اليوم ينشر لى فى الجريدة التى اعمل بها حوارٌ مع السيد محسن شعلان رئيس قطاع الفنون التشكيلية حول موقف القطاع من تداعيات واقعة اتهام فنانين تشكيليين اثنين بالتطبيع مع اسرائيل ،واستخدام الفاظ بذيئة ،الى جانب السخرية من الرموز الوطنية ومن الشعب المصرى والجيش والشهداء.
وبما انه بنشر هذا الحوار يعد عملى على هذا الملف منتهيا فأظن انه من حقى الآن ان ادون هنا بعض من الافكار التى تطن فى رأسى حول هذه القضية وما شابهها
فى تدوينتين مختزلتين سابقتين سخرت من التزامن بين عدد من الكوارث الداخلية الهامة والاحداث التى تقع صدفة او وفقا لترتيب ما كى تسهم فى انشغال الراى العام وصرفه عن القضايا الاهم التى تمسه بالفعل وتستحق ان يتحرك من اجلها
ولان الجمهور ببغاء عقله فى اذنيه كما تؤكد المقولة الشهيرة فان الحشد ينقاد بسرعة الى ما يرتبط بضلعين مهمين من اضلاع الثالوث المرعب الا وهما ضلعا الجنس والدين.
لنتذكر تحديدا حادث حريق عبارة السلام 98 الذى ذهب ضحية لاحتراقها وغرقها نتاجا لفساد صاحب او اصحاب الشركة المهمين الف شهيد او يزيد
فى ذات التوقيت انشغل قدر من الببغاوات بالبطولة الافريقية لكرة القدم التى ذهب الرئيس بنفسه ليسلم الفريق الفائز فيها وهو الفريق المصرى كأس البطولة
اما ما تبقى من ببغاوات لا تشغلها كرة القدم بذات القدر فقد تكفلت بعقلهم الذى فى آذانهم السيدة مى عمر - واتمنى الا تكون ذاكرتى قد خانتنى فى تذكر الاسم- سفيرة مصر فى الدانمارك باثارة قضية الرسوم التى كان قد مضى على نشرها شهور عديدة . فى توقيت اكاد اقسم انه متعمد
لتبدأ صحيفة الاهرام العربى" وهى مجلة ذات توزيع جيد فى عدد من العواصم العربية" فى نشر موضوع عن الرسوم لتلتقطه صحف ووسائل اعلام اخرى وتصير نصرة رسول الله الذى رسمه الدانماركيون الصليبيون الجدد هو الشغل الشاغل للمواطنين العرب من المحيط الى الخليج.
اذكر ان المدونين انجرفوا ايضا فى هذه الموجة التغييبية اللطيفة فهم ليسوا بمعزل عن افراد الحشد على الاطلاق وان احبوا ان ينأوا بانفسهم عنه.
اعلم اننى قد اطلت جدا ولكن من يتعب نفسه بقراءة ما اكتب قد اعتاد منى على هذا على كل حال.
هنا تكفل الدين من خلال لعبة سياسية فائقة المهارة فى شغل الرأى العام عن الاهم ، لا اذكر انه قد خرجت وقتها مظاهرة واحدة تطالب بسرعة القبض على المتهمين او ايقاف سفر السفاح الفاسد ممدوح اسماعيل ومن يحميه .. لم تخرج مثل هذه المظاهرات الا بعد شهرين من وقوع الجريمة وكانت لا تخرج المشاركة فيها عن اهالى الضحايا وبعض المتعاطفين معهم
وعلى العكس من ذلك تكفلت نقابة المحامين مثلا بالدعوة الى مظاهرات وصل المشاركون فيها الى مئات اغلقت شوارع وسط البلد من اجل مقاطعة الدانمارك ومعاقبة الرسام الذى ارتكب الرسوم.
قام المهنيون " المثقفون" بالمشاركة فى عملية الهاء ماهرة للحشد الببغائى لتضيع القضية الاهم وسط غضبة شعبية تم تسخيرها لخدمة مصالح اطياف سياسية معينة تقتات على الدين وعلى قضايا سياسية محددة خارج الحدود كقضية غزة " وغزة اعزك الله هى جزء من شئ ما كنا نعرفه زمان على انه فلسطين وكنا نتحدث عن شئ يدعى القضية الفلسطينية .. انسوا هذا السخف الان لا يوجد الا قضية غزة ولهذا حديث آخر".0
يمكننى ان اذكر امثلة عديدة اخرى تتشابة مع تزامن الرسوم المسيئة واحراق واغراق الف مواطن مصرى يعد اغلبهم مصدر رزق عائلته. الا انه كما ذكرت فى تدوينة سابقة: فانا ايضا رغم وعيى بعمليات الالهاء المنظمة هذه فى حينها الا انى الان قادرة على تذكر ما كان يجرى الهاؤنا به ولا اذكر ما كان يتم الهاؤنا عنه. وانا اشهد للالة التى قامت بهذه العمليات بالنجاح والعبقرية
اما زال احدكم يذكر بداية التدوينة ؟ محسن شعلان وتطبيع وحاجات كدة ؟
:)
طيب
للاسف ساشتتكم ثانية قبل ان اعود لهذه القضية
هل الدولة هى التى تمارس الالهاء؟
ما الدولة اصلا ؟ هل هناك دولة ؟ طيب لنعدل السؤال : هل الحكومة هى التى تقوم بالالهاء؟ وما الحكومة انها جهاز تنفيذى مترهل مهترئ لا يقوم حتى بالمهام الموكولة اليه دستوريا وربما لا يدرى بها
لنعدل السؤال ثانية هل الحكام هم من يتولون الالهاء؟
اها هذا يمكن الاجابة عليه
والاجابة هى : هل الحكام هم من وضعوا عقل الجمهور فى اذنيه ؟ هل الحكام وحدهم هم من يتولون التخوين والتكفير ؟ هل هم الذين يتولونه من الاساس ؟
هذا نعرف جميعا الاجابة عليه
والاجابة هى لا
الحكام لا يضللونا الا قليلا . لا يلجئون لالهائنا الا على فترات متباعدة لتمرير انتخابات او كارثة ما ككارثة العبارة مثلا
اما باقى ايام وشهور العام فنحن من نتكفل بالهاء انفسنا بانفسنا
نثير قضايا لا تهم سوى قطاعات محدودة
يسفك فيها الحبر
ترتفع فيها وتيرة التصريحات... نخلق حربا وهمية بين طرفين لا يعلم عنهما احد شيئا
وينشغل الطرفان بالصراع ونقتات نحن الصحفيون على مثل هذه المعارك
وتنتهى المعارك الفقاعية هذه كما بدأت
اما ان ينجح اطرافها فى خلق قضية رأى عام فقاعية ينشغل بها الناس حينا ثم تنتهى " فقاعة فاروق حسنى والحجاب" او يفشل الاطراف فى تسويقها ويكتفون بانتصار محدود وسط الجماعات التى تهتم بهذه الفقاعة
لن اتحدث عن فقاعة ازدراء الاديان كثيرا يكفى ان اشير الى هذا الموضوع للزميل سامح سامى بالشروق
طبعا الشروق هى ناشر الرواية وكلما ارتفع الجدل كلما زادت المبيعات لكن هذه جملة اعتراضية
السؤال هو هل سمعت يا مؤمن (مسيحيا كنت او مسلما) عن ارثوذكسى تخلى عن ايمانه المسيحى او عن ملته المسيحية الشرقية بمجرد ان قرأ عزازيل؟
هل ترى ان الاموال التى استهلكت للرد على زيدان فى كتب وافلام (لاحظ ان التقرير يقول 19 فيلم) ستكون هى القادرة على حفظ الايمان المسيحي فى القلوب؟
هل الوقت رخيص الى هذا الحد ؟
ما الفائدة التى ستعود على مواطن مصرى مسيحي من كل هذه الافلام ومن اثبات الكنيسة ان "رواية عزازيل" هى محض خيال؟ نعم الهدف هو اثبات ان الرواية خيال ولا تمت احداثها للواقع بصلة " ومن قال ان الروايات ليست كذلك؟"0
اعلم ان البعض سيقول لو كانت رواية تتناول النبى محمد صلى الله عليه وسلم لما قلت هذا الكلام
سارد واقول لا كنت ساقول هذا واكثر
كنت ساقول ان شاب مسلم يقطع عضوه الذكرى لانه غير قادر على الزواج اولى باموال الفضائيات التى ترد على الصليبين وتبحث فى جدوى النقاب وتسب الغرب الكافر.
بل والاكثر من هذا ساقول ان انسانا بحاجة للعمل بصرف النظر عن ديانته اولى بتلك الاموال التى تصرف على بناء مساجد ضخمة تحت اسم الجامع الكبير فى كل شارع تقع به كنيسة فى مصر من باب الكيد والمباهاة .. هو اولى بهذه الاموال كى يقيم بها مشروعا انتاجيا.
لن استرسل كثيرا فى هذه النقطة لكنى ساختمها بقولى : انا مع ازدراء الاديان
دعوا من يزدرى يزدرى كفوا عن شغل الناس فى معارك دينية تثبتون بها مقولة ان الدين افيون للشعوب يسهم فى الهاء الناس وتغييبهم ...لا يمارس هدفه السامى فى الارتقاء بنفوسهم وتطهيرهم
لن يُنْقِصَ رسام دانماركى من الاسلام شيئا . ولن يكون يوسف زيدان المسيح الدجال
الله يخليكم سيبوهم يزدروا الاديان
وللحديث بقية ان شاء الله
1 comment:
عين العقل والله كلام جميل
Post a Comment