Friday, June 8, 2012

أبواب



باب التوق 

أمر جوار النهر الذى جف دون أن يلحظ أحد .. أقف على الحافة وأتأمل الأخدود الممتد، 
يبهرنى تفاوت ابتعاد العمق، فحينا يبدو الأخدود الصخرى الجاف ذو عمق طينى قريب وعلى بعد سنتيمترات قليلة يصير القاع بعيدا لا أكاد أستبينه 
أقاوم الدوار، بينما يتصاعد من الداخل نداء غير مسموع، تدركه تلك المجسات الكامنة فى عمق صدرى 
وأدرك أنه يمكننى الآن أن أفرد ذراعى وأتأهب لاستكشاف ذلك العمق البعيد .. 
الدوار لذيذ .. 
والصوت ناعم .. 
والعمق ينادى .. 
والتوق حارق 


باب الطفو 

أدرك أننى على أربع 
لا أدرى متى هبطت على ركبتى وكفى وبدأت فى الحبو 
أشعر بخيوط السجادة تحت كفى وركبتى تفصل بينها أخاديد، أتطلع إلى الطرف البعيد كثيرا عن المركز الذى أقف فيه وأعرف أن غرضى الذى ربما لا أبغيه( ورما أبغيه) أن أصل إليه 

أنقل كفى نقلة أولى أضعها فوق خيوط وأخاديد، فتنغرس السجادة تحت كفى فى الماء المحيط .. تتجعد الأطراف.. وتتسلل المياه التى تطفو "أرضى الافتراضية" فوقها لتغرق كفى المنغرس 
أتراجع فتعود السجادة للاستواء وتتراجع المياه 
اكرر المحاولة ، فيعود الماء 
انظر للمحيط حولى حيث تطفو سجادتى ولا أعرف هل أتقدم فأنغرس؟ 
أم أقف هنا فى موضعى إلى الأبد 

أنظر للمحيط حولى حيث تطفو سجادتى ولا أعرف هل أتقدم فأنغرس 
أم أقف هنا فى موضعى إلى الأبد 

أنظر للمحيط حولى حيث تطفو سجادتى ولا أعرف هل أتقدم فأنغرس 
أم أقف هنا فى موضعى إلى الأبد 

أنظر للمحيط حولى حيث تطفو سجادتى ولا أعرف هل أتقدم فأنغرس 
أم أقف هنا فـ............... 

باب الفتوح 

الأنوار حولى فى الغرفة الجرداء.. ذات البياض الخانق الذى يراودنى فى كوابيسى.. 
مخطئ من يظن أن الجحيم أحمر، لا يمكن أن يكون سوى هذا الأبيض الأجرد 

أمسك بالكتاب وأجلس القرفصاء على الأرض 
غلافه الكارتونى المنفر يصطبغ بألوان فاقعة 
أقلب الأوراق الفاخرة الحاملة لشعار إحدى دور النشر الشهيرة، أقرأ على نور الشمعة القريبة والنور الكهربي الأبيض يصر على اقتحام عينى 
أحاول فك طلاسم الكلم الملغز فلا أفلح 
أمد يدى إلى لهب الشمعة أعابثه 
أتسلى بحرق الكتاب ورقة بعد أخرى 
استنشق بخار ألغازه 
تحترق يدى 
يتراجع الأبيض وأقترب حثيثا من السواد المريح 

No comments: