Sunday, June 6, 2010

نعم للتطبيع .. نعم لازدراء الاديان 3



اودعت تدوينة الامس كل خواطرى الغاضبة عن الهاء الناس لانفسهم بقضية التطبيع 
اعتقد اننى اليوم اقل غضبا 
فلظروف شخصية خاصة اعتقد انه ليس بى طاقة اصلا كى افجرها هنا لهذا ولانه صار لزاما على ان اكمل ما بدأت .. اسمحوا لى ان اشير لبعض النقاط لانهاء هذا الموضوع او للدقة لانهاء ذكر افكارى حول موضوعى ازدراء الاديان والتطبيع

انا لدى مشكلة حقيقية مع الاستهانة بافكار الاخرين ومعتقداتهم 
وارى فى هذا خطأ كبير لهذا لدى مشكلة كبرى مع قضية ازدراء الاديان هذه فانا ارفض ان يقوم احدهم بالسخرية من معتقدات الاخرين مما يجعلنى حتما لست من مؤيدى ما يسمى بازدراء الاديان 
ولكن فى الان ذاته اليس من حق كل شخص لا يؤمن بعقيدة او فكرة ما ان يعبر عن افكاره نحوها بحرية؟. وخاصة ان كان اتباع هذه العقيدة او الفكرة حريصون حرصنا على تشويهها والصاق كل نقيصة انسانية بها 

مشكلتى مع موضوع ازدراء الاديان هذا انه : 1- ينفى حق المختلف معى عن التعبير عن اختلافه ولان مصطلح الازدراء هذا مطاط للغاية فاين يمكننا ان نرسم الخط الفاصل بين السخرية من تصرفات اتباع المعتقد التى يلصقوها بهذا المعتقد ، والسخرية من المعتقد نفسه ؟
من يملك الحق فى الحكم والى اى مدى ؟
2- ان موضوع ازدراء الاديان هذا ليس بكل تلك الاهمية التى نسقطها عليه ونلبسه اياها وان هذه المسألة وغيرها مما يتعلق بالدين صارت احد اهم العوامل التى يتم من خلالها شغل الناس. ويترافق معها كل ما له علاقة بالجسد وفضائحه " انظر نواب مجلسنا الموقر وهم ينتفضون ضد افلام خالد يوسف باكثر مما ينتفضون لغرق او حرق او غياب الخدمات الاساسية عن المواطنين" نحن لدينا قضايا اهم بكثير من :من على علاقة بمن ولماذا قتلت سوزان تميم ومن سب دين من فارجوكم ارحمونا 

اما فيما يتعلق بالتطبيع وهو قضية شائكة اكثر من ازدراء الاديان 
فمثقفونا الاعزاء يتسامحون مع ازدراء الاديان ويرون فيها حرية تعبير لكنهم ينتفضون ويثورون عندما تلوح كلمة اسرائيل فى الافق
فى القضية الاخيرة التى اتهم فيها الفنانين خالد حافظ ووائل شوقى بالتطبيع والبذاءة لم املك الا ان الاحظ ان ثورة المثقفين ضد الكلمة التى استخدمها حافظ ذهبت فى الاتجاه المضاد تماما عندما رفع بعض المحامين قضية على الف ليلة وليلة .. لماذا ؟ لانها تحوى الفاظا بذيئة 
مؤتمرات وندوات وتصريحات واستطلاعات كلها ترى فى مصادرة الف ليلة وليلة اعتداء على التراث وان هذه الكلمات متداولة وموجودة فى الاحاديث النبوية وكتب التراث. اذن هل ينفى هذا البذاءة عن هذه الكلمات؟ هل سيقوم اى من هؤلاء المثقفين الثائرين بكتابة كلمة مثل
fuck  
بمنطوقها العربى البذئ فى مقالاتهم ؟ لماذا دافعوا عنها اذن .. ولماذا ثاروا على خالد حافظ؟
الخلاصة انى الوم انشغالهم بهذه القضايا عوضا عن الانشغال بامور اهم 
الوم انعزالهم داخل قواقعهم الخاصة وهم يظنون انهم بذلك يحمون قيم وثوابت لا يعرف احد حتى مدى الاتفاق الشعبى الذى يدَّعونه حولها 
الوم التكلس وعدم القدرة على التعامل مع الواقع والقدرة على مراجعة الافكار والمفاهيم المطاطة بطبعها وفقا لكل راهن جديد 
الوم تمسكهم بوهم حاجة اسرائيل الى اعترافهم كى تكتسب شرعيتها وانسحابهم المؤلم من الواقع وعدم وعيهم بالقضايا الحقيقية حتى فيما يتعلق بفلسطين التى نسوها وصاروا لا يرددون اسمها 

التكلس هو ما يقتلنا ولا ينحصر التكلس فيما يرددونه من غياب الشباب وكل هذا الكلام الفارغ فالشباب موجود لكنه للاسف بات يحمل تكلسهم ذاته 
يفكر وفقا لتابوهاتهم ،لا يبدع،  ويتبع ذات اساليبهم والخروج لديه عليهم هو التمرد التام على كل ما يظنونه ثوابت فتكون النتيجة هو ظهور اميرة طاهر مثلا ومن يفكرون مثلها 

انا اختلف معها تماما فى كل ما تذهب اليه 
واعدها مخطئة فى نهج تفكيرها ولكن بنظرة هادئة اجدها تفكر تماما كراغبى ازالة اسرائيل من الوجود ممن يظنون ان مجرد عدم اعترافهم بها كفيل بازالتها 
فقط هى تستخدم ذات النهج فى التفكير ولكن فى الاتجاه المضاد  

اعتقد انى ساصدع رأسكم قريبا برأيى حول المعارضة الشابة سواء المعارضة السياسية او تلك التى تتلبس صبغة اجتماعية قيمية مغايرة

وكقضية ازدراء الاديان او الاتهام بمجافاة الاخلاق والقيم يصادر رافضوا التطبيع على حق سواهم فى التفكير وتبنى موقف مختلف وحريته فى الحياة وفقا لقناعاته وان اختلفت تلك القناعات عما يرونه 
وكمن يتهمون الاخرين بمجافاة القيم العامة وازدراء الاديان ينشغلون فى قضايا هامشية لا يوجد اهمية حقيقية واثر حقيقى لها على حياة الناس بل يستمرون فى تناول مخدراتهم الفكرية ويروجونها بين الناس لينشغلوا بتلك الفقاعات الفكرية ذات الصبغة السياسية عن مشكلاتهم الحقيقية 

التطبيع وازدراء الاديان والبذاءة ومخالفة القيم كل هذه القضايا التى يتم فيها مهاجمة افراد استخدموا حقهم فى التفكير المختلف والخروج عن الخط " حتى لو بشكل خاطئ فى رأيى ورأيهم "لا تخدم سوى الغياب عن القضايا الحقيقية والاحساس بتأثير زائف 

لهذا دعكم من الانشغال الدائم بالتطبيع 
دعكم من الانشغال الدائم بازدراء الاديان والقيم 
دعكم من ان تكتبوا وتكتبوا دون ان تفعلوا 
دعكم من تخدير الناس وتخدير انفسكم 
دعكم من التغييب يرحمكم الله 

2 comments:

Anonymous said...

المشكلة في من يريدون تقديس الأديان وتجريم فعل الازدراء أن هؤلاء لا مشكلة عندهم في إزدراء أديان هم لا يعترفون بها. فمثلا هناك من يدعون أنهم ضد إزدراء الأديان ولكنهم يسيئون للبهائية أو الهندوسية مثلا، وعندما تواجهيهم بذلك، يقولون هذه ليست أديان، والأديان هي الأديان السماوية فقط (من وجهة نظرهم الأديان السماوية تعني اليهودية والمسيحية والاسلام، لكن البهائية لأ). ولكن الواقع أن الهدف فكرة تجريم ازدراء الأديان هي فكرة تهدف للحجر على آراء الآخرين وتمنع كشف الحقائق التاريخية. فمن حق من شاء أن يقول مثلا أن دينا معينا قد انتشر بحد السيف بسبب أحداث تاريخية معينة، ولكن قد يعتبر أصحاب ذلك أن هذه إساءة تندرج تحت إطار إزدراء الأديان وأنه يجب معاقبة صاحب هذا الرأي، مع أنه مجرد رأي يدعمه صاحبه بأحداث تاريخية

الأديان (أيا كانت) هي معتقدات شخصية من حق أي إنسان إعتناقها واحترام رموزها، ومن حق أي إنسان أيضا أن يهاجمها وأن ينتقد رموزها، حتى لو وصل الأمر إلى الإساءة من وجهة نظر أصحاب الدين

عين فى الجنة said...

للاسف هذه هى بضاعة الاعلام والاعلاميين وسوف تستمر كذلك لانهم كلهم يؤمنون بأن الميديا سوق وان وسائل الاعلام ما هى الا مؤسسات تهدف الى الربح وان المهم كما يقول يسرى فودة ان تكتب
head line
وليس مهما ما تكتبه بعد ذلك
وقد يبدو ان هذا هو الاختيار الوحيدالمتاح ولنا ان نتخيل الصحف وبرامج التوك شو وباقى وسائل الميديا قد انخرطت فى قضايا ارتفاع معدل البطالة والتضخم و تلوث المياه وانتشار الامراض الى اخره من قضايا حقيقية تحتاج ليس فقط الى طرح ولكن لابتكار حلول وان بدل ما تستقبل منى الشاذلى احد نجوم المجتمع فانها تستقبل متخصصين فى طرح حلول للمشاكل المستعصية وقد تفعل ذلك ليلة او ليلتين ولكنها بالقطع وبعد انحسار الاعلانات عن القناة سوف تعود للقضايا الفقاعية
السؤال اذن لكى يا عزة ما هو الاسلوب التلفيقى الذى يرضى كل الاطراف فى وسائل الاعلام ؟ الطرف المهنى المحترف ( الذى يترك هواه خارج الموضوع )الذى يعد يبحث ويناقش قضايا الناس الحياتية الحقيقية ويعرفهم بها والطرف التجارى الذى يهدف الى الربح والشهرة؟
ملحوظة على جنب : برافو عليكى فى عرض استحالة كتابة الكلمات البذيئة فى زمننا هذا ونشرها وقبولها حتى لو وردت فى تراثنا الدينى او الثقافى كنت اود لو قرأ احمد عبد المعطى حجازى ما كتبتيه
وشكرا