
بين الحين والاخر ينزلق واحد من الاخرين خارجا يرفع البوابة قليلا لتنسل بعض الضوضاء والصخب من الخارج قبل ان يتجرا ويكمل الانزلاق
وبعد حين ينفتح الباب لينزلق اخر صغير داخلا مغلقا الباب بينما تجلس هى منزوية فى الركن تضع يديها على اذنيها كلما فتح الباب ليسمح بدخول احدهم او خروج اخر
كل فترة يدخل صغير جديد يرقد فى الداخل بعض الوقت منتظرا اكتمال النضج وبعد لأى يندفع بفضول عارم كى يفتح الباب هذه المرة لا كى يتلصص بل كى ينسل خارجا منضما الى كل هؤلاء الصاخبين فيما ترقب هى من زاويتها دخول البعض او خروجهم
تنظربحذر الى الضوء الملوث الذى يتسلل كلما فتح الباب
احيانا ما كان يدفعها الخارجون فى طريقهم كى يقذفوا بها بعيدا عن النطاق الذى تأمن فيه فيطاوعهم تجسدها ضعفا منه لتقف على الحافة وقد وقعت احدى قدميها فى الخارج فيما بقيت الاخرى داخل الصدفة تنتظر انتهاء تدافعهم وحين يهدأ الزحف تعيد القدم الخارجة وتعود الى ركنها الهادئ ثانية
مرت فترة كان الخارجين فيها اكثر من الداخلين تشيخ هى وتهرم فيما يسرع الصغار القليلون الى الهروب خارجين بينما لم يكتمل نضجهم بعد
الان
صارت الوحدة غير محتملة
والهدوء ثقيل يجثم على صدرها
تنهض تدور فى المكان قليلا
تتجه نحو باب الصدفة المغلق ترفعه قليلا قليلا
بحذر شديد
تشرد طويلا
تتردد قليلا
ثم تمد قدما نحو الخارج
----------------------------------------------------------
اللوحة لادوارد مونتش - الصرخة
2 comments:
ولكن من يستطيع بعد مرور السنوات أن يترك نعيم الكسل والركود والاعتياد الى جحيم التعرف والتجربة وصخب الجديد؟
الحياة ليست إلا موت طويل !
Post a Comment