كنت اسير فى الشارع المؤدى لبيتنا القديم ( تربيت فيه منذ كان عمرى بضعة اشهر وحتى الثامنة من عمرى) كان الطريق على غير العادة غير ممهد
كنت اعرف اننى احلم وفكرت اننى لا اتى الى هذا المكان فى احلامى الا عندما اشعر بالخوف او القلق
كنت وحدى اسير الى جانب البيوت وحوالى يتناثر نفر قليل من الناس الذين لا اعرف أى منهم ، يرتدى معظمهم الجلابيب ، تنبهت الى انى امسك بكاميرا تشبه كاميرا ليليان فى يدى لكنها كانت خفيفة الوزن جدا
اكملت سيرى مضيا الى نهاية الشارع دون ان انحرف الى الشارع الجانبى المشجر الذى يحتضن بيتى القديم
كان السور القديم القائم الى جانب الحديقة الشاسعة المساحة مازال مبنيا وكانت الاشجار لا تزال قائمة، لم تجرف الارض بعد وتقوم مكانها تلك العمارات الملونة القبيحة التى سكنها العائدون من الخليج او اهل الخليج الراغبون فى مسكن دائم فى القاهرة
يحتشد الشارع الان باحتفال شعبى ما يشبه المولد ، هناك اضواء والعاب وجلابيب تغدو وتروح ،، بالقرب من منزل كانت تسكنه زميلة لعب تقترب منى شحاذة رثة ومعها ابن وابنة يتسولون منى المال وانا منشغلة بضبط الكامير استعدادا للتصوير
ارفض وابتعد فتلاحقنى ،، استمر فى الابتعاد فتخرج وولديها من افوههم الات حادة ويحاولون جرحى بها
ابتعد عنهم بعد جرى ومراوغات وانتقى ولدا يبدو معاقا ذهنيا ،، اسنانه مشوهة واطرافه كذلك التصقت اصابعه شبه المنقرضة فى كفيه، يرتدى بدلة سهرة فاخرة على قميص مهلهل ويدور ليبيع المنديل الورقية ،، انقده عملة معدنية وابتسم له وابتعد ومن بعيد ترمقنى الشحاذة الرثة وولديها فى غيظ واضح. التفت للفتى لابتسم له مرة أخيرة استعدادا لاختراق الحشود بحثا عن لقطة جديدة لأجد الفتى يضحك ضحكة صامتة مخيفة ويلقى بكرة من النار تخرج من كفه الى اقفاص موجودة على الجانب
يصمت كل من حولى وهم ينظرون فى اتهام واضح ، ارتبك واشعر بالذعر لاجد الفتى يهتف بى فى اول كلمة اسمعها منه: "اجرى اجرى" ، ويندفع نحوى
اطيع امره بلا تفكير واجرى وهو خلفى يستحثنى .......... الآن تلاشت البيوت المشهد كله يتغير ،، نحن فى قرية شاسعة ممتلئة بالاشجار العملاقة نعدو وخلفنا الحشد الغاضب.. نمضى نحو بوابة ، انظر خلفى لاجد الفتى ينتفخ يتحول الى عملاق اخضر ذو تركيبة مطاطية ،، يشبه البالونة نخرج أنا وهو من الباب ويد خفية تغلقة بمجرد خروجنا
نأوى الى تل عال يجاور البوابة الحديدية المغلقة ، اشاهد النيران وهى تأكل البشر فى القرية دون الاشجار، يتساقطون واحدا بعد الاخر وعيونهم الغاضبة مازالت تنظر نحوى فى اتهام بينما تلتهمهم النيران التى بدأها الفتى الشائه ،، اشيح بعينى هربا من نظراتهم الغاضبة اللائمة ، لانظر تحت التل الذى يأوينا انا والفتى لارى قنوات صغيرة يبدو انها خارجة من نهر بعيد لا نراه
داخل المياة أياد خضراء تخرج من طين الاطراف لتخنق رجالا قابعين تحت الماء فاغرين افواههم عن صرخات اختطف صوتها الماء ثم تعود لتختفى فى الطين
انظر للفتى البالونى ثم الى الكوبرى البعيد وافكر .. كيف اصل الى هناك