لا اعرف حتى الآن ما السبب الذى دعانى للشعور بان البيت صار ضيقا حرجا وان على أن انزل إلى الشارع لاجلس على الرصيف المواجه للبيت الاصفر القديم
اذكر البيت جيدا فعنده تولدت فى ذهنى الكثير من الاساطير المرتبطة بلونه الاصفر الفاقع النظيف دائما وابوابه وشبابيكه التى لا تنفتح ابدا،
كما انى لم اعرف ابدا سر كونه البيت الوحيد فى الشارع كله المكون من طابق واحد
عند هذا البيت ارتجفت للمرة الأولى -التى اذكرها على الاقل- عندما ظننت انى خرقت قاعدة كونية ما، ورأيت الله جهرا
اخذت ادعو الله حينها ان يحتجب عنى، وألا يغضب على، وأن يجعلنى كالباقين.
سالت الله الا يغضب منى لانى رأيته هناك عند البيت الاصفر الغامض
جلست على الرصيف وبجوارى فتاتين آلفهما ويبدو انى اعرفهما منذ زمن، كانتا تتحدثان وكنت اصغى اليهما بلا اهتمام، وانا شاردة اتساءل: كيف ارى البيت الاصفر الان وقد ازيل من مكانه منذ كنت فى السابعة وقامت فى مكانه عمارة بيضاء مغبرة المنظر؟
توقفت امامنا سيارة سوداء فارهة، وخرج منها ايمينيم، دعانى للركوب فرفضت فطالبنى بشئ ما يبدو انه اختزنه عندى وانا لا اذكر انى قد اخذته منه
نفيت انى اخذت الشئ وعرضت عليه ان اعوضه عنه ان كنت قد اخذته منه ونسيت، لكنه أبى وانطلق فى رص الشتائم البذيئة،
حاولت تهدئته فاستجاب واخرج لى قطعة بنسون بطعم الفراولة تناولتها ووضعتها فى جيبى
ركب سيارته ومضى
وعاوت الجلوس على الرصيف متساءلة عن كنه الشئ الذى اخذته من ايمينيم ، واين ذهب؟ ولماذا مازالت ارى البيت الاصفر القديم الذى ازيل وقامت مكانه عمارة بيضاء مغبرة المنظر
No comments:
Post a Comment