Monday, August 18, 2008

بين الداخل والخارج




بين الحين والاخر ينزلق واحد من الاخرين خارجا يرفع البوابة قليلا لتنسل بعض الضوضاء والصخب من الخارج قبل ان يتجرا ويكمل الانزلاق

وبعد حين ينفتح الباب لينزلق اخر صغير داخلا مغلقا الباب بينما تجلس هى منزوية فى الركن تضع يديها على اذنيها كلما فتح الباب ليسمح بدخول احدهم او خروج اخر

كل فترة يدخل صغير جديد يرقد فى الداخل بعض الوقت منتظرا اكتمال النضج وبعد لأى يندفع بفضول عارم كى يفتح الباب هذه المرة لا كى يتلصص بل كى ينسل خارجا منضما الى كل هؤلاء الصاخبين فيما ترقب هى من زاويتها دخول البعض او خروجهم

تنظربحذر الى الضوء الملوث الذى يتسلل كلما فتح الباب

احيانا ما كان يدفعها الخارجون فى طريقهم كى يقذفوا بها بعيدا عن النطاق الذى تأمن فيه فيطاوعهم تجسدها ضعفا منه لتقف على الحافة وقد وقعت احدى قدميها فى الخارج فيما بقيت الاخرى داخل الصدفة تنتظر انتهاء تدافعهم وحين يهدأ الزحف تعيد القدم الخارجة وتعود الى ركنها الهادئ ثانية

مرت فترة كان الخارجين فيها اكثر من الداخلين تشيخ هى وتهرم فيما يسرع الصغار القليلون الى الهروب خارجين بينما لم يكتمل نضجهم بعد

الان
صارت الوحدة غير محتملة
والهدوء ثقيل يجثم على صدرها

تنهض تدور فى المكان قليلا


تتجه نحو باب الصدفة المغلق ترفعه قليلا قليلا
بحذر شديد


تشرد طويلا


تتردد قليلا

ثم تمد قدما نحو الخارج


----------------------------------------------------------
اللوحة لادوارد مونتش - الصرخة

2 comments:

blackcairorose said...

ولكن من يستطيع بعد مرور السنوات أن يترك نعيم الكسل والركود والاعتياد الى جحيم التعرف والتجربة وصخب الجديد؟

أحمد said...

الحياة ليست إلا موت طويل !