ملحوظة : هذه التدوينة السريعة عرضة للتنقيح والاضافة أو الحذف
عودة للكتابة عن قضية عامة رغم انى ابذل ما فى وسعى لتفادى ذلك
منذ ثارت أزمة كاميليا شحاتة وانا ممتنعة عن التعليق بأى شكل يذكر، ليس تفاديا لوجع الرأس قدرما هو عدم اهتمام
نعم أنا غير مهتمة بالمرة
فقضية كاميليا شحاتة هى مجرد حادثة طائفية أخرى ضمن حوادث عدة، صارت تجرى بشكل يومى، وبايقاع شديد الكثافة.
فقط لأنها متصلة بأنثى زوجة كاهن تم تضخيمها من قبل الحشد وساعدت وسائل الاعلام غير المسئولة على توسيع رقعة أثر الحدث
انا هنا لن اتكلم بالمرة عن قضية الطائفية
ولا افكارى حول الغضب عند تحول الاناث دينيا أو سريان شائعات بذلك
فغنى عن البيان أنى لا اهتم بأمور التحول الدينى وان كان موقفى هو التأييد غير المشروط لحق أى شخص فى اختيار دينه وبالمناسبة هويته الجنسية.
سأتكلم فقط عن موقف وسائل الاعلام ومنطلق حديثى هو هذا الخبر المشكوك فى صحته المنشور على هذا الموقع المشبوه الفاقد للمصداقية
يجب أولا أن ابين ان معلوماتى الغير محدثة تفيد بأن نسبة اسهم نجيب ساويرس فى المصرى اليوم ضئيلة، وأن صلاح دياب هو المالك للنسبة الأكبر من الاسهم، ولا أدرى الى أى مدى تغير هذا الوضع. وبالتالى، ووفقا لهذه المعلومة غير المؤكدة، فليس لنجيب ساويرس أن يتدخل فى رفع مقال أو منع كاتب وان كان الامن يستطيع
ولكن دعونا نفترض أن المصرى اليوم قررت بالفعل ان ترفع المقال وألا تنشره
من اين ننطلق من انه ليس من حق الصحيفة ان ترفض نشر مقال؟
الرد جاهز طبعا ، انه ينطلق من حرية التعبير وحرية الكاتب أن يكتب ما يتراءى له
أنا ليس لدى اى اعتراض على حرية اى فرد فى ان يكتب وينشر ما يحب
ولكنى ساتحدث فى حق آخر مختلف وهو حق المجتمع
سأطرح هنا سؤالا آخر: هل حرية التعبير غير مشروطة؟
بما ان هذه مدونتى فسأنفرد بكل صفاقة بالاجابة عن السؤال
نعم حرية التعبير والنشر مشروطة
مشروطة بماذا؟
بحق المجتمع ، ومن ضمن التفاصيل الرئيسية فى شبه جملة (حق المجتمع) القصيرة الثقيلة هذه: حق المجتمع فى معرفة الحقائق المجردة
نحن نحيا فى وسط اعلامى مشوه
وتشوهه نتيجة ضرورية وعامل رئيسى (فى نفس الوقت) فى لتشوه المجتمع
الصحافة تقدم فيضا من المعلومات القاصرة ، سريعة التجهيز، التحليلات المنشورة كلها تفتقر للعمق المعرفى ، فتصل المعارف الى الناس ناقصة مشوهة وبلا خلفيات والاخطر من هذا كله مخلوطة بالرأى
ذلك الرأى الذى يمكن ممارسته بمجرد انتقاء المعلومات الواردة فى الخبر او التقرير الصحفى، واسقاط غيرها بشكل يتجه لترسيخ استنتاج او وجهة نظر بعينها
فاذا تركنا هذا منطلقين لمقالات الرأى والبرامج التى تستضيف السادة المحللين المعلقين الخبراء
لوجدنا أن اغلبهم فى مقالاتهم واحاديثهم المتلفزة والمسموعة، يستندون الى معلومات مغلوطة، معلومات لم يستوثقوا منها بأنفسهم، ودعنا هنا نتكلم عن السيد الدكتور العوا نفسه الذى تمجلس فى مقعده وقبض دولاراته من الجزيرة ليتحدث عن احتمالات وجود اسلحة فى الكنائس
هنا: هل احترم من يطالب بحريته فى ابداء رأيه، حق المجتمع فى المعرفة؟
فلنتجاوز عن هذه النقطة الهامشية ، وننتقل لفاصل اوضح فيه رأيى فى مسألة نشر القضايا الطائفية
فاصل إعلانى :
انا ضد دفن الرؤوس فى الرمال ، ضد اخفاء الحقائق
انا مع المواجهة والصدمة
مع الايقاظ
مع الاعتراف بالمشكلات كخطوة اولى لتشخيص الاسباب والحل
انتهى الفاصل ، عودة للبرنامج
انطلاقا مما تقدم فيمكن استنتاج اننى ضد منع د. العوا من الكتابة اذا كان منطلقا من حقائق يعرفها وتثبت منها
ولكن .. ما الهدف من اذكاء النيران (فى حالة ثبات صحة المعلومات) فى هذا التوقيت؟
الى متى سيظل السادة الافاضل المفكرين والمنظرين ينطلقون فى عنترياتهم متجاهلين استعداد المجتمع للانفجار
وهل الحديث عن توحش الكنيسة راعية الاسود هو ما يحتاجه المجتمع كى يستفيق من طائفيته
السيد العوا ورفاقه : هل طلب منكم الله فى كتابه الكريم وطلب منكم رسوله أن تقولوا قولة حق فى وجه شنودة وبيشوى؟
ضد من ترتفع اصواتكم بالضبط؟ ولماذا؟ ولصالح من؟
فان كان هؤلاء الكتاب قد اسقطوا (صالح المجتمع) عمدا ، كيف الوم على وسائل الاعلام حرمانهم من حقهم فى التعبير عن ارائهم غير المستندة للحقائق؟
اذا كانت حرية التعبير تقف على كفة الميزان الاخرى ضد صالح الجماعة، فأى كفة ترجح؟
لقد تعاملت وسائل الاعلام طوال الوقت مع قضية الطائفية الدينية بغباء وسوء فهم واضح جعل نتائج تعاملها هذا تكاد تكون مطابقة للنتائج التى كانت ستخرج بها لو كانت متآمرة
اكرر العشوائية هى ما يحكم العمل الاعلامى لدينا
الربح هو الهدف والغاية لا صالح البلد ولا فتح قنوات جديدة للمعرفة والتعبير عن الرأى
عزيزى هدف وسائل الاعلام هو الاعلان، والاعلان وحده. فانس اى شئ آخر يتشدق به اى أحد
فان كانت وسائل الاعلام تنطلق نحو مصالحها فماذا يعيبها ان تطبق سياسة تحريرية تهدف لخدمة هذه المصالح؟
ماذا يعيبها ان تعوق نشر مقال ما لكاتب ما لانه سيضر بعلاقتها الشبه مستقرة مع الاجهزة الامنية ؟ ماذا يعيبها ان تنطلق فى خياراتها لكتابها بما يضمن امنها وسلامة استمرار عملها؟
ولكن لنطرح سؤال اخر.. ماذا يعيبها فى ان تختار مصلحة المجتمع وتمنع نشر ما يزيد اذكاء النيران عوضا عن العلاج؟
ماذا يعيبها فى ان تختار الا تسهم فى نكئ الجروح عوضا عن تطهيرها وعلاجها ما دامت غير قادرة على تحقيق هذا الهدف الثانى؟
لكل ما تقدم : انا مع حق المصرى اليوم فى ان تمنع د. محمد سليم العوا من ان يعبر عن رأيه
أنا مع تدخل نجيب ساويرس بنفوذه وماله لمنع العوا من الاساءة لدينه (دين ساويرس) بأمواله .. اموال ساويرس ، مع التأكيد ثانية على معلوماتى التى تفيد بعدم مسئولية ساويرس عن هذا المنع
أنا مع منع كل من يذكى النيران، من حقه فى التعبير عن آرائه المغلوطة الغير واضحة الهدف ، بل ومع اعدامه ضربا بشباشب الحمامات العمومية