتهت
الثورة».
التصريح الذي جاء
على رأس صفحة التدوين المباشر عن الشرق الأوسط في الصحيفة الإنجليزية واسعة الإنتشار
والتي تحظي بمصداقية كبيرة جاء مساندًا لحقائق معروفة تتعلق بالتوجهات السياسية
للكتلة المساندة رئيس الوزراء الأسبق، فعلى شبكات التواصل الاجتماعي كانت مجموعة
«أنا آسف يا ريس» وائتلاف الاغلبية الصامتة المعروف ايضًا بمساندته للرئيس المخلوع
وعدائه للثورة الشعبية التي قامت في يناير 2011 هما أكبر الصفحات الداعمة للفريق
ويشكل عدد كبير من اعضائهما كتلة داعمة للفريق في حملاته الدعائية ولقاءاته
الجماهيرية.
موقف الفريق الذي
احتل منصب قائد قوات الدفاع الجوي ثم وزير الطيران المدني قبل أن يختاره مبارك
لإنقاذ ما يمكن انقاذه عشية موقعة الجمل الشهيرة ليكون رئيسًا لوزرائه، كان دومًا
موقفصا متذبذبًا من الثورة. فشفيق الذي صار لاحقًا صيدًا سهلا لأسهم السخرية
الموجهة من مؤيدي الثورة، افتتح خطابه السياسي أثناء رئاسته للوزراء بالسخرية من
الثورة والمشاركين فيها، أنكر شفيق في البداية ان تكون تلك التظاهرات التي غزت
شوارع المدن المصرية ابتدءا من الخامس والعشرين من يناير ثورة قائلاً « مش ثورة
طبعًا»، لم يظهر شفيق اهتمامًا بعداء قطاع كبير من الثوار له بعد انهاء ولاية
الرئيس المخلوع، وصرح في الثاني من مارس مع
استمرار الاعتصام المحدود ضده في ميدان التحرير
خليهم قاعدين هجيبلهم بونبوني وحلويات كمان».
تكررت تصريحات
وزير الطيران ورئيس الوزراء الأسبق التي تعد بالاستقرار وتشديد القبضة الأمنية
مغازلاً ناخب غزاه الرعب من «الانفلات الأمني»، والاقتصاد الذي تؤكد تصريحات السلطة
التنفيذية « الحكومة والمجلس العسكري» ومعهما اجهزة الإعلام أنه يقف دائمًا على
حافة الانهيار. حتى إن صحيفة نيويورك بينما تقدم الفريق أحمد شفيق لقارئها في
افتتاحيتها لتغطية نتائج السباق الرئاسي صباح الجمعة قالت أنه الرجل الذي وعد بوقف
المظاهرات وتعزيز سلطات الامن.
قضي شفيق حياته
العملية كلها بالقرب من أروقة السلطة، فقد عين ضابطًا بقوات الدفاع الجوي في فترة
حرب الاستنزاف، ورغم تاكيدات مجموعة مؤرخي الحرب انه لم يشارك في المعارك الجوية
الكبري، إلا انه لا يمكن إنكار أو إثبات دور له خلال حرب الاستنزاف التي امتدت منذ
احتلال سيناء في 1967 وحتى تحريرها في 1973. وخلال تلك الفترة كان شفيق بحسب
تصريحاته وتصريحات مؤيديه من الضباط المقربين للفريق محمد حسني مبارك قائد القوات
الجوية وقتها، ورئيس الجمهورية لاحقًا.
احتفظ شفيق البالغ
من العمر 72 عامًا بصداقة يعتز بها مع الرئيس السابق الذي عينه ملحقصا عسكريصا
بالسفارة المصرية بروما عام 1984 ليكتسب خبرة دبلوماسية قصيرة انتهت بعد عامين
بعودته للقوات المسلحة ليتدرج في وظائف قيادية بها حتى أسماه مبارك بصفته قائدًا
أعلى للقوات المسلحة كقائد لسلاح الطيران عام 1991. ثم قائد القوات الجوية عام
1996.
اختاره مبارك
وزيرًا للطيران المدني عام 2002 خلفًا للمشير مجدي الشعراوي. وظل شفيق في موقعه
الذي يتهم بارتكاب مخالفات مالية عديدة فيه حتى عام 2011 الذي اختاره مبارك فيه
رئيسًا للوزراء بعد الإطاحة بأحمد نظيف، بهدف تهدئة التظاهرات واحتوائها.
شارت مئات النشطاء
فى اعتصام محدود ضد استمرار شفيق في منصبه كرئيس للوزراء ليلة السادس والعشرين من
فبراير 2011 وبعد مطاردات من قوات الشرطة العسكرية لفض الاعتصام عاد حوالى 500
ناشط للاعتصام في الليلة التالية للمطالبة بإزاحة رجل مبارك عن السلطة، ونجح
الاعتصام المحدود مدعومًا بمساندة غعلامية في دفع شفيق للاستقالة خلال أيام سخر
خلالها من معارضيه، وعاد رئيس الوزراء الأسبق ليعلن اعتزامه الترشح للرئاسة في
سبتمبر الماضي دون ان ينسي ثأره مع متظاهري التحرير الذين توعدهم بتصدي القوات
المسلحة لهم في حال الاعتراض على فوزه.