Saturday, September 6, 2008

بخصوص النشر الورقى للمدونات



استضافت ساقية عبد المنعم الصاوى مؤخرا حفل توقيع العدد الثانى من سلسلة مدونات مصرية للجيب الصادر تحت عنوان " مصر فى قطعة جاتوه "


وياتى صدور الكتاب بعد ثلاثة اشهر من صدور العدد الاول والذى رافق ظهوره كتاب اخر صدر فى ذات الاسبوع تحت عنوان "عندما اسمع كلمة مدونة" ليضم الكتابان مجموعات متفرقة من التدوينات " المقالات " المنشورة على عدد من المدونات المصرية الشهيرة ويتجدد بصدورهما الحديث حول عدد من الاشكاليات التى كان بعضها قد طفا على السطح عندما قامت دار الشروق باول تحرك فى اتجاه نشر ما يكتب بالمدونات من خلال كتبها الثلاث المعنونة بـ "مدونات الشروق " ؛ منها مايتعلق بما يراه بعض المدونين والنقاد الذين تعرضوا للكتب الثلاث الاولى نزعًا لهذه الكتابات " التدوينات " من سياقها المرتبط بوسيط النشر لوضعه فى وسيط اخر بما فى ذلك عزلها عن السياق العام للمدونة وما ينشر فيها وكذلك الاطار الزمنى لنشر هذه الكتابات .


غير ان الكتابين اثارا الى جانب هذا ما يراه بعض المدونون "تكريسا للارتداد الى الخلف" حسبما ذكر المدون " محمد جمال" فى مدونته " تخاريفى " تعليقا على صدور الكتابين ، بعد ان كسر النشر على المدونات فكرة احتكار الوسيط الورقى للابداع والكتابة فى اشكالها المختلفة " الابداعية او ذات السمة الصحفية " ، ليأتى نشر المدونات نفسها على الورق ليشهد بفشل "غير حقيقى " لوسيط التدوين فى الوصول الى الجمهور ، ويتساءل محمد جمال فى حديثه للموقف العربى : بأى حق يتم اطلاق مسمى مدونات مصرية على المدونات المختارة فى السلسلة " سلسلة مدونات مصرية للجيب " فلا هذه المدونات ممثل حقيقى للاتجاهات المختلفة فى التدوين المصرى ولا هى معبرة عن منهج التدوين نفسه بافتقادها للتفاعل الذى تقتضيه عملية التدوين ، ويرى محمد جمال ان هذا المشروع حتى لو لم يكن يضر بحركة التدوين نفسها فيكفيه انه استغلال للمواهب الموجودة فى فضاء التدوين لنشر كتب باقل تكاليف ممكنة ليحقق الناشر مزيد من الارباح وهذا فى حد ذاته يضرب فكر التدوين فى مقتل – والحديث مازال لمحمد جمال – حيث ينطلق التدوين من اتاحة الفكر بلا مقابل كما ان لجوء المدون لوسيط نشر اخر يعنى عدم اعترافه بجدوى ما يفعل " جدوى عملية التدوين " .

ويشترك مدونين اخرين معه فى الراى الذاهب الى ان زيادة اقبال دور النشر على طرح المدونات فى كتب يجرى بيعها للجمهور " تسليعا " لفكرة التدوين القائمة على طرح الافكار والمعلومات والابداع الخاص بالمدون للجمهور بلا مقابل ، وهو الاتجاه الذى يرفضه بعض من يمارسون التدوين ويقبله بعضهم الاخر ومن بينهم الشاعر محمود عزت " صاحب مصطلح التسليع" .


ففى تدوينة له معنونة بــ " خضرة الشريفة " تحدث محمود عزت عن "تسليع التدوين" والاراء المتناثرة حول هذه الفكرة منذ صدور مدونات الشروق رائيا ان الاستغلال التجارى للمدونات ليس امرا يحسب على اصحابه ومنبها لضرورة توجيه الحوار نحو مناقشة اهمية ما يجرى اختياره للنشر وتاثيره ، وذهب الى ان نشر المدونات على الورق هو تسويق لفكرة التدوين لدى الاجيال التى لا تتعامل مع الحاسب الالى والانترنت وترغب فى الاطلاع على هذا الشئ المسمى بالمدونات على حد تعبيره.


ومن اللافت ان احد التعليقات على ما كتبه " محمود عزت " قد تناول العديد من القضايا المرتبطة بما اسماه بتسليع التدوين حيث تحدث " محمد السيد حسن " عن تجريد المدونات من خصائصها بتحويلها الى مقالات منزوعة من سياقها الحقيقى على المدونة نفسها مشيرا الى ما قام به ناشرا الكتابين الاخيرين باختيار تدوينات متفرقة من مدونات متعددة ونشرها فى كتاب واحد فى حين قامت دار الشروق بنشر المدونة كاملة بين دفتى الكتاب ، وراى محمد حسن فى تعليقه ان هذا حول التدوينات الى مقالات انفعالية سطحية على عكس ما هى عليه فى اطارها الطبيعى داخل المدونة مما يعطى القارئ الغير مطلع على المدونات فكرة خاطئة حول من يكتبون فيها رافضا مات ذهب اليه احد ناشرى الكتابين من ان فكرة النشر رسالة موجهة الى الاجيال الاكبر سنا بان " شباب مصر بخير " وهو ما راه مبالغة زائدة فلا المدونين عينة ممثلة للشباب المصرى ولا من جرى اختيارهم عينة ممثلة للمدونين.


وعلق كذلك على ما راه استغلالا للمدونات من قبل الناشرين لكونها " تقليعة " على حد وصفه تضمن الربح للناشر.

وبالنظر الى وضع الكتابين الاخيرين نجد انهما ضما تدوينات ليست ذات طابع ادبى كما فى الكتب الثلاث السابقة مما يجعل استبعاد سمة هامة فى المدونات كتوقيت النشر وتاريخه عاملا مؤثرا فى تلقى القارئ لهذه المقالات المنشورة .

كما اثير عقب حفلى توقيع الكتابين قضية معيار اختيار تدوينات بعينها ومدونين معينين لنشر كتاباتهم ورقيا ، ففى حين ارتكز كتاب عندما اسمع كلمة مدونة الصادر عن دار العين على نشر تدوينات لعدد من الاسماء الشهيرة ومن بينها الشاعر احمد فؤاد نجم والفنان خالد الصاوى بالاضافة لعدد من المدونين المشاهير العاملين بمجال الصحافة الادبية وكتاب القصة والرواية ومنهم الكتاب طارق امام ونائل الطوخى ومحمد صلاح العزب واحمد الفخرانى وغادة عبد العال التى نشرت تدويناتها فى سلسلة مدونات الشروق تحت عنوان "عاوزة اتجوز" وغيرهم ؛ إتجه كتاب مدونات مصرية للجيب للنشر لعدد من المدونين الذين لا تحظى مدوناتهم بذات الشهرة رغم عدم وجود فكرة محددة تضم المقالات المختارة ، مما اثار التساؤلات حول معايير الاختيار فى ظل تحول هذا الكتاب لسلسة تنشر كتبها تباعا لم يعلن اى شئ عن سياستها فى اختيار التدوينات او الافكار المبنى عليها الاختيار .


وقد ثار هذا خلال حفل توقيع الكتاب الاول من سلسلة مدونات مصرية للجيب الذى استضافته مكتبة عمر بوك ستور حين تساءل "د. ماجد فرج " – احد الحاضرين – عن معيار الاختيار للنشر فى هذا الكتاب وان كان خاضعا لمعارف وصلات شخصية او مرجعيات سياسية معينة وهو ما لم يجب عنه اى من المشرفين على الكتاب ، مما يدع السؤال حول معايير النشر الورقى للمدونات معلقا مع ما يحمله هذا من اشارة لاعتراف بمدونات دون غيرها او اعطاء نظرة مغلوطة للمشهد التدوينى فى مصر بتسييد وجود إتجاهات فكرية وسياسية معينة دون غيرها لكونها تتفق مع ميول الناشرين و ما يحمله هذا من توجيه انظار المتابعين ممن لا يتعاملون مع المدونات عبر وسيطها الاصلى " الانترنت " نحو تبنى مفاهيم معينة نحو حركة التدوين المصرية قد تبتعد عن الواقع بعدما تخطى عدد المدونات المصرية ثمانية الاف مدونة مسجلة على مجمع العمرانية احد اشهر مجمعات المدونات المصرية ومع عدم وجود دراسات موسعة تستكشف المشهد التدوينى المتسع ودائم التبدل.


نشر بالموقف العربى 2 سبتمبر 2008 " بتصرف"**

16 comments:

بنت القمر said...

صباح الفل
===========
شوفي هو الموضوع ليه كذا شق وانا ها اتكلم عن تجربتي
المرة الاولي اللتي نشر لي ورقيا كان عبر جريده اسمها الاسرة العربيه
الحقيقه كانت تجربه سيئه ومحبطه جدا فقد ارسلت تدوينات محدده اعتبرها مميزة و معبره عني ولكن الناشر اثر ان ينشر ما يراه هو مناسبا لخط الجريده ونشر ما يروق له
ويعتبر ما نشر سرقه واضحه لا لبس فيها
النشر الورقي الثاني في مدونات مصريه للجيب
في قصه قصيره حددتها انا ضمن خمس تدوينات تم اختيارها منهم
ولا غبار علي هذة التجربه لان ما نشر نشر بارادتي الحرة
يتبع

بنت القمر said...

بالنسبه لقضيه التسليع
=======================
اعتقد ان
ما ننشره هنا ردا علي محمد جمال
ان هدف التدوين هو ومن ضمن اهداف كثيره مثل التعبير عن الرأي واثبات الذات ايضا التواصل مع الاخرين
لانه اللي مش عاوز يتواصل مع الاخرين ممكن يكتب في اجنده ويريح روحه
او يقفل مربع التعليقات لكن سواء اخترتي الرد علي التعليق او عدم الرد
فأنتي تنتظري تعقيب الاخرين عليه
ورأيهم بالسلب والايجاب في ما كتبتي
ومن خلال الفترة منذ انشأت مدونتي الي الان لم اصادف الا مدونتين فقط الغت خاصيه التعليق نهائيا
امرأه تقول الذي لا يقال وافكارها المبعثره
اما الجميع فيتفاعل بشكال او اخر
اذن لا مبرر اطلاقا للتعالي فلي فكرة التواصل
اذا كان النشر الورقي يحمل فرصه اعرض للتواصل ولتري المواهب الشابه النور ويتعرف عليهم جمهور اعرض يبقا ايه المشكله؟؟
اذن مفيش استغلال من الدار
المنفعه متبادله تماما
كثير من المواهب التي اعتقد انها تفوقني{علي اعتبار ما اكتبه قد يحمل بذره موهبه}
تنبت وتذبل دون ان تري النور
لا يتعرف عليها احد ولا يقرأ لها احد ولا تحظي لامكانيه التواصل نفسها
اذن مفيش قانون بيقول اللي يدون لازم ينشر او اللي يدون مش لازم ينشر يبقي الامر منوطا بالرغبه الشخصيه لصاحب التدوينه ان يبقيها تحت الضوء او بعيدا وحسب احساسه الشخصي وارتباطه بما كتب

بنت القمر said...

قضيه الشهرة
==============
طبعا اتحفظ تماما علي حكايه الشهرة دي لانها نسبيه تماما انا كنت بقرا لغاده قبل ما تنشر لكن اعتقد اني قد لا ارغب في دفع فلوس لقاء كتابتها
علي العكس من غاده مع نفسي
يعني اعتقد ان الموهبه هنا متفاوته
والكتابه الشخصيه ذات الحس الفكاهي قد لا ترقي للكتابه الادبيه المغزوله تماما ككتابه مع نفسي
ويبقا الموضوع في اطار الذوق الشخصي برضه
الاسامي مثل طارق امام نائل الطوخي
فاعتقد ان شهرتهم نسبيه ممكن في الوسط الصحفي لكن علي عموم المدونين اعتقد انه ان الشهرة هنا نسبيه جدا في حين يعرف الكثيرين احمد شقير الذي نشر له في العدد الاول
لا اعرف شخصيا ابو خالد الذي لقبوه بأبو المدونين مع احترامي له! ولم لتعثر في مدونته يوما ما واعتقد ان الوسط التدويني ما زالت تحكمه الشلليه ويبدو كجزر منعزله مترابطه مع بعضها البعض فقط فيما يشبه شلل النوادي:))

بنت القمر said...

بخصوص بقا نكته مش دول المصريين
امال دول مين؟؟
انا اعرف بعض ممن نشر لهم من طنطا ومن القاهرة والاسكندريه واذا لم يكونوا معبرين عن عموم المدونين
وهو مين قال انهم او اننا عموم المدونين المصريين؟؟؟؟؟ّّ!!
كل مدون يعبر عن حاله خاصه
انا عن نفسي اعبر كمصريه عن نفسي وذاتي لست لسان لاي تيار سياسي ولا ديني ولا مذهبي ولا وطني لا اعبر الا عن نفسي احمل فقط افكاري الخاصه و موهبه قد يختلف عليها او ينكرها اي شخص بكل اطمئنان الكتاب اسمه مدونات مصريه للجيب
وليس المدونات المصريه يعني احنا جزء من كل مش مسئوليهتنا ان حد يعتبر الكتاب يضم عينات من الشعب ولا ممثلين عن عموم المصريين
ليه هو ده مجلس الشعب مثلا؟؟

بنت القمر said...

حكايه السياق بقا
==================
مش عارفه حاسه موضوع منزوعه السياق دي نوع من الفذلكه الفارغه
مفيش مدون ابدا بيكتب سياق واحد كأنه بيكتب روايه متصله الاجزاء ولا زعم ذلك
القليل فقط مثل نهي محمود تحمل كتابتها طابع ادبي بحت
ولكن لا توجد مدونه تحمل سياق واحد
الجميع يتنقل بين العام والخاص بين الادبي وبين الشخصي وبين التعليق علي الاحداث الانيه والتفاعل معها
يبقا منزوعه ايه بس؟؟
كل بوست هو طبخه مستقله ومنفصله لا تصلح الا ان تكون هكذا سواء عندي او عند شقير او نائل او القهوة العاليه او انا اخوان او اللي يعجبك
يبقا اذا كان صاحب التدوينه ودار النشر شايفين ان التدوينه دي كيان نستقل لوحده
يبقا ليه بقا يجي حد يقول لا دي منزوعه
الله اذا كان صاحبها شايفها متكامه ومستقله ومعبره عنه اذن الفذلكه هنا غير مستساغه ابدا
بس خلاص
:)))))))))
معلش انا رغيت كتير
وشكرا اني اخدت الفرصه دي

بنت القمر said...
This comment has been removed by the author.
Alexandrian far away said...

بصراحه وأختصار
عبر حياتي تعاملت مع تجار أخشاب وحديد وورق ومواد بناء ، لكني لم أجد أسوأ من تجار الكتب الذين يحملون الأسم الحركي (ناشرين) هم يتعاملون مع الكتب كأنها صناديق صابون أو كراتين شيبسي
كله في السبوبه
ما يغيظني أن الناس قبلت تنشر ببلاش

حرام عليكم نفسكم

بنت القمر said...

يا ملهم قصتي الاولي المنشورة ورقيا_ رحيل السيد ميم _اعدك ان النشر الثاني لي لن يكون مجانا
!فقط انتظره

Alexandrian far away said...

نهار أسود
هي البتاعه دي أتنشرت فعلا؟
صحيح فعلا هما بتوع صابون

بنت القمر said...

يا فتاح بلا مفتاح
=============
طب والله الصابون عندهم كويس جدا في
للغسيل وفي للوش وفي للبلاط:)
شخص مهم جدا في الدار قال انه في مسرحيه منشورة في البلوجر افضل من قصتي بكتير
اسمها ابله ابتسام تخرج من قبرها
لالا
اعتقد لا تحزن فلا احد مش عارفه ايه
بيقولوا عنها ممتازة جدا ها يجننوا ويعرفوا المبدع اللي كتبها
!! وعاوزين ينشروها بيدوروا علي صاحبها وها يدوله كرتونه صابون مشكله
تعرفش صاحبها مين؟؟!!

Azza Moghazy said...

هو انا اسيب المدونة شوية وارجع الاقى شياط
؟؟؟؟؟
انا مش فاهمة حاجة
هو فيه ايه؟

Alexandrian far away said...

مممم
تلقيح على أبله ابتسام
ممنوع تيجي البلوج سفير تاني من غير ولي أمرك
هاهاها

Alexandrian far away said...

أما على الصابون فالحقيقه أحنا محتاجين مصنع صابون بحاله عشان ابله ابتسام تزحلق تقل الدم والركاكه المتكومه على الأنترنت

وبرضه ما تجيش تاني من غير ولي أمرك

Alexandrian far away said...

معلش بقى يا استاذه عزه
سامحيني
السحور عندك الليله دي
والغسيل برضه
:-)

بنت القمر said...

انت اللي بديت جر شكلي... خلاص براحتك
وانت اللي بديت تلقيح علي تجار الصابون والشيبسي ومحدش معلق غيري
خلاص
وانت اللي قلت علي ابداعي العظيم بتاعه!! خلاص انت اللي جبته لروحك وعموما اذا كتابه العايدي مليطه يبقا اكيد كتابتي بتاعه!!
بس بجد لو عاوزني اتوسط لك ينشروا لك المسرحيه والله مفيش مشكله ده حتي حضرتك وش السعد عليا برضه
واهو برضه كرتونتين صابون ينفعوا في
البيت
تحياتي يا مبدع

Alexandrian far away said...

طيب بجد وبشرفي
أنا لم أعلم أو أتخيل أن البتاعه بتاعة حضرتك كانت منشوره في البتاع ألي نشروه عن المدونات ده
أنا عارف أن الكتالبين أردأ وأفشل من بعض برأي ناس كتير
لكن الحقيقه أنا ما عنديش وقت أضيعه في قراية حاجات زي دي
فمعلش هي جت فيكي غلط

وبرضه أنا حأسامحك
أنتي زي بنتي